السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقا إنه حديث ذو شجون وحديث لايفقهه إلا ذلك العبد الذي ذاق لذة القرب ولذة الانس والمناجاة للحبيب الأعظم
جل في علا ه , فكلماتك اختي تداعب الأحاسيس والمشاعر المؤمنة العفيفة فتتزاحم في الصدر مثيرة شيئا
من الإحتناق , الذي يجعل العبرات تتسابق إلى العيون, وأحاسيس الرضى والطمأنينة تداعب القلوب ,
فينطق اللسان كلمة الله مولاي وسيدي وحبيبي ومعبودي الذي ليس لي معبود سواه,إرض عني
وزدني قربا منك, ويناجي حبيبه في جلسة أنس به ،مناجاة لا يسمعها ولا يعلم بها إلا هو،وتزداد
الجلسة قدسية ونورا إن صاحبها تلاوة وتدبر لكلامه جل في علاه ، وهذا هو بيت القصيد، فأختي الحبيبة
شذى إختارت وأحسنت والله الإختيار، وذكرتنا بحفظ القرأن الكريم بتدبر ، فمن غير تدبر لا يمكن ان يحدث
التغيير، ولايمكن ان يصل العبد إلى درجة القرب والانس اللتين ترضيان الله عنه.
أنا أعرف أختا حافظة لكتاب الله _واظن أنها حفظت من غير تدبر لأبيّن أهميّة الحفظ بتدبر_ و قد اكرمها الله بان اعطوها يوما تسمّع فيه للنساء في مسجد
فعلمت بذلك عند عودتي من مكة ، فأردت أن أنضم إلى حلقتها وأراجع محفوظي ، ولكن كانت الصدمة انني
ذهبت وكنا لم نلتق من مدة تقارب السنة ،و بعد الترحيب بي أخذت تحدّثني وذكرت لي شيئا حدث في العيد
وانا لم أكن وقتها ببلدي، فأخبرتها انني كنت خارج البلد، وانا اعلم أنها تعلم ذلك، ولكنها لم تسألني عن شيء
واكتفت بسؤالي عن النساء في الحرم فحدثتها بان هناك نساء ماشاء الله في كامل حجابهن الشرعي ومحتشمات
ومنهن من لا تراعي حرمة المكان لا في حجابها ولا في تصرفاتها، وكانت الصدمة هي عندما أحذت تحدثني عن عائلة أعرفها
وقالت بأن أفرادها لايذهبون إلى العمرة إلا رياء،و ليحصلوا على اللقب فقط وأن حجاب نسائهم عادي جدا
وليس شرعيا مئةبالمئة ، والله صدمت ولم استطع ان أفعل شيء وأنقذني الله عز وجل بهاتف من زوجي يخبرني بانه
سوف يصلي في نفس المسجد ، وأن أنزل مباشرة لكي ياحذني إلى البيتواقيمت الصلاة انتهيت وسلمت عليها
مقررة عدم العودة ، أوردت هذا النموذج الذي أظنّ والله أعلم أنّه النوع الآخر الذي يحفظ القرآن دون تدبر
لتظهر أهمية هذا الأخير جليّة لمن أرادت الإستفادة ، غيبة وفي بيت من بيوت الله !!!!!!!!!!!!!! الله أكبر
بعد ذلك قلت ربما هو مدخل من مداخل الشيطان لكي يحرمني هذا الخير نولكن خوفي أثناني عن العودة
للتسميع عند تلك الأخت، والمشكل أنها تتحدث مع بعض الاخوات والكل يسمع حتى عن عائلتها وعائلة زوجها.
اسأل الله أن يهديها ويجعلها تستفيد مما حفظت من آيات في الغيبة.
وهناك نمادج مشرقة ، سأورد منها نمودجا اعرفه وأصحبه:
إنها أخت حبيبة إلى قلبي لو تعاشريها تقولي صحابية في آخر الزمان قمّة في الخلق قيام ليل ابتلاءات لاتحد
ولا تنتهي ورضى وابتسامة رضى لاتفارق الشفتين ،ما شاء الله قمّة في كل شيء ،في العبادة، رغم أنها
تخفي ذلك ، قمّة في الطاعة وفي الصبر أحبها في الله وهي كذلك، داعية ماشاء الله تدرّس العلم الشرعي
تتكبد المتاعب لتحصل لليتامى والأرامل والمتخلّى عنهم عن مبالغ مالية من المحسنين لتدخل السعادة
إلى قلوبهم، كما أنّها ترد المطلّقة وتصلح بين المتاخاصمين ، كل من أراد استشارة أو وقع في أزمة أو مشكلة
طرق بابها ، إذا رأيتها ذكرت الله عز وجل، تقية نقية خفية أحسبها كذلك والله حسيبها .
هذه الحبيبة حفظت كتاب ربها حقا بتدبر وفي أحلك الظروف قصتها عجيبة _لاأستطيع ذكرها لأن المقام
سيطول بنا كثيرا_ وأكثر وأهمّ من ذلك أنهاعملت بما حفظت
وأناأفتخر وأتشرف بصحبتها ، وكما ذكرت أيتها الحبيبة زوجها وابناؤها والناس أجمع يخدمونها ويطيعونها
ويتمنون إرضاءها . فمثل هذا النمودج ينبغي أن نقتدي به جميعا أسأل الله لها الثبات والتوفيق .
وأسأل الله لي ولأخواتي التوفيق والسداد والعون على حفظ كتابه بتدبر ليحصل المطلوب والمراد.
أعتذر على الإطالة وأحيّي حبيبتي التي أحببتها من يوم التحقت بحلقة شيختنا
بارقة نور
ولم تسنح الفرصة يوما لأعبر لها عن مشاعري اتجاهها، ألا وهي أختي الحبيبة الغالية شذى الريحان
فأهنئك أحتي على حسن انتقائك لهذا الموضوع، وأعتذر على مداخلتي المتأخّرة فلم أره إلا اليوم لقلّة
دخولي للملتقى كماأسألك الدعاء لي بظهر الغيب. وجزاك الله عز وجل الفردوس الأعلى .
وأسأل الله لي التوفيق في هذه المداخلة وان تقبلوها منّي
مع حبي وتقديري
التعديل الأخير تم بواسطة أم إسماعيل و يوسف ; 24-01-10 الساعة 01:16 AM
|