عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-10, 11:23 AM   #2
أمـة الخبيـراللطيف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا أختي زهرة
وجزى اختنا رياحين الامل خيرا
******
الإنتكاسة هي :التراجع والنكوص ، والتساهل والاجهاربالمعاصي
من بعد الالتزام وحب العلم , وطاعة الله فيما امر

فمثلا : شخص من الله عليه بالاستقامة أو علمه من علمه و أسبغ عليه من فضله فيتخذ هذه الاستقامة و هذا العلم مطية لمكاسب دنيوية سريعة الانقضاء فيصبح تابعاً للشيطان يحرف كلام الله و أحكامه لتخدم أغراضه . و عندما أخبرنا ربنا خبر هذا المنسلخ من دينه أشر إلى أنه ليس الهدف مجرد القصص و المعرفة المجردة بل الهدف أخذ العظة و العبرة من ذلك ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )

********
و من أسباب الانتكاس طول الطريق على المنتكس فباب الخير طويل وشاق فلا بد للنفس أن تتهئ لذلك و ليست المسألة مسألة فترة قصير ثم ينتهي الأمر و تعود النفس إلى مألوفاتها فلا بد من الصبر و الثبات حتى الممات {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } فلذا الشارع أكد على أن تأخذ النفس من العمل ما تطيق و نهى عن تحميل النفس ما لا تستطيع أن تستمر عليه من الأعمال عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة فقال من هذه فقلت امرأة لا تنام تصلي قال عليكم من العمل ما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه " رواه البخاري (43) و مسلم (785)

و من أسباب الانتكاس الكبر و الإعجاب بالنفس و قد أخبرنا ربنا عز وجل خبر إبليس أعاذنا الله منه حينما أمر بالسجود لآدم فتكبر و أعتد بمادة خلقه {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } فاستحق بالقرب بعداً و بالجنة خلودا في النار

و من أسباب الانتكاس عدم الاعتدال في إنزال الرجال منازلهم فتجد المنتكس يغالي في من هو قدوته من الأحياء و لا يقبل فيه أي نقد أو أن يصدر منه أي خطأ متناسياً أنه بشر غير معصوم فإذا حصل خلل عند القدوة شك هذا التابع بما هو عليه فالواجب أن ننزل الرجال منازلهم ولا نعرف الحق بالرجال وإنما نعرف الرجال بالحق ولا يعرض الحق على آراء الرجال وإنما تعرض آراء الرجال على الدليل فما وافقه منها قبل وما خالفه رد بغض النظر عن قائله. و من مقولة السلف ـ الذين هم خير هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا فمن مقولتهم ـ : لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة. فلا تغتر بعمل أحد ولا بعلمه إذ لا تدري بما يختم له و ماذا يكون مآله فأحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما

و من أسباب الانتكاس خبث السريرة و عدم الإخلاص لله فيظهر المنتكس الخير و الصلاح و باطنه خلاف ذلك فترديه معاصي الخلوات فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع [للمشركين] شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنه من أهل النار فقال رجل من القوم أنا صاحبه قال فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشهد أنك رسول الله قال وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة " رواه البخاري (2898) و مسلم (112) فقول النبي صلى الله عليه و سلم فيما يبدو للناس إشارة إلى أن باطن الأمر يكون بخلاف ذلك وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك فتلك الخصلة الخفية توجب الانتكاس و سوء الخاتمة وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خفية من خصال الخير فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة

و من أسباب الانتكاس تعرض المنتكس إلى ما لا يطيق من الذل والهوان فربما تجاوز حدود قدرته و طاقته في الإنكار أو في دعوة الناس أو غير ذلك من أبواب الخير فيتعرض لأذاء حسي أو معنوي فلا يصبر على هذا الأذى و لا يقدر على تحمله حتى و لو كان معنوياً فعند ذلك يظن أن ما أصابه إنما هو بسبب هذا الخير فيتركه و ربما انظم إلى معسكر الشيطان فعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه قال يتعرض من البلاء لما لا يطيق رواه الترمذي (2254) و قال هذا غريب.

************
اللهم أصلح قلوبنا
************
أمـة الخبيـراللطيف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس