عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-10, 06:28 PM   #1
ام الشيماء
~متألقة~
 
تاريخ التسجيل: 31-01-2010
العمر: 60
المشاركات: 615
ام الشيماء is on a distinguished road
c1 حكم قول " تقبل الله " بعد الفراغ من الصلاة




حكم قول " تقبل الله " بعد الفراغ من الصلاة .
السؤال :
بعض الإخوة يقولون تقبل الله بعد الانتهاء من الصلاة
وأنا أعلم أنها بدعة

ولكن أريد التفصيل : لماذا هي بدعة ؟

ومن من العلماء قال هي بدعة ؟

لأن كثيرا من الجهال عندما تقول له بدعة يتضايق ويقول :
إنه دعاء بأن يتقبل الله صلاتك !!




الجواب :

الحمد لله
أولا :
الأصل في الحكم على أمر ما من أمور العبادات
أنه سنة أو بدعة

هو وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم
أو عدم وروده ؛

فما كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
فهو سنة
وما لم يكن دينا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فليس لنا اليوم دينا .



روى أبو داود (4607) وغيره
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( ... مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ؛ تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) . صححه الألباني .



قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" أهل السنة والجماعة يقولون في كل فعل
وقول لم يثبت عن الصحابة :
هو بدعة ؛
لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ، لأنهم لم يتركوا خصلة
من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها "
انتهى
"تفسير ابن كثير" (7 / 278-279)



وقال الشيخ الفوزان :
" البدع التي أحدثت في مجال العبادات
في هذا الزمان كثيرة ؛
لأن الأصل في العبادات التوقيف
فلا يشرع شيء منها إلا بدليل
وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم :
( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد )
رواه البخاري (2697 ) ومسلم ( 1718 )

والعبادات التي تمارس الآن ولا دليل عليها كثيرة جدًّا ..." انتهى .

" البدعة ( أنواعها وأحكامها)" من "مجموعة مؤلفات الفوزان" (14 / 15)


ثانيا :
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما رأى فضيلتكم في المصافحة وقول " تقبل الله "
بعد الفراغ من الصلاة مباشرة ؟

فأجاب بقوله : " لا أصل للمصافحة
ولا لقول ، " تقبل الله "
بعد الفراغ من الصلاة ، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه رضي الله عنهم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 171)




وسئل أيضا :
هناك من الناس من يزيد في الأذكار بعد الصلاة كقول بعضهم : " تقبل الله " أو قولهم بعد الوضوء " زمزم " فما تعليقكم حفظكم الله تعالى ؟

فأجاب بقوله :
" هذا ليس من الذكر ، بل هذا من الدعاء إذا فرغ وقال :
" تقبل الله منك "
ومع ذلك لا نرى أن يفعلها الإنسان
لا بعد الوضوء ، ولا بعد الصلاة
ولا بعد الشرب من ماء زمزم ؛
لأن مثل هذه الأمور إذا فعلت لربما تتخذ سنة فتكون مشروعة بغير علم " انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (13 / 211) .



على أنه ينبغي التنبه إلى الحكمة والرفق
في بيان مثل هذه الأمور التي يخفى ما فيها على كثير
من الناس ، لاعتقاده أن ذلك دعاء مجرد

وأنه لا يدخل في باب البدع
فمن حسن الأدب في مثل ذلك أن تجيب دعاءه لك
بأن تدعو أنت له ، أو تقول له جزاك الله خيرا
أو نحو ذلك
ثم تبين له برفق السنة في مثل ذلك .




روى الترمذي (2738) عَنْ نَافِعٍ :
أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ
فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ .

قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَأَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ
وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
وَلَيْسَ هَكَذَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛

عَلَّمَنَا أَنْ نَقُولَ :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ) .
حسنه الألباني .
فانظر : كيف أن ابن عمر رضي الله عنهما
بين له أن مثل هذا القول ليس منكرا في حد ذاته
وإنما المنكر ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم
والأخذ به ، أو اعتياده كما تعتاد السنة .

وتأمل رفقه بالمخطئ
وتأليفه لقلبه ، مع تنبيهه على موضع السنة في ذلك المقام .
والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب


ام الشيماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس