الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
ثبت عن النِّبي - صلَّى الله تعالى عليه وسلم - أنَّه قال : ( إن لم تجدوا إلا مرابض الغنم وأعطان الإبل ، فصلَّوا في مرابض الغنم , ولا تصلوا في أعطان الإبل , فإنها خلقت من الشياطين )أخرجه ابن ماجه وإسناده صحيح ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا حضرت الصلاة وأنتم في مرابض الغنم فصلوا وإذا حضرت وأنتم في أعطان الإبل فلا تصلوا فإنَّها خُلقت من الشياطين ) أخرجه أحمد وإسناده حسن ، وقال : ( إنَّ الإبل خلقت من الشياطين و إن وراء كلبعير شيطانا ). صحيح الجامع وإسناده حسن ، وقال: ( لا تصلوا في أعطان الإبل , فإنها خلقت من الجن , ألا ترون إلى عيونها وهِبَابِها إذا نفرت ) رواه أحمد وإسناده حسن ، وبناء على هذه الأحاديث فقد اختلف أهل العلم في مادة خلق الإبل فذهب بعضهم الى أنَّها خُلقت من الجنِّ فلا يمنع أن يكون أصلها من النار استدلالا بهذه الاحاديث وممن ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي ، وابن قتيبة وغيرهم من أهل العلم ، وذهب آخرون إلى تأؤيل هذه الأحادث ، وقالو : المقصود منها بيان طبيعة الأبل وأنها شُبِّهت بالشياطين لما فيها من النفار والشيطنة.
قال الخطابي: إنَّها نُسبت إلى الشياطين لما فيها من النفار والشرود والعرب تسمي كل مارد شيطانا .
وقال أبو عبيد : المراد : إنَّها في أخلاقها وطبائعها تشبه الشياطين . وكذلك قال غير واحد من أهل العلم : ليس معناه أنَّ مادة خلقها من الشياطين، ولكن من طبيعتها الشيطنة وهذا القول أقرب إلى الصواب ، والله تعالى أعلم.
|