اختار صاحبنا لنفسه مكانا بين الحشود وبدأ في الصراخ.
إن قيل " بالله أكبر" قالها وإن قيل "لا إله إلا الله" قالها وإن قيل "حسبنا الله و نعم الوكيل" رددها.
أصوات تتعالى وحناجر ملتهبة تندد بأعلى صوتها وأناس ترفع شعارات وكاريكاتيرات وكتابات
أحدهم يحمل مكبر صوت وينادي " يا صهيون يا حقود قدسنا في العيون" وهم يرددون بأعلى صوتهم
أجل ونعم العيون التي تحمل أرضا مقدسة ونعم الحب هو. أجل في عيونكم تحملونها لدرجة أنكم في ظل التقتيل والإستبداد قدمتم أبخس بضاعة عندكم وهي مسيرات في ساعة إستراحتكم.
وتتغير الجمل وتتغير العبارات التي لا تستحق حتى أن تسجل في دفتر التاريخ.
وماذا تريدنا أن نسجل؟؟؟ حسنا سنسجلها تحت أي عنوان؟؟؟
تخاذل؟؟ ذل؟؟؟ استخفاف؟؟ ماذا ماذا يسمى هذا؟؟ ماذا تسمي هذه الجمهرة؟؟؟
سميها لي أنت فأنا بثقافتها جاهلة؛
آسفة فأنا حين بحتث عنها في كتاب الله سبحانه وتعالى و سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لم أجدها لا في باب الجهاد ولا في باب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف.
عفوا سيدي لا توهم نفسك بأنها كذلك وسنقول لك فيما بعد لم.
صرخ صاحبنا وأزبد وأرغى وتعرق وصفق بيديه حتى إحمرتا. وهو ينظر يمينا وشمالا متباهيا بانضمامه إلى هذا الركب.
واشتغل الإعلام. أجل فبفضل التكنولوجيا أصبحنا كلنا صحافة. فالتسابق لتصوير المقاطع ووضعها في اليوتوب وغيره من المواقع على أشده في هذا اليوم.
أناس في الأسطح تصور وأخرى وسط المسيرة وتلك في حافتيها.
صوروا صوورا وانقلوا للجيل القادم صور هذا التخاذل العظيم. صوروا حتى إن سألك أبناءك عن أمثال هذه النازلات أرضعه هذا النوع الجديد من الجهاد الذي ما أتى به الله و رسوله.
صوروا وقولو لهم كذا كان جهادنا في الوقت الذي كان يقدم على الضفة الأخرى الدماء كنا نقدم نحن العرق والصراخ.
بشرى لكم يا عرب هذا التاريخ.
شعارات وكتابات. دون أن يغفل بعض الجماعات والإتحادات على رفع شعارهم أيضا فهذه مناسبة لفرض الذات والظهور في موقف حسن لجلب المزيد من المنتمين.
ومن حسن حظ صاحبنا أن صحافيا اقتنصه( صراحة لا ندري من اقتنص الآخر) فسأله سؤال أدنى ما يمكن القول عنه أنه غبي قال له: ماهي الرسالة التي تريد إيصالها لإخوانك.
ألم يكفك يا صحافينا العزيز هذا المشهد التاريخي على غثائية أمة تملك كل مقومات النصر؟؟ ماذا تريد أيضا؟؟ ألم نمنحك سبقا صحافيا تحلم به؟؟
فيجيب صاحبنا بأعلى صوته الممزوج بنشوة الإنتصار(المفقود طبعا): نحن نندد بالعمليات الصهيونية ونقول لإخواننا نحن معكم وننادي مجلس الأمم وحقوق الإنسان ووو(آسفة لدي فقر في هذه التسميات) ونقول لهم إننا نريد إيقاف هذا التقتيل.
ويآآآالجهلك يا صاحبي يا لجهلك.
كل هذه المنضمات لا تبث للإسلام بصلة فكيف تستجدي النصر من ملة الكفر. أينصرك الكفر ضد الكفر؟؟
ألم تقرأ في كتاب ربك أنهم لحرب هذا الدين سواء؟؟
واحسرتاه واسلاماه واأمتآآآآآاه
ومرت الساعتين المخصصة لهذه المسيرة.
مرت ساعتين كانت عبارة عن استعراض للأصوات والهواتف النقالة والملابس.
وعاد صاحبنا إلى البيت. عاد بإحساس أنه قدم شيئا عظيما. عاد وهو متأكد أنه أعطى لليهود صورة مرعبة..
اكذب على نفسك يا صاح اكذب ولكن حين نبدأ في عد تخاذلك لا تلمنا ولا تتحجج بحجج واهية.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
|