[كريمة عاشور]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الفتور

عَرَّفَ علماء اللُّغة الفتورَ بعدَّة تعريفات، تَختلف ألفاظها وتَتَقارَب معانيها، قال في "مختار الصحاح": الفترة: الانكسار والضعف. و"طرف فاتر": إذا لم يكن حديدًا.

وقال ابن الأثير: و"المفتّر": الذي إذا شُرب أحمى الجسد، وصار فيه فتور، وهو ضعف وانكسار، يقال: "أفتر الرجل، فهو مفتر": إذا ضعفت جفونه وانكسر طرفه.

قال الرَّاغب: الفُتور: سكن بعد حدَّة، ولين بعد شِدَّة، وضعف بعد قوة، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} [المائدة: 19]؛ أي: سكون حال عن مجيء رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم - وقوله: {لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]؛ أي: لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة.

وقال ابن منظور: وفتر الشيء والحر، وفلان يفتر فتورًا، وفتارًا: سكن بعد حدَّة، وَلانَ بعد شدَّة.
ونخلُص من هذا إلى أنَّ الفتورَ هو: التَّرَاخي والتَّباطُؤ عن العمل بعد الجدّ والاجتِهاد والمُدَاوَمة والمُثَابَرة

اعلم - أيُّتها الأخت الكريمة - أنَّ المرءَ لا يمكن أن يسيرَ في حياته كلِّها على نَسَق واحد لا يَتَغَيَّر ولا يَتَبَدَّل؛ بل لابدَّ من أن يعتريَه شيءٌ منَ التَّغَيُّر الذي يَتَمَثَّل أحيانًا في الفتور؛ لكن هذا الفتور يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، فقد يكون فتورًا عامًّا في جميع الطاعات والقربات، بغضًا لها وكرهًا لفعلها، كما هو حال المُنَافقين.

وإذا دعيت إلى أداء فريضة *** فانشط ولا تك في الإجابة واني
إيماننا بالله بين ثلاثة عمل **** وقول واعتقاد جنان

ويزيد بالتقوى وينقص بالردى**** وكلاهما في القلب يعتلجان

أبيات من نونية القحطان (تأليف الإمام "أبي محمد الأندلسي القحطاني")

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=372908
http://www.quranourlife.com/vb/showthread.php?t=651
ما قد مته عن الفتور مقاطع من موضوعي هذين الموقعين بتصرف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.t-elm.net/moltaqa/group.p...iscussionid=57