عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-10, 07:24 PM   #18
أم ايمان
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة المجلس الرابع
كذلك سائر الكائنات فلها وظيفة وخلقها الله لحكمة وأيضاً من حكم الخلق يابنياتي لكن الناس في غفلة الناس في غفلة كبيرة الآن مااكتشف الإنسان واخترع وصنع من وسائل الاتصال ، أو وسائل مانسميها المراكب التي يتجول بها الإنسان وينتقل بها الإنسان من مكان إلى آخر سواء في الفضاء أو على الأرض من سيارات ومن طيارات وغير ذلك ليس هناك صورة من الصور التي صنعها الإنسان وكونها ورسمها لسيارة أو لطيارة أو لدبابة أو لمركبة فضائية وغيرها إلا ولها صورة موجودة في الفضاء في الوجود أخذها من صورة حشرة أو من صورة طير أو من صورة مخلوق موجود في الوجود ما استطاع الإنسان أن يوجد مخلوقاً أو مصنوعاً لا نظير له في الوجود أبداً ويشكل المصنوعات هذه مما يرى في الطبيعة كثير من مصنوعات الإنسان لها شبيه بالحشرات ينظر الحشرة بحركتها فيقلد هذه الحركة بمصنوع من المصنوعات مستخدمة فيها الحديد وغير ذلك من عناصر الطبيعة ماذا للإنسان ؟ ليس له إلا إلهام من الله وتعليم وإلا هو قدرته محدودة جداً ولذلك الله تبارك و تعالى قال :( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات :37] قال :( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً) [النحل :8] قال : (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) ماذا للإنسان ؟ ماذا للإنسان ؟ يقول أنا صنعت وأنا خلقت ماذا خلق الإنسان الخالق هو الله سبحانه وتعالى والملهم هو الله سبحانه وتعالى و المعلم هو الله سبحانه وتعالى والفتاح هو الله سبحانه وتعالى على الإنسان يفتح على الناس من خزائن فضله ورحمته وعلمه مما يسهل عليهم من أمر الحياة :( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) ما سمع الله يقول ( خلق لكم مافي الأرض جميعاً) وقال جل وعلى : (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ) جميعاً منه سبحانه وتعالى ولذلك الله تبارك وتعالى يقيم الله سبحانه وتعالى الحجة على العباد قال : (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) [لقمان:20] سبحانه جل في علاه سبحانه جل وعلا يقول : (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ) [النحل ك53] فهذه النعم التي تتوالى وتترا علينا التي يعني بسبب الإلف والعادة ونحن نتقلب في أحضانها لا نعرف قدرها ما نعرف قدرها إلا عندما نفقدها نعمة الأمان لا نعرف قدرها إلا عندما نفقدها ن نعمة الصحة والعافية في الأجساد لا نعرف قدرها إلا عندما نفقدها نعمة الفواكه بألوانها المختلفة وأشكالها المختلفة وطعومها المختلفة ونحن نلتذ بها أكلاً ونظراً هذه لا نعرف قيمتها إلا عندما نفقدها ، الماء العذب الزلال الذي أنزله الله من السماء وبقدرته أودعه في الأرض في مخازن نستخرجه ونشربه ماءاً سائغاً للشاربين هذه نعمة من الله تبارك وتعالى لا نعرف قدرها إلا عندما نفقدها لما نفقد هذا الماء نعرف قدره. سبحان الله العظيم بسبب الإلف والعادة تٌغيّب عنّا النعمة ولذلك الله تعالى يقول : (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) [الأنفال :53].
نعمة سبحان الله نعمة الله تبارك وتعالى على الخلق كما قالت بنياتي عملية البناء الضوئي هذا في النبات أمر معجز ن الطاقة التي يأخذها من الشمس وكما قلنا الشمس آية من آيات الله تبارك وتعالى آية من آيات الله وهي من أهم أسباب الحياة على الأرض لولا وجود هذه الشمس لا أظن حياةً ستقوم على الأرض أبداً فالشمس والماء والأكسجين من أهم ضروريات الحياة للكائنات على هذه الأرض - سبحانه جل في علاه- الذي يقول للشيء كن فيكون . فكل هذا يابنياتي ينبغي علينا أن نمعن النظر فيه فكل ما يمر علينا من خلق الله نتفكر الحشرة نتفكر لذلك العلماء لما سخروا من ضرب الأمثال في القرآن لا استغفر الله عفواً ليس العلماء بعض ضعاف الإيمان وضعاف العقول أو بعض منتكسي الفطرة ممن تاهت بهم العقول وطغوا وتكبروا وظنوا أن المعرفة المادية هي كل شيء في حياة الناس هؤلاء الذين اعتزوا بغير الله سبحانه وتعالى بالجاه أو بالمال أو بالسلطان أو بالأولياء أو بالأنصار من دون الله تبارك وتعالى هؤلاء كانوا يسخرون من الأمثال التي يضربها الله تبارك وتعالى في القرآن (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) [البقرة :26] الله سبحانه وتعالى يضرب مثلاً بالبعوضة يضرب مثلاً بالذبابة يضرب مثلاً بالعنكبوت .
الآن يأتي العلماء ينظرون في هذه المخلوقات فنجد أن البعوضة هذه البعوضة الصغيرة التي لاوزن لها لايكاد يكون لها وزن من أعجب مخلوقات الله ، خلق عجيب عجيب عجيب يعجز الإنسان عن وصفه ، ثلاثة قلوب عندها في كل جناح قلب وقلب في الوسط ، وكم في فمها من سكين، ست سكاكين، وعندها جهاز استشعار حراري بعيد، وعندها جهاز تخدير، وعندها جهاز مص ، وعندها........ في هذا المخلوق الصغير البسيط جداً من عجائب كبيرة جداً جداً في خلقه هذا المخلوق الصغير ، كم يرف أو يتحرك جناح البعوضة في الثانية الواحدة، كم ؟! مئات في الثانية الواحدة.. نسمع الطنين فقط ، لكن كم خفقة في جناح البعوضة في الثانية ؟! .. فسبحان الله ستمائة مرة أو نحوها أو أقل أو أكثر في الثانية الواحدة خفق جناح البعوصة فسبحان الخالق العظيم ... فكلما الإنسان أمعن النظر في مخلوقات الله تبارك وتعالى سواء في عالم الحشرات أو عالم النبات في الحقيقة يزداد إيماناً، وخضوعاً، وذلاً، وانكساراً لله تبارك وتعالى، ولذلك بنياتي أقول أعود مرة أخرى للسؤال الذي قال لي لماذا يخلق الله الخنافس ولماذا يخلق الله سبحانه وتعالى الذباب، ويخلق الله تعالى النمل في الصحاري والبراري وفي الغابات، أقول سبحان الله .. يقول الله تبارك و تعالى : (مَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [ الأنعام :38].
سبحان الله ..إلا أمم أمثالكم ، وفعلاً الآن بدأ الناس يدرسون عالم الحشرات وعالم الحيوانات جمالها وجمال الممالك وجدوا أن لها نظاماً يحكم حياتها . النمل نظام عندهم قوانين وعندهم محاكم وعندهم شغالات وعندهم ملكة وعندهم نظام في الحياة وعندهم سكك وطرق وعندهم غرف ،نفس حياتنا..
والطير في بعض الغابات في أفريقيا وبعض الصحاري أو الأراضي والأماكن في أفريقيا وفي آسيا وفي أمريكا اللاتينية يبني الطير كيف يبني ؟! .. يبني عمارة طويلة كبيرة من طوابق كل طابق فيه غرف وفيه تهوية وفيه نوافذ ... سبحان الله ... من علمه..من علمه؟! .. إنه الله تبارك وتعالى الذي يقول :( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴿١﴾ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٢﴾ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ) [الأعلى] فسبحان من قدر فهدى ..
كل هذه قضايا على جانب كبير جداً جداً في حياة المؤمن، حياة المؤمن حياة تفكر ، ولذلك أعظم عبادة يمارسها الإنسان المسلم في حياته هي ( عبادة التفكر ) التفكر في مخلوقات الله الكونية والشرعية ، أفضل من الصلاة .. أفضل من الصلاة عبادة التفكر ؛ لإن الصلاة لايظهر الإنسان لذة الصلاة ولا معنى الصلاة ولامعنى الخضوع ولا معنى وضع الجبهة على الأرض في الصلاة إلا لما يعرف هذا الخالق العظيم ولايعرف إلا بعلامات الله لأننا لم نرى الله تبارك وتعالى لكن نرى الله تبارك وتعالى من خلال آياته التي خلقها وبثها في الأفلاك وفي الأنفس فسبحان الخالق العظيم ... هنا يظهر معنى التسبيح لما نسبح الله تعالى نقول سبحان ربي العظيم في الصلاة وسبحان ربي الأعلى نعرف معنى العظيم سبحانه وتعالى ...
رأينا هذا الخلق العظيم الكبير للكون وهذا لا يساوي شيء عند الله تبارك وتعالى قال : (وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ) [الزمر :67] والسموات مطويات بيمينه يعني هذا الخلق العظيم الكبير لايساوي شيء في قبضة الله تبارك وتعالى يوم القيامة فكيف بالله تبارك وتعالى إذن !! ... خلق الله عظيم .. إذن هو عظيم ..هو سبحانه هو تعالى خالق المكان وخالق الزمان .. ولا يحويه مكان ولا يأتي عليه زمان سبحانه وتعالى .. لأنه خالق الزمان والمكان .
فهذا الخالق العظيم الذي لا يحويه مكان ولايأتي عليه زمان كيف هو؟! .. سبحانه من خالق عظيم .. هنا تتجلى عظمة الله تبارك و تعالى على العبد فيزداد حبه لله تبارك وتعالى، وخضوعه لله جل وعلا، وانكساره لله سبحانه وتعالى، ورغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى ، ويكون على يقين بوعد الله ووعيده ..
هناك قضايا يا بنياتي على جانب كبير جداً في حياة المؤمن، نحن بحاجة ماسة إلى أن نعيد الناس إلى عبادة التفكر، نأمر الناس إلى أن يتفكروا دائماً وأبداً فيما يدور حولهم من الأحداث سواء كما قلنا في المخلوقات الصغيرة أو الكبيرة، أو فيما سخر الله سبحانه وتعالى للعباد من الخيرات والمنافع الكبيرة ، سواء كما قلنا في النباتات، أو الحيوانات ،أو الطيور أو الحشرات .
كل هذه يابنياتي على جانب كبير .. إذن الطريق الموصل إلى اليقين والإيمان هو عبادة التفكر والنظرفي آيات الله التي خلقها و بثها في هذا الكون العظيم .
والطريق الآخرهو النظر والتفكر في آيات الله الشرعية عندما قلت آيات الله الشرعية آيات القرآن الكريم لما ننظر إلى آيات الله تبارك وتعالى :( ويل لكل أفاك أثيم ) -نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء- أفاك لايقول إلا الإفك، كذاب، دجال، كثير الكذب، كثير الإفك، كثير القول بالباطل هذا الأفاك وهذا الأثيم الذي استغرق بل غرق في الذنوب والمعاصي والكبائر هذا لايكمن أبداً أن ينتفع بالآيات لا آيات كونية ولا آيات شرعية ، ويلٌ له ثم ويل له في الدنيا والآخرة عذابٌ أليم له في الدنيا والآخرة، ويكفي له عذاب وحسرة وندامة ما يعيش من ألم نفسي ومن حزن وكبد عنده من الأموال وعنده من الجاه وعنده من السلطان ما لا يعلمه إلا الله تعالى مع ذلك يعيش في ضيق يعيش في الم يعيش في نكد لماذا؟ لأنه لم يغني عنه ماله شيئاً لايغني ولايسمن من جوع، لأن السعادة تنبع من القلب، ولا يمكن أن تستقر السعادة في قلب إنسان مالم يكن فيه إيمان أبداً ،مهما ملك الإنسان من الدنيا ولذلك نجد أصحاب المليارات وأصحاب القصور وأصحاب الدور وأصحاب الجاه واصحاب..إذا لم يكن معهم الإيمان فهو في الم وفي حسرة لذلك الله سبحانه وتعالى يقول :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) [طه :124] عن ذكري : القرآن أعظم ذكر القرآن الذي يعرض عن القرآن يعيش ألم الحياة .
مهما ملك من الحياة مهما ملك ما يجد أبداً الطمأنينة ولا السعادة ولا الراحة ...
لاالزوجة الجميلة تحققه ولا الزوج الجميل العالم يحقق السعادة ، ولا القصر المشيد العظيم يحقق السعادة ولا السيارة الفارهة الوفيرة الجميلة تحقق السعادة، ولا الذهب بكل أشكاله ولا ألوانه يحقق السعادة في الحياة، ولا السفر والتجوال في الحياة والاستمتاع والتفكر والنظر يحقق السعادة ...
السعادة تنبع من القلب، ولا يمكن أبداً أن تستقر السعادة الحقيقية والطمأنينة والأمن والأمن الحقيقي إلا بالإيمان بالله تبارك وتعالى وإخلاص العبودية لله تبارك وتعالى
( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) نعوذ بالله من شر ذلك ..
لذلك بنياتي لابد أن نصحو من غفلاتنا نصحو من الغفلة وأن نداوم النظر والتفكر في آيات الله الشرعية وآيات الله الكونية تكون حياتنا دائماً نظر وتفكر، لا تمر علينا الأحداث من حولنا هكذا جزافاً لاننتظر ولا نتفكر مثلاً :الآن أنا قلت لكن لو تتذكرن معي في الدرس الأول عندما قلت الآيات التي ينبغي للمسلم أن يتفكر فيها ويأخذ العظة والعبرة منها ، وينتفع بها انتفاعاً عظيماً .. في الحقيقة حياة المسلم على خمسة صور أو خمس أشكال أو نقول خمس مراتب فنريد أخواتي الكريمات يذكرنني فيها ..الآيات عندنا أربع صور من الآيات التي ينبغي للمسلم أن ينتفع بها أو نقول خمس صور :
الصورة الأولى : قلنا منها آيات الله الكونية المشهودة المعاينة المنصوبة في الآفاق والأنفس من حولنا هذه آيات.
الآيات الثانية : الآيات الشرعية الكتاب الكريم آيات الله عز وجل التي أنزلها على محمد عليه الصلاة والسلام التي نتولها بين دفتي المصحف .
وبقي ثلاث ما هي ؟
ها يابنياتي الآيات الثلاث الأخرى ذكرناها في الدرس الأول ..
المعجزات التي أجراها على أيدي أنبياءه ورسله وقد ذكر الله سبحانه وتعالى طرفاً منها في كتابه الكريم. هذه محل تفكر ونظر. كما قلنا انشقاق القمر، وتسبيح العصافير عند النبي عليه الصلاة والسلام، تكلم الشاة المسمومة، آيات كثيرة و معجزات كثيرة حسية كانت على يد النبي عليه الصلاة والسلام ، الرمد الذي أصاب علي رضي الله عنه ثم بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام شفاه الله عز و جل في حينه. معجزات كثيرة أجراها الله عز وجل على يد محمد عليه الصلاة والسلام، وعلى أيدي عيسى عليه الصلاة والسلام، وعلى يد موسى علبيه السلام .
فهذه المعجزات الحسية التي أجراها الله على أيدي رسله محل تدبر ونظر، والتي تزيد المؤمن إيماناً وثقة بالله تبارك وتعالى .. لماذا ؟
لأن الله سبحانه وتعالى يقص عليك طرفاً من هذه القدرة الهائلة التي كما ذكرت الأخت قبل قليل الله سبحانة وتعالى يقول للشيء كن فيكون .. نعم :( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [يس :82] كن فيكون هذا الذي قال للشيء كن فيكون هو الذي لما قال أصحاب موسى(إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) قال : (قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء :61-62] جاء المدد من السماء، القوة صاحب القوة، صاحب العظمة، صاحب الكبرياء، صاحب العزة، صاحب حكمة جل وعلا : (فقلنا اضرب بعصاك البحرفانفلق فكان كل فلق كالطود العظيم ) القدرة الهائلة ، قدرة الله سبحانه وتعالى، الإنسان عندما ينظر في هذه القدرة الهائلة، يثق بالله تبارك وتعالى ، الله قادر، الله حكيم ، ويقول للشيء كن فيكون ... إذن مما نخاف ؟!
كيف نسأل المخلوق والخالق موجود ؟!
إذا احتجت إلى طعام أو إلى شراب أو إلى رزق أو إلى وظيفة أو إلى ولد أو إلى زوج أو إلى نعمة من النعم أسأل من ؟ أسأل المخلوق ؟! أسأل الخالق الذي يقول للشيء كن فيكون، وأسأله بثقة ... يعطيني ؟! نعم يعطيك ... يقول الله سبحانه وتعالى : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل :62] .. لاإله إلا الله هذا الذي يجيب المضطر إذا دعاه أنظر ماذا يقول الله تبارك وتعالى : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) [ الأنبياء :87] شوفوا يابنياتي مفاتيح الرزق والخير والبركة والحفظ والسلامة والهداية والتوفيق يعطينا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :( فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87] طيب ماذا حدث
:( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88] نجاه الله سبحانه وتعالى لتضرعه وانكساره وإخباته بين يدي مولاه جل وعلا، واعترافه بتقصيره بين يدي مولاه، فتاب الله عليه، وأيده بنصر منه وبرحمة منه و فضل جل وعلا قال :( وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) [الصافات] هذا يونس عليه السلام من كرامة الله له لأنه صدق مع الله سبحانه وتعالى في توكله وإخباته وهذا الذي نحن بحاجه إليه يقول :( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ) [يونس:98] حتى يقال في التاريخ لا يوجد في التاريخ مدينة آمنت جميعها بجميع من فيها وصدقت في إيمانها إلا هؤلاء أتباع يونس عليه السلام ..
فسبحان الله العظيم الله على كل شيء قدير ..
و أيوب عليه السلام لما تعرض لنفحات الرب جل وعلا في خضوع وذل وإنكسار بين يدي الله حتى لم يطلب مباشرة :( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء :83] ماذا كان الجواب قال:( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴿٤٢﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٤٣﴾ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٤٤﴾) [ص ] الله أكبر إذن هذا الذي نحن بحاجة إليه بحاجة ماسة أن نثق في وعد الله ووعيده وان نرغب فيما في يديه الكريمتين جل وعلا فهو مجيب من دعاه ومن سأل بإخلاص وهو قريب جداً منا فلمن يقول الصحابي ( يارب أربنا بعيد فنناديه أم بعيد فنناجيه قال هو أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) ...
قريب (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة :186] إذن هناك شروط الاستجابة :
* (وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) للإستجابة، (وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) استجابة، استجابة تستجيب لأمر الله سبحانه وتعالى وتعرف حق الله سبحانه وتعالى عليك وتكون من الراشدين المهديين كما كان أصحاب الكهف لما فروا بدينهم وثبتوا على التوحيد وعلى الإيمان فجعلهم الله سبحانه وتعالى للناس آية فضربنا على آذانهم ثلاث مائة سنة ثلاث مائة سنة ضرب الله على آذانهم في الكهف ثم بعثهم ليقول للناس أنا الله على كل شيء قدير ..
فسبحان القدير العظيم سبحانه جل في علاه ..
إذن يابنياتي كل همنا ينبغي أن نصرفه إلى أن نتعلم وهذا العلم ينبغي أن يورثنا الخشية لله سبحانه و تعالى، ولا يمكن أن نخشى الله حتى نعرف الله تبارك وتعالى، ولا يمكن أن نعرف الله تبارك وتعالى إلا أن ننظر في آياته الكونية وآياته الشرعية نظرة تفكر، نظرة تدبر، نظرة الموقن الذي يعلم يقيناً أن الله على كل شيء قدير ..
فالحمد لله رب العالمين .. الحمد لله رب العالمين .. الحمد لله رب العالمين
إذا يا بنياتي يعني إذا افترضنا أن نمضي معا، لماذا إخترنا هذه السورة ؟

يتبع بإذن الله



توقيع أم ايمان

التعديل الأخير تم بواسطة أم ايمان ; 25-03-10 الساعة 07:44 PM
أم ايمان غير متواجد حالياً