عاد إلى البيت منهك القوى من التجوال والترحال في الأسواق.
وبمجرد دخوله إلى البيت أذن المؤذن لصلاة العصر. تلك الصلاة التي كان يرتاح بها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم وفي زماننا أصبح الناس يصلونها للتخلص من عبئها.
فكر في الذهاب إلى المسجد ولكنه منهك فتضاربت الأفكار في رأسه بين الذهاب أو الإكتفاء بأدائها في البيت. أجل فإن كان التواجد في المساجد مسلمة عند الصحابة فعند صاحبنا غدت مسألة في حاجة إلى تفكير.
فقرر الذهاب, وهنا الفرق, سيذهب لأداء الفريضة ولم يفكر في الإسراع ليلحق تحية المسجد أو غيرها من النوافل.
وفي طريقه إلى المسجد، نظر إلى الشارع فوجد أبناء الجيران من الشباب والمراهقين يقفون ليعاكسوا هذه ويضحكوا على هذا وينمموا في هذا، نظر إليهم في حسرة لكن لم يمتلك الشجاعة ليتقدم إليهم ويدعوهم إلى الصلاة ومرافقته إلى المسجد.
هو يفكر في الإحراج الذي قد يسببه له أحدهم إن تكلم بكلام غير لائق أو قد تكون عقولهم مغلقة عن إستماع الهدى.
كذا يفكر هذا الرجل الذي يعتقد أنه لو كان في القدس لحمل السلاح وضرب العدو. رجل تهزمه أنانيته أن يقول كلمة حق في وجه ضعيف وتائه كإبن جيرانه يوهم نفسه بأنه قد ينصر الأقصى.
احلم يا صاح احلم فأمثالك بالأحلام حرروا القدس.
وانطلق في هرب من هذه الفكرة إلى المسجد.
أتم الركعات المفروضات ولم يهتم بالنوافل التي كان يؤديها الصحابة كالفرض من الصلاة.
لا بل ولم يلتفت إلى أحدهم ليتذاكر معه إحدى الآيات أو السور ولو بباب المسجد.
يتحجج صاحبنا بأن المساجد تغلق أبوابها بعد الفريضة مباشرة (هذا في بلده)
ونقول له: امتلك الشجاعة لتناقش أحدهم وإن طردوك من المسجد أكمل في الخارج أمام بابه.
المهم لا تهجر هذا المكان الرباني. ولو أن تتعلق ببابه.
لا يفهم صاحبنا هذه فهو لديه حجة لكل تهاون ويستطيع أن ينفذ بجلده كلما هم أحدهم كشف فكره المغلف.
وعاد الى البيت يبحث عن أقرب وسادة للنوم. لم يكن يومه متعبا لينام لكنه يوم عطلة كتب عليه في اللافتات "خاص بالنوم"، قد يكسر العادة أحيانا بزيارة للأقارب أو الأصحاب لكن تخصيصه لطلب العلم الشرعي في ظل هذه الهجمات على الإسلام التي لا يغمض لها جفن العدو فهذا لا يخطر له على بال بأية حال.
نام ليستيقظ على آذان المغرب. وضاعت منه أذكار المساء ,تحسر عليها ووعد نفسه بأنه سيقولها بعد صلاة المغرب. لكنه التقى بصديقه في المسجد فأخذه الكلام معه ونسي الذكر وما أنساه إلا الشيطان, لكن هل يحس صاحبنا بنزغاته تحوم حوله؟؟؟
مرت الليلة كما سابقتها إلا أنه استطاع الإستيقاظ لصلاة الفجر هذه المرة ولكنه ضيع قيام الليل رغم أنه أخذ شوطا كافيا من الراحة ما يكفيه ليقوم الليلتين.
وفي هذا اليوم سيتجه إلى الساحات ( التي يتخيلها المسكين ساحات الوغى) وستكون لنا معه وقفة هناك لنرى ما يخيل إليه أنه إنتصارا للأقصى
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
ونأسف للكرام على هذه الإطالة لكنه كشف قد حان وقته
|