عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-09, 08:54 AM   #2
زياد عوض
حفظه الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: 15-02-2009
المشاركات: 152
زياد عوض is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد ،
الحسد داء خطير، ونقص عظيم، وهو تمنِّي زوال نعمة الله عمَّن أنعم عليه من خلقه، وهو اعتراض على الله، وهو من صفات اليهود والكفار :
قال الله تعالى : (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) ( البقرة : 105 . ).
وقال تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) (البقرة : 109 . ).
وعلاج الحسد ليذهب عن الإنسان أن يستعيذ بالله منه، ويسأله أن يعافيه منه، ويكثر من ذكر الله عندما يرى ما يُعجبه .ولذلك صح عن النَّبي أنِّه قال : " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " . رواه ابن السني والحاكم وصححه الألباني في الكلم الطيب ، أمَّا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله : لم تصبه العين " . فالحديث ضعيف جدّاً !
قال الهيثمي في المجمع : رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي ، وهو ضعيف جدّاً , وأما الأية التي في سورة الكهف ( وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ) ( الكهف :39.) ، فلا علاقة لها بالحسد، والحديث الذي يروى في ذلك ضعيف كما بينا ، ومعنى الأية كما ذكر الشوكاني في فتح القدير هو : هلا قلت : ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله ، تحضيضاً له على الاعتراف بأنَّها وما فيها بمشيئة الله ، إن شاء أبقاها وإن شاء أفناها ، وعلى الاعتراف بالعجز ، وأنَّ ما تيسر له من عمارتها إنَّما هو بمعونة الله لا بقوّته وقدرته . قال الزجاج : لا يقوى أحد على ما في يده من ملك ونعمة إلا بالله ، ولا يكون إلا ما شاء الله، انتهى كلامه. ولذلك يكون ما ذكرته لك هذه الأخت هو الصواب ، والله تعالى أعلم.
زياد عوض غير متواجد حالياً