[هدى قميحة]

عند

ما كنت أقرأ حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)«إذا جاءكم من يمدحكم فاحثوا في وجهه التراب»
كنت أشعرأن في هذا الحديث شيئا من القسوة، والمكافأة الظالمة للشخص الذي يمدح غيره عندما يحثو الممدوح التراب في وجه مادحه.
ولكن ... عندما كثرت التجارب وتنوعت، اقتنعت تماما بكلام الذي لا ينطق عن الهوى (صلى الله عليه وسلم) بسبب الآثار المدمرة التي يتركها النفاق الاجتماعي والرياء والكذب اللطيف.إننا نعلم أن النفس أمّارة متمنية، تواقة وان هذه النفس إذا لم يقيدها، ويقيد تطلعاتها قيود من الحكمة والموضوعية، وكوابح الغرور،فإنها تنحرف بصاحبها عن جادة الصواب.
فإن دوافع الخير والشر كامنة في نفس الانسان، ولا يمكن للإنسان أن يكون متزنا في أعماله إلا إذا وزنها، وحاسب نفسه وكانت له وقفات تأمل ومراجعة لما يعترضه من مواقف.
فإذا جاءه من يتملقه وينافق له، ويكيل المديح له، وينفخ مكامن الغرور في نفسه، ويساعد الشيطان على دفعه للزهو، ويسكره ذلك المديح فتعمى بصيرته عن الحقيقة، وتميل به نفسه عن جادة الصواب، ويأخذه الكبر والخيلاء فيطغى ويظلم.
في ما قرأت و راق لي عن بعض الشخصيات السياسيّــة ،
عن فرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، الذي خلفه في نهايتها الرئيس هاري ترومان، انه كان في بعض الأيام أثناء عمله في البيت الآبيض مع فريقه، يطلق بعض النكات التافهة التي لا تحمل فاعلية النكتة، التي تجعل السامع يضحك منها.
فسأله يوما أحد المقربين منه قائلا: يا سيادة الرئيس، أراك تطلق أحيانا نكات لا توجد فيها روح النكتة؟!
فرد عليه بأنه إنما يفعل ذلك لينظر من الذي يجامله ويضحك منها، فيعلم أنه منافق.
===
و ادرج لــكُم أخوتي الكرام موقف حدث لي في الفيس بوك في حسابي القديم ، حيثُ وضعت رابط صوتي يحتوي على محاضرة للشيخ محمود المصري ، و أحيانًا يكون الرابط لا يشتغـل لسبب تقني إما في الفيس بوك أو من لينك نفسـه فالمهم في نفس اللحظــة التي كنت أبحث فيها عن لينك آخر لإدراجــه ثانية إذا بتعليــق من أحدى الإخوة ! تعجبت و قلت الحمد الله يبدو ان الرابط يشتغل إذا بي أفاجئ بتعليــق !!! سبحان الله
،
" جزاكِ الله خيرًا على هذه الأنشودة فوا الله من أحب الأناشيـد التي أحب الأستماع إليـها "

قصدي من هذا المثــل يا إخوتي لانفع من تعليـق دون فائدة تحصلت عليها
إجعل الأستفادة نصب عينك و تصفح المقالات و إن كانت طويــلة ضعها في المفضّلــة عندك و تصفحها في يوم آخــر
أحيانًا أتعجب من بعض الناس و علاقتهم مع المقالات الطويـلة ربما تأخذ ساعــة في قراءة مقــال
و يأتيــك تعليــق في ثانيــة !!
عذرًا إن دلّ على شيئًا فهو يدلّ أننا لسنا أهل لحمــل لقب امّــة إقرأ

فلنعلــم أن كاتب أو صاحب المقال لا يضرّه ولا ينفعـه تعليــقك مادام هو عارف بالموضوع و متطلّع عليه
و حصد فائــدة منــه يعني الخسارة عائدة عليــك لا عليــه

لماذا يخفى عن معــظمنا ان اول بدايــة الكســل و الغرور هو المدح الخاوي ؟

فوا الله ملء الصفحات بدون فائدة كمن يحرث في الماء ، و الداعي إلى الله عليــه أن لا يستدعي الثناء و الشكــر
لابأس في التشجيــع و الإستشارة و تقديــم النصح و تثبيـت معنى التواصي بالحــق
و لا تخجل من كلمــة " لا أعرف " ، قل لا أعرف إلى أن تعرف
الشكــر و المحمدة صفات تحفّــز العاقــل وتُغري الجـاهل ،
لا بأس في ان تقول كلمــة شكر لأخ او أخت و قدّم لكَ نصيــحة بشرط انك فعلاً تحصّلــت على فائدة! ـ

وجهــة نظــر ، اللهم علمنا بما ينفعُنا و إجعلنا هداة مهتديـن ،
دمتم بودّ السلام عليكــم