وكان علي أن أرتب أفكاري وأفهمها أنني لم أغامر بعلمي من أجل هدف عادي. لذلك كنت أحاول ترتيب المصطلحات في فكري.
فكرت في جعلها تقتنع بما سأقول ولكن كان جمود فكرها يمنعني من خوض هذه المغامرة.
فاضطررت لإتمام كلامي، وأنا أتوجس خيفة من هذا الهدوء الغريب الذي طرأ عليها فجأة. وقررت أن أنعش الجو قليلا
فقلت لها: هل هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة؟
فقالت محافظة على كامل هدوئها: بل هو سكون الساذج الذي يتفرج على فيلم هندي.
فضحكت و قلت لها: سأحتاج منك درسا في طول اللسان.
فضحكت و قالت: من، أنا أعلمك أنت، لا فنحن تلاميذ مدرستكم الموقرة يا سيدتي.
فأحسست أن تلبد الجو زال.
فقلت لها: نعود لموضوعنا.
فقالت: سيكون أحسن، ونصيحة دعي عنك خفة الدم فهي لا تناسبك.
بقدر ما كانت سليطة اللسان بالقدر الذي كنت أحبها لعلمي أنها لا تسلطه إلا على من تحب
فقلت لها: كنت في خلال كل ذلك أفكر مالذي علي فعله بعلمي؟؟
ثم قلت لنفسي. هل جاء اختياري لهذا التوجه نتيجة قناعة شخصية. أم كان اختيار عفوي.
وجدت أن الجامعات التقنية لا تفتح التخصصات إلا لمتطلبات سوق العمل.فوجدت أن هذا الإختيار كنت في جزء منه مسيرة نحو أهداف غيري هذا الغير الذي لا أعرف كنه أهدافه في الغالب و لا حدوده في التفكير
فقررت ان أدرس بطريقتي هذه المرة هذا السوق كان من بين دراستي له اكتشافي أن معظم النساء بدون لي حمقاوات خاصة حين كنت أتعمد الإستيقاظ في ساعة السادسة صباحا لأطل من الشباك على نساء مسرعات وأخريات لازال النعاس يداعب عيونهن وهن ذاهبات في مسيرة لم أرها لهن البتة. بل بدون لي و كأنهن أشحن بوشاح الحياء عنهن والتصقن في صفوف سطرت في قانون الله بكلمة "خاص بالرجال"
هكذا كن يبدين حشرن أنوفهن في مالايتقنه .
وسألت نفسي من الذي قال لهن اعملن؟؟ من الذي قال لي أن النتيجة الحتمية لحصولي على شهادة هو العمل؟؟ خطر هذا السؤال على بالي حينها كالصاعقة، فاكتشفت أننا منقادات لتفكير لا نفقهه غالبا ولا ندرك كنهه.
غضبت لأجلهن و لأجلي.
وجدت نفسي أول مرة وكأنني أبني مستقبلا بمخطط وضعه أحدهم ولست أنا واضعته.
فقلت أجل هذا العلم لم أحصله ليكون نقمة علي.
لم أتعلم لأعمل.
لم أسهر ليالي ألتهم الكتب التهاما لأقف في يوم متجردة من الحياء ومزاحمة الرجال فيما هم مهيؤون له و أنا مدفوعة إليه.
فعلمت أن علمي كان نعمة من الله علي لأنه شرح صدري له؛ إلا أن استغلالي له حوله إلى نقمة.
فقررت أن أرى حال أمتي الحبية التي لا أنتمي لسواها ولا عزة لي من دونها . فوقفت أمام هالة عظيمة و خطب جلل.
وجدت متشدقة حملت القلم من كل صوب وحدب لتزحزح هذا الدين. فأغرقت الأمة في أمراض لا حصر لها وفي الساحة لم يقف سوى جنود قلال يقاتلون سيلا عظيما.
يحاولون انتشال الأمراض
يردون الكائدين بحجج وبراهين
ويتحملون من العامة والخاصة كل ضغط ورد مهين
ويقفون بتباث وشموخ وإن لم يعجب العابثين
فوجدت داعي التميز يجرني إليهم، ويحثني لأنضم إليهم، فقد وجدتهم حملوا هما قليل من اهتموا له.
وكان كل ذلك انقياد مني لخطط الرحمان هذه المرة وسير وراء شرع الله
فأحسست أن دفة السفينة بدأت تعتدل. وقررت البدأ حيث انطلق المحبون لشرع الله.
دون أن أنقم على ما تعلمت بل جعلته سندا لي في بحثي.
وكان في كل ذلك من يرشدني هو ذلك العالم بحالي الذي كنت أبحث عنه والذي لا تخفى عنه مني مواطن سعادتي. وفعلا سعدت بقربي إليه وطرقي بابه راجية أن أكون
داعية بفضله إليه
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أختكم زينب
|