عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-07, 08:12 PM   #2
المزدانة بدينها
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

نكمل الجزء الثاني من الموضوع
خامسًا:
في سورة الفاتحة: الآية السابعة: في قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ... ﴾
.
فسياق الآية دعاء وخطاب لله تعالى.

لو قرئت "أنعمتُ عليهم" أي بضم تاء الفاعل وتحول الخطاب إلى المتكلم ونسب الكلام للمخلوق لفسد المعنى واختل لأنه نسب الإنعام لغير الله وهو المُنعِم المتفضِل سبحانه، وهذا تحريف للفظ القرآن وربما فسدت به الصلاة للحن في سورة الفاتحة..
والصحيح أن تقرأ: بفتح تاء الفاعل لأن الخطاب لله تعالى "... أنعمتَ عليهم".

سادسًا:
في سورة الملك "تبارك" الآية (16):

في قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء... ﴾

لو استعمل حرف الجر "في" هنا بمعنى الظرفية الذي يفيد الدخول والحلول لفسد المعنى واختل المعتقد إذ هذا اعتقاد الحلولية الباطل.
والصحيح في هذه الآية أن "في" بمعنى "على" وحروف الجر يستعمل بعضها مكان البعض لسياق المعنى الصحيح.
والدليل على هذا الاستعمال الصحيح:
الحديث الشريف: "رحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء".

فاستعمال "في" في الجملة الأولى بمعنى على أي على الأرض وهو الذي يدب عليها، وليس معنى "في" الدخول والحلول، وكذلك يكون المعنى الصحيح في الجملة الثانية "مَنْ في السماء" مَنْ على السماء، فالله عز وجل مستو على عرشه استواءً يليق بجلاله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.
والدليل الأخير على استعمال "في" بمعنى على قوله تعالى على لسان فرعون وهو يخاطب المؤمنين ﴿ ...وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه:71].
فاستعمال "في" هنا بمعنى "على" أي على جذوع النخل وليس "في" بمعنى الدخول والحلول إذ كيف يُعقل أن يصلبهم داخل النخل.

سابعًا:
قول الرجل "ما شاء الله وشئت"


فهذا قول غير صحيح ومعتقد باطل لاستعمال حرف العطف "الواو" الذي يفيد الجمع والمشاركة، فأشرك مشيئة المخلوق الضعيف مساوية لمشيئة الله الخالق القوي الذي هو على كل شيء قدير، وهذا شرك وذنب عظيم.
والصحيح استعمال حرف العطف "ثم" الذي يفيد التراخي "ما شاء الله ثم شئت"
فوضع حرف مكان حرف غير المعنى.
وأخيرًا أخي الكريم:
أرأيت أثر اللغة العربية في الفهم الصحيح وصحة المعتقد؟ ومن هنا كان تعلم اللغة العربية ودراستها أمرًا ضروريًا خاصة هذه الأيام التي أصبحنا بالنسبة لها كالأعاجم حتى عزفنا عنها تحدثًا وكتابة وتعلمًا وتعليمًا.
واللغة العربية من أدوات فهم القرآن الكريم والحديث الشريف فالقرآن نزل باللسان العربي المبين على الرسول العربي الأمين صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عباس رضي الله عنهما: التفسير على أربعة أوجه وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله.
وإحدى أدوات المفسر والمجتهد علمُه بقواعد اللغة العربية وبلاغتها.

فالواجب علينا معشر المسلمين الإقبال على تعلم اللغة العربية خاصة القواعد النحوية ومحاولة فهمها ودراستها والتحدث بها، لأن الغاية من تعلمها إصلاح اللسان عند التحدث وإصلاح القلم عند الكتابة، وتركُ التحدث والكتابة باللهجة العامية السخيفة المضادة للغة العربية الفصيحة.

ويبدأ تعلُّم اللغة العربية على يد شيخ عالمٍ باللغة العربية ويُحدَّد كتاب للدراسة ثم ممارسة "اللغة" تحدثا وكتابة، وأقترح منهجًا لبداية الدراسة ولكل شيخ أن يرتب ما يحلو له.

1 كتاب قواعد اللغة العربية في النحو والصرف "الذي يصرف مجانا من وزارة التعليم مشكورة" لطالب الصف الأول الثانوي "عام".
2 التحفة السنية في شرح الآجر وميَّه للشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد.
3 قطر الندى وبل الصدى للإمام ابن هشام الأنصاري.
4 شذور الذهب لمعرفة كلام العرب لابن هشام الأنصاري.
5 شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك تحقيق الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد.
6 مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري.
7 البلاغة الواضحة للأستاذ على الجارم.
هذا والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وإلي لقاء آخر إن شاء الله.
والله من وراء القصد [مجلة التوحيد]



توقيع المزدانة بدينها


أختي الحبيبةأم هشام ..سلمتِ وسلمَت أناملك!
المزدانة بدينها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس