عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-06, 01:17 PM   #3
أم خولة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]إياك أخية

الجزء الثاني:

 قال فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله في برنامج "نور على الدرب" :
طلب العلم الشرعي فرضٌ على كل مسلم، لكنه على قسمين:
الأول فرض عين
والثاني فرض كفاية
أما فرض العين؛ فيجب على كل مسلم أن يتعلم من شرع الله ما يحتاج إلى فهمه ،فمثلا إذا كان عنده مال يجب عليه أن يتعلم ما هي الأموال التي تجب فيها الزكاة؟ وما مقدار الزكاة الواجبة؟ وما شروطها؟ ومن المستحقون لها؟ ليعبد الله تعالى على علم وبصيرة، إذا كان تاجرًا فعليه أن يتعلم من أحكام تجارته ما يستعين به على تطبيق التجارة على القواعد الشرعية، إذا كان ناظرا على الأوقاف فيجب عليه أن يتعلم من أحكام الأوقاف ما يستعين به على أداء مهمته، وهلم جرًا.
أما فرض الكفاية؛ فهو ما عدا ذلك من العلوم الشرعية، فإن على الأمة الإسلامية أن تحفظ دينها بتعلم أحكامه. وعلى هذا فكل طالب علم يعتبر أنه قائم بفرض كفاية، يثاب على طلبه ثواب الفريضة.
وهذه بشرى سارة لطلاب العلم:
أن يكونوا حال طلبهم قائمين بفريضة من فرائض الله عز وجل ومن المعلوم أن القيام بالفرائض أحب إلى الله تعالى من القيام بالنوافل كما ثبت في الحديث الصحيح القدسي أن الله تبارك وتعالى قال: ((ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبُّ إليَّ ممّا افترضتُ عليه((
 أنّهُ علامةُ إرادةِ اللهِ بعبدِه الخيرَ
قال عليه الصلاة والسلام : ((مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يفقّهْهُ في الدينِ)) متفق عليه.
فمن أحب أن يعلم ما نصيبه مِن عناية الله؛ فلينظر ما نصيبه مِن الفقه في دين الله؟
 أنّهُ مِيراثُ النّبوّةِ
فالعلماء هم ورثة الأنبياء، قال صلى الله عليه وسلم: ((... وإنَّ العلماءَ وَرَثَةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لمْ يُورِّثُوا دينارًا ولا دِرْهمًا، إنّما ورَّثُوا العلمَ، فمن أخذَه أخذَ بحظٍّ وافرٍ..)) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي، وقال الألباني: ”حسن لغيره“ ”صحيح الترغيب والترهيب“ (70)
قال الإمام أبو حاتم – رحمه الله -: ” في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا هم الذين يعلمون علم النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من سائر العلوم ألا تراه يقول : ((العلماءَ وَرَثَةُ الأنبياءِ)) والأنبياء لم يورثوا إلا العلم، وعلم نبينا صلى الله عليه وسلم سُنّته، فمَن تعرّى عن معرفتها؛ لم يكن مِن ورثة الأنبياء ” . ”صحيح ابن حبان“ كتاب العلم
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّه مرّ بسوقِِ المدينةِ فوقف عليها فقال يا أهلَ السوقِ! ما أعجزَكم! قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟! قال: ذاكَ ميراثُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُقسم وأنتم ها هنا، ألا تذهبون فتأخذونَ نصيبَكم مِنه؟! قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجدِ ، فخرجوا سِراعًا، ووقف أبو هريرة لهم حتى رَجِعوا، فقال لهم: ما لكم؟ فقالوا: يا أبا هريرة! قد أتينا المسجدَ فدخلنا فيه فلم نرَ فيه شيئًا يُقسم. فقال لهم أبو هريرة: وما رأيتم في المسجدِ أحدًا؟ قالوا: بلى، رأينا قومًا يُصلّون، وقومًا يقرؤون القرآن، وقومًا يتذاكرون الحلالَ والحرامَ، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم! فذاك ميراثُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وحسّنه الألباني ”صحيح الترغيب والترهيب“ (83)
 أنّه به ظهَرَ شرفُ فضلِ آدمَ - عليه السّلامُ - على الملائكةِ
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)} البقرة
ذكر العلامة السعدي فوائد هذه الآيات، ومنها:
”فيه فضيلة العلم من وجوه:
منها: أن الله تعرّف لملائكته بعلمه وحكمته.
ومنها: أن الله عرّفهم فضلَ آدم بالعلم.
ومنها أن الله أمرهم بالسجود لآدم إكرامًا له لمّا بان فضلُ علمِه“.”تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان“
 العلمُ مُقَدَّمٌ على فضلِ العبادةِ
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((فضلُ العلمِ خيرٌ من فضلِ العبادةِ، وخيرُ دينِكم الورعُ)) رواه الطبراني وغيره، وقال الألباني: صحيح لغيره ”صحيح الترغيب والترهيب“ (68)
وقال المعافى بن عمران : ”كتابةُ حديثٍ واحدٍ، أحبُّ إليَّ مِن صلاةِ ليلة“
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ” يا حبَّذا نومُ الأكياسِ وفِطْرِهِم!؛ كيف يَسبِقُ سَهَرَ الجاهلين وصيامَهم!؟ “
ولهذا المعنى كان فضلُ العلم النافع الدال على معرفة الله وخشيته ومحبته ومحبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه، لا سيما عند غلبة الجهل، والتعبُّدُ به؛ أفضل من التطوع بأعمال الجوارح .

فضل طلب العلم

 ألا نرغب بطريق سهل إلى الجنة؟!
قال صلى الله عليه وسلم: ((... ومَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهل اللهُ له به طريقًا إلى الجنة...)) رواه مسلم (كتاب الذكر والدعاء/ باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر/ 2699).[/grade]
أم خولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس