[عائشة جمعة]

أختي الفاضلة أستطيع أن أقدر مدى معاناتك لعدة أسباب منها أنني عشت تجربة تربية الأطفال وخاصة عندما يكونون صغاراً وعديدين ، ومنها أنني أستمع كثيراً لمعاناة الأمهات خلال تربية الأبناء ، ومنها أن تربية من هم أولاد غيرنا مهمة شاقة لأنها تكاد تكون واجباً خالياً من عاطفة الأمومة التي تهون الصعب .

ولو أن أحداً استشارني في موضوع زواج مشابهة لحالة زواجك لأبنت له أن الأولاد سيكونون بالتأكيد برعاية أبيهم ، وأنها ستكون مسؤولية كبيرة ، ولكنها ليست مستحيلة التحقيق على أرض الواقع

ولقد أعجبتني عبارة ذكرتها وقلت فيها أنهم آتون لأبيهم لا محالة ، وأن مجيئهم الآن أحسن من مجيئهم وقد كبروا على حالة قد لا تعجبك ويكون التعامل معهم صعباً للغاية .

إذن أنت عزيزتي نظرت إلى المشكلة نظرة إيجابية ، وهذه طريقة في حل المشكلات جيدة تدعو صاحبها إلى الرضى ثم العمل الصحيح لتخطي العقبات .

_ أول ما أنصحك به أن تحتسبي عملك هذا خالصاً لوجه الله تعالى ، والله يرضى عن احتواء أربعة أطفال ابتعدوا عن أمهم بسبب الطلاق وهم في سن الطفولة والتشكيل ، وهذه النية تعطيك قوة للعمل وسعادة بما تطلبينه من الأجر والثواب ممن لا يضيع عنده مثقال ذرة من أعمالنا في الأرض ولا في السماء .

_ اجعلي قلبك يعتقد أنهم كأبنائك في المحبة والتعليم والعدل والحماية فلربما سخرهم لك الله في عمر تكونين فيه بأشد الحاجة لهم ، وهذا ما رأيته من إحدى النساء فقد كانت كبيرة في السن حدثتني أنها أحسنت تربية أولاد زوجها وأحبتهم من قلبها وحنت عليهم كما فعلت مع أبنائها وشاء الله أن يبتعد أولادها عن البلد الذي هي فيه ، وأن يكون أولاد زوجها في العمارة التي تقطنها يسلمون عليها صباحاً ومساء ، ويطلبون رضاها ، ويلبون طلباتها ، أحبتهم فأحبوها ، وخدمتهم فخدموها

ونحن قد نقدم الخدمة لأشخاص ويأتي الجزاء من أشخاص آخرين المهم أن الله ييسر ويدبر لكل من عمل عملاً خالصاً لوجهه الكريم .

_ لا تتحملي أعباء التربية وحدك ، بل اجعلي زوجك يشاركك الرأي والجهد وتناقشي معه في أمور أنت تعانين منها بعيداً عن روح التضجر والملل

_ الأطفال حين زيارة أهلهم سيعودون متأثرين بمن زاروا وهذا أمر طبعي ، ولكنهم سرعان ما يعودون لما تعودوا عليه في بيتكم ، وخاصة إذا كان الوالدان قد طرحا قوانين ونظماً مكتوبة وعليها مكافآت بسبب فعلها أو عقاب بسبب تركها ، ويحب الأطفال الرسومات فحبذا لو كانت رسومات إلى جانب كل قانون منزلي ، وكذلك الثواب والعقاب تكون على شكل صور أو رموز .

_ تابعي أختي الكريمة ما يعرض من برامج تربوية عن مشكلات سلوكية أو طبيعة المراحل العمرية حتى تستطيعي التعامل مع الأطفال بشكل مريح وصحيح .

_ اعلمي أن ما واجتهه في حياتك الزوجية أهون من كثير من القضايا التي تعاني منها بعض المتزوجات فاحمدي الله وتابعي مسيرتك مستعينة بالله فقد أراد لك أجراً ممتداً بامتداد حياة هؤلاء الأولاد وصلاحهم ، وتعودهم على السنن النبوية ، ومحبتهم لكتاب الله وتلاوته وحفظ ما تيسر منه .
نسأل الله لك حياة طيبة .

وأما عن تمكنك من احتواء المشاكل وحلها ذاتيا فهذة مهارة سوف تكتسبينها مع الأيام ولكن هناك خطوطاً رئيسية لا بد منها

1_ تأمل المشكلة وتحديدها ومعرفة أبعادها
2_ التحدث عنها مع من يتوخى منه رجاحة الرأي ومن لديه خبرة
3_ كتابة بعض الحلول وتجريبها على أرض الواقع والاحتفاظ بالمُجدي منها .
4_ التحدث مع من هم أطراف في المشكلة وطلب الحلول منهم .
5_إن النجاح في حل مشكلة مهما صغرت سيعطيك قوة ومقدرة بعون الله على حل غيرها من المشاكل
وفقك الله ورعاك وأعانك