عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-10, 02:41 PM   #9
ابنة الرميصاء
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 07-04-2010
المشاركات: 17
ابنة الرميصاء is on a distinguished road
افتراضي

من برنامج النور الساري شرح صحيح البخاري
الشيخ/مصطفى العدوي/قناتي الحكمة ومواهب وأفكار
السبت 10:30 م الإعادة الأحد 9:30 صباحا و1:15 ظهرا
تاريخ هذه الحلقة 27 ربيع الأول 1431




النور الساري شرح صحيح البخاري (5)

كتاببَدْءُ الْوَحْىِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
الحديث الخامس


حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}قَالَ –أي ابن عباس- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}قَالَ –أي ابن عباس- جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}قَالَ –أي ابن عباس- فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ .

- فاتني جزء من أول الحلقة ..
- سعيد بن جبير من أعلم الناس بتفسير بن عباس لازم بن عباس سنوات كثيرة وهو من العلماء الأثبات وقُتِلَ ظلما وعدوانا على يد الحجاج بن يوسف الثقفي .
- عبد الله بن عباس حبر الأمة دعى له رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم علمه الحكمة " وفي مرة " اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين " وفي مرة " اللهم علمه تأويل القرآن " وفي مرة " اللهم علمه الكتاب " كان صغيرا زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وأمّه من المستضعفين الذين لم يهاجروا وأنزل الله في شأنهم "إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً" (النساء:98)
- { وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ } أي وكان من أسباب تلك الشدة أن النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه ولسانه أثناء الوحي حتى يحفظ ما يوحى إليه ..
- أما قول بن عباس { فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ } هذا ما يسمى بـ الحديث المسلسل والتسلسل أنواع فهذا متسلسل بتحريك الشفتين وفيه المتسلسل بالضحك .. فهناك المتسلسل بفعل معين كأن يفعل النبي فعلا (تبسما أو غيره) فيفعل الراوي ذلك وهكذا كل من روى الحديث يقوم بتلك الفعلة فيسمى متسلسل ب ( .. ) وقد يكون التسلسل بصفة معينة اشترك فيها رجالات السند كـ مسلسل بالمصريين وكذا قد يكون التسلسل ب لفظة التحديث كأن يقول كل راوي حدثني فلان قال حدثني فلان أو مسلسل بالعنعنه عن فلان عن فلان .. وهكذا ..
- {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} أي أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم لا تحرك بالقرآن لسانك لتستعجل حفظه ، فإن الله سبحانه سيجمعه ويحفظه في صدره –صلى الله عليه وسلم- ويمكنه من قراءته ..
- فيه دليل أن أحداً لا يستطيع أن يحفظ آية من كتب الله إلا إذا أعانه الله وإذا حفظ لا يستطيع أن يقرأ ولا أن يبين إلا إذا أعانه الله ووفقه .. فكم من حافظ إذا آتى ليقرأ في المحافل أو غيرها توقف في محل ما كان يتوقف فيه وموضوع يسير جدا عليه .. فلا حفظ ولا أداء إلابإذن الله وهذا لا يقف على القرآن بل كُلّ علم ديني أو دنيوي لا يكون إلا بعون الله وإذنه وإن علم فلا يستطيع استفادة من علمه بالأداء و التطبيق والعمل إلا بتوفيق الله .. ألا ترى كم من طبيب بلغت شهرته الآفاق .. وأخطأ بسبب نسيان أمّر لا يخطئ فيه حتى المبتدأ في الطب !
- ومما يروى في هذا الباب تبينا لذلك ما حدث مع الفاروق رضي الله عنه وهو في العلم هو كم من مرة وافقه القرآن وكم من مستعصيات هداه الله إليها بعد الفتوحات فيعهده كفقه الخراج والمسألة العمرية في الميراث وغيرهما كثير .. ويكفي ما أورده البخاري ) إن النبي صلي الله عليه وسلم رأي رؤيا أنهيشرب اللبن حتى رأي الري في أظفاره ثم ناول عمر اللبن قالوا يا رسول فما أولتها قال العلم ) ومع هذا خفيّ عليه شيء رغم وضوحه التام لصحابة فاقهم علما بكثير .. فقد قال ( وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلملم يقبض حتى يبين لنا الكلالة والخلافة وأبوابا من الربا ) وما زال يسأل النبي عن الكلالة فيبين له فلا يستوعب ويعاود السؤال حتى قال : (ما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء أكثر من آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك منها آية الصيف التي أنزلت فيآخر سورة النساء ) فالحاصل .. أن أحدا لا يستطيع الحفظ إلا بإذن الله وإن حفظ لا يستطيع بثه حتى يأذن له الله فعلينا أن نسأل الله التوفيق والإعانة كما أمرنا بذلك في كتابه " ربّ زدني علما " ومنه أن لا يغتار عالما بعلمه فإنما ذلك محض فضل من الله ولو شاء لأنسيه أوما استوعبه ..[ هذه النقطة والتي سبقتها كنت قد أعدت صياغتهما بتصرف كبير في عناقيد الضياء وهما الآن على ما هما عليه من تصرف ]
- من الفوائد الحديثية
[1] بيان معنى الحديث التسلسل .
[2] أن يتواضع العبد ويتذلل لله ويداوم على سؤاله العون وأن يستخدمه في نصرة دينه
[3] على صاحب كل ذي نعمة أن يحدث شكرا لله وحمدا ، والحمد كلمة كل شاكر فعلينا مع كل شكر بلسان شكر بالقلب وبالعمل بالإحسان إلى الخلق وما إلى ذلك ..
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ** يدي ولساني والضميرَ المُحجبَ
- أورد مسألة في قوله تعالى ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (لأعراف:204) ويرى أن جمهور المفسرين أن المقصود بالآية أنها في قرآن الصلاة .


الحديث السادس


حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح و حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .

- { حَدَّثَنَا عَبْدَانُ } : عبد الله بن عثمان بن جبلة المروزي من بلاد مرو ..
- { أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ } : الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله ، كان يحج عاما ويجاهد عاما وكان متصدقا ينفق على أهل العلم يجهد في التجارة لأجل الإنفاق عليهم ، وكان في زمانه عالم خرسان ومفتيها كما كان الأوزاعي عالم الشام ومفتيها والليث بن سعد عالم مصر ومفتيها ومالك عالم المدينة ومفتيها كلٌ في مكانه وزمانه .. وذكر شيء من فضائل بن المبارك ومنه قصته مع إسماعيل بن عليه حين قبل الأخير تولي القضاء .. (وقد نقلتها لكم من تاريخ بغداد أوردها في نهاية الدرس بإذن الله)
- { ح } أي حول السند وسيبتدأ السند من جديد (سلسلة أخرى من الرجال روى الحديث ) .
- { نَحْوَهُ } أي قريب من معناه .
- { عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ } : عبيد الله بن عبد الله بن عتبه أحد فقهاء المدينة السبعة المشهورين الذين يرى الإمام مالك أنه إجماعهم حجة ..
إذا قيل من في العلم سبعة أبحر ** روايته عن العلم ليست خارجه
فقل هم عبيد الله عروة قاسـم ** سعيد أبو بكـر سليمان خارجه
- { أَجْوَدَ النَّاسِ } أي مِعطاءً . فالنبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس على العموم ولكن جوده يزداد في رمضان عند لقاءه جبريل عليه السلام ، وفيه فائدة أن المرء يزداد بِرَاً حين يلقى الصالحين . ومما جاء في ذلك استحباب الدعاء عند صيحا الديك فإنها تكون قد رأت ملكاً ، ومنه استحباب الدعاء في حضور الصالحين حتى يؤمنون عليه ويكون ذلك أدعى للإجابة .
- { فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ } من المدارسة استنباط المعاني وتفهمها وبيان مراداتها .
- { الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ } هي التي تهب فلا ينقطع هبوبها وفيها من الخير الكثير ، فالرياح أنواع : منها الريح العقيم ومنها ريح الدبور التي أهلك بها قوم عاد ومنها ريح الصبا التي نُصِرَ بها النبي صلى الله عليه وسلم ..
- وهاكم ما كان بين الرجلين العظيمين نقلا من تاريخ بغداد ..
( عبد الله بن المبارك كان يتجر في البز وكان يقول لولا خمسة ما اتجرت فقيل له يا أبا محمد من الخمسة؟ فقال سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض ومحمد بن السماك وابن علية قال وكان يخرج فيتجر إلى خراسان فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج والباقي يصل به إخوانه الخمسة قال فقدم سنة فقيل له قد ولى بن علية القضاء فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها في كل سنة فبلغ بن علية أن بن المبارك قد قدم فركب إليه فتنكس على رأسه فلم يرفع به عبد الله رأسا ولم يكلمه فانصرف فلما كان من غد كتب إليه رقعة بسم الله الرحمن الرحيم أسعدك الله بطاعته وتولاك بحفظه وحاطك بحياطته قد كنت منتظراً لبرك وصلتك أتبرك بها وجئتك أمس فلم تكلمني ورأيتك واجدا على فأي شيء رأيت منى حتى اعتذر إليك منه فلما وردت الرقعة على عبد الله بن المبارك دعا بالدواة والقرطاس وقال يأبي هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا ثم كتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم:
يا جاعل الدين له بازيا ... يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعد ما ... كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها ... لترك أبواب السلاطين
أين رواياتك في سردها ... عن بن عون وابن سيرين
إن قلت أكرهت فماذا باطل ... زل حمار العلم في الطين
فلما وقف بن علية على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء فوطىء بساط هارون وقال يا أمير المؤمنين الله الله ارحم شيبتي فإني لا اصبر للخطأ فقال له هارون لعل هذا المجنون أغرى عليك فقال الله الله أنقذني أنقذك الله فأعفاه من القضاء فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك وجه إليه بالصرة )


لقاءنا القادم بإذن الله مع الحديث السابع حديث هرقل .. وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد .
ابنة الرميصاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس