الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-10, 02:41 PM   #35
أحلام المسلمة
|نتعلم لنعمل|
f

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الفاضلة زينب

قرأت ما في هذه الصفحة من خواطر كتبتِها حفظكِ الله.. والله قد اثّرت فيّ..
لا أدري إن كانت كل خواطركِ متعلّقة بعمل المرأة، أظنّ لا.. ولكن ربما كان هو الموضوع الطاغي على ما تكتبين..

كم أحمد الله أن ثبتني على عدم العمل في الاختلاط بعد التخرج مع المغريات الكثيرة وكذلك الضغوط والانتقادات وغيرها وخاصة ما تربينا عليه من قيم غربية أكثر منها إسلامية في مجتمعاتنا.. أنا بيتوتيّة بطبعي ولكن منذ أن التزمت بعدم الخروج لغير حاجة أصبحت أراه هو الحجاب الحقيقي للمرأة خاصة مع الظروف التي تعانيها النساء في بعض البلدان العربية من عدم السماح لهنّ بلبس الحجاب الشرعي إلا مع التضييق أو حرمانها من تغطية وجهها للخروج.. فعلا بيتي هو مملكتي، وسنجد أنه حتى مع رغبتنا في الحصول على مورد مالي مستقل وتفادي إحراج طلبه فإننا نجد قناعة غريبة تحلّ بالقلوب فلا تتوجه عقولنا إلا للضروريات،.. فقط يكفيني أني في بيتي، أحاول أن ألتزم بشرع ربي،.. ما أجمل أن نلتزم بطلب العلم ما استطعنا لذلك سبيلا وأن نتقي ربنا في معاملاتنا وأن نُبتلى فنحسّ أن الابتلاء هو على قدر إيمان العبد، نجد زميلات قديمات يعملن ويبدو عليهنّ السعادة من مال ولباس وخلافه ولكن نرى بأعيننا وقلوبنا غير ذلك، نرى أن من لم تذق حلاوة القرار في البيت فقد حرِمت الخير الكثير ولكنها لا تدري..
أي وقت تملكه المرأة العاملة لتطلب العلم، لتحفظ القرءان، لتدعو إلى الله على بصيرة ؟؟ لا وقت لها لذلك..

كم اكره أن تكون الفكرة عند العامة وحتى عند شبه الملتزمات هو أن المراة إذا جلست في بيتها وكأنها أصبحت عمودا أو كرسيا فيه... ليس القرار في البيت هو القعود ولكن هو السّعي والتّطوّر بعينه، ليس معنىى أني في البيت أني أملك الوقت وأني أعاني من الفراغ، ليس معنى أني في بيتي أني مكتئبة وأنه ينقصني الترويح عن النفس لأني لا أخرج لغير ضورة... كم من مفاهيم مغلوطة..
القرار في البيت هو السكينة والعلم وتطوير النفس، ولكن لمن فهمت هذا المعنى،.. ولن تجد الاخت حينها وقتا لتشكو من فراغ أو تعاني من اكتئاب، فليس الالتزام حجابا وصلاة.. وإنما هو منهج حياة متكامل؛

ووالله أعرف كثيرات من زميلات دراسة وغيرهن، ممن يعملن ويعلمن أنهن يخالفن الشرع.. ولكن التراجع صعب والله المستعان، تجدها اعتادت على الدخل و اعتاد أهلها على ذلك، فكيف تترك العمل وتجلس في بيتها ؟ أسأل الله لهن المعونة ولكل المسلمات الثبات

أعتذر على طول تعليقي وإنما الحديث يطول أكثر من هذا.. وما يختلج بالصدر يصعب التعبير عنه بالكلمات، فموضوع العمل شائك... وكم أغبط أخواتنا في دول كدول الجزيرة ممن لهن حرية اللباس والعمل في عرفهن لا تزاوله المرأة إلا لضرورة، ولكن يتخلين عن هذا والله المستعان.. فكم من محرومات ممّا ينعمن به ويتمنّينه..

بوركتِ أختي زينب وزادكِ الله توفيقا وهدى



توقيع أحلام المسلمة
-
قال ابن الجوزي رحمه الله: "اللهم بلغني آمالي من العلم والعمل، وأطل عمري لأبلغ ما أحب من ذلك" [صيد الخاطر]

قال العلامة محمد الخضر حسين - رحمه الله - :
(( فكل ساعة قابلة لأن تضع فيها حجراً يزداد به صرح مجدك ارتفاعاً، و يقطع به قومك في السعادة باعاً أو ذراعاً، فإن كنت حريصاً على أن يكون لك مجدك الأسمى، و لقومك السعادة العظمى، فدع الراحة جانباً، و اجعل بينك و بين اللهو حاجباً))

يا صاحب الهمّة ! بقدرِ ما تتعنّــى.. تنالُ ما تتمنّــى



ـ
أحلام المسلمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس