الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-10, 10:27 AM   #16
زينب من المغرب
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 26-01-2010
المشاركات: 120
زينب من المغرب is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ومن بطش إعلامي أضر بالحجاب في مغرب كان بأمس قريب بلد وقار وحشمة. إنتقل بي النظر إلى رجل وصل متأخرا ولم ألحظ وجوده.
جلس في مقابلي هو أيضا. وكان يبدوا أنه في نهاية الثلاثين من عمره.
كان يتفرس في وجوه الحاضرات بشكل ملفت للنظر؛ جعلت أنظر للحاضرات بدوري علي أجد ما يدعوا إلى هذه الحدة والجرأة في النظر، أعدت جولة سريعة في أوجههن لأتخذ له عذرا -وإن كان الشرع ينفيه عنه- فما وجدت منه سوى جهل ببند يقول له فيه مصوره والعارف بخبايا نفسه وخائنة عينه وما يخفي صدره سبحانه وتعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30
وقلت غريب أمر الناس كيف أطلقت لهذه الجارحة العنان فماعادت تلزمها بقانون ولا تقيدها بشرع.
أجل ماعاد الناس يهتمون بغض البصر فإن نظر أطال النظر حتى ينتفي عنه الحياء فتسكن قلبه الشهوة ويفضي إلى معصية بدأت بنظرة بسيطة لم يلق لها بالا.
في موقف من أمثال هذا الموقف تجد صوتا في داخلك يقول: طوبى ثم طوبى للمنتقبات. حق لهن أن يقلن بفخر أنهن سيدات الإسلام الأوائل إن اتقين.
حاولت أن أشغل نفسي بعيدا عن هذا الشاب رغم ثورة الغضب التي اجتاحت جوارحي بسبب نظراته.
فعدت إلى التلفاز لأجده انتقل إلى مسلسل آخر هذه المرة تركي. وقلت أهلا بالزوبعة التي صنعها الإعلام ونجح فيها بامتياز.
تذكرت كيف اجتاحت هذه المسلسلات المترجمة ( التركية وسابقتها المكسيسكية) عالم المرأة بالخصوص. فجعلت منها ذلك التائه الباحث في دركات الهوى.
وعودة في الحديث إلى ذلك الإعلام؛ الذي يا سبحان الله هو من ينقل الخبيث ويرمي به في أحضان الأمم فيدنس مفاهيمها ويدمر تقاليدها تم تراه في أول الصفوف قد تربع ليضحك على هذه الأمة.
أتانا بأفلام تصور الرذيلة بنمط متحضر، تنقلك من عالم الواقع الجميل إلى الخيال الكئيب فتقع على قلبك غشاوة تمنعك عن تبصر الحب من حولك. لأن مفهومه اختلط عليك.
ووقفة هنا. لنتأمل ونتساءل :
ما الذي بحث عنه النساء في هذه المسلسلات؟؟
كلنا نتمنى أن نحب ونجد من يحبنا وبصدق. لكن أي نوع من الصدق ذاك الذي نبحث عنه في هذا الحب؟؟ لا بل أي حب هذا الذي نريد؟؟
هل سألت نفسك من علمك الحب؟؟ من لقنك حروفه؟؟ من ارتقى بك في درجاته؟؟
وهل عرفت المحبين من حولك؟؟
تولد ضعيفا. فيسقط الله محبتك في صدر والديك، فترى تلك البنت التي كانت بالأمس في بيت والديها تنام نومة دب قطبي قد تحول نومها إلى نوم المرتقب المستمع إلى دقات قلب فلذة كبدها. فتتقلب في نومك وعند كل حركة تجدها عند رأسك حارسة, مرة لترضع ومرة لتعدل نومتك ومرة لتغطيك. ومرات هن متكررات.
ثم تكبر وتعصف بك عواصف الدنيا فيتغير كل العالم من حولك ونظرتك إليه تتبدل. ويبدو لك كل يوم موحشا عن البارحة.
إلا هي ذلك الجبل الشامخ وذلك النبع الصافي وذلك الصدر الذي لا يخبوا دفؤه. كلما عدت إليه وجدته كما عهدته.
فتعود بك الذكريات إلى ليال قضتها ساهرة لم تذق طعم النوم ولا عرفت سبيله وأنت مريض.
قلتها وعادت بي الذكريات إلى أيام مرضي، وكيف كانت أمي تأتي ماشية على أصابع قدميها وتنصت في هدوء إلى دقات قلبي حتى إن قلت لها لماذا أنت مستيقضة؟؟ تتحجج بحجج واهية قائلة إنه أصابها الأرق.
أي أرق هو يا غالية يمكن أن يصيبك وأنت لولا وجودي لكنت الآن غارقة في نومك؟؟أي أرق يمكن أن يصيبك إن لم تكن تلك القطعة منك قد أصابها المرض؟؟
آه ثم آه ثم آه يا أمي الحبيبة كيف أوفي لك ماتفعلين؟؟
يا مدرستي الأولى في الحب الصافي النقي الطاهر الجميل. يا من علمتني أنه من أجل الحب تذوب نفسك في نفس محبك,فيغدوا شهيقه شهيقا لك وتمتزج كل معاني الوفاء والتضحية والإخلاص للآخر لأنه أصبح قطعة منك.
ذلك الحب الذي كتبت له بداية لا نهاية لها،يسكن القلوب فلا يجد مخرجا منها
يخط عل دفاترنا صفحات من الجمال الذي مهما تهنا ومهما كبرنا وتقدم بنا العمر فإننا كلما عدنا إليه وجدنا أننا لا نزال صغار وأن ذلك الطفل الضعيف لا يزال يسكننا.
اللهم إنا نسألك أن ترحم والدينا وتغفر لميتهم وتجعلنا من أهل الرضى وقدرنا على رضاهم ولا تحرمنا حنانهم.
اللهم آمين
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
زينب من المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس