التقــــــــــــــــــــــــــوى:
هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل...
- سأل الفاروق عمر- أبي بن كعب رضي الله عنهما فقال له ما التقوى ؟ قال يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك ؟ قال نعم . قال فما فعلت قال عمر أشمر عن ساقي وأنظر إلي مواضع قدمي مخافة أن تصيبني شوكة فقال أبى بن كعب تلك هي التقوى .
هي تشمير للطاعة والنظر في الأعمال للتمييز بين الحلال والحرام خشية من الكبير المتعال .
أصل التقوى أن تجعل بينك وبين ما تخافة وقاية تقيه منه .
ووردت التقوى في القرآن الكريم في مواضع كثيرة .
تارة تنسب إلي الله
"واتقوا الله" أي احذروا بطشه وعقابه بطاعته لأنه هو أهل التقوى أي أهلاً لأن يتقي .
وتارة تضاف إلي عذاب الله وعقابه
"واتقوا النار"
أو تضاف إلي زمان
"واتقوا يوماً ترجعون فيه إلي الله"
فالتقوى ورد الأمر بها من الله لعباده في كتابه الكريم
تسعة وستين مرة .
قال تعالى:
( يا أيها الذين أمنوا إتقوا الله حق تقاته) (آل عمران 102) -
أي كل التقوى في جميع الأمور والأحوال .
[glow=CC99FF]خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يري
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصي . [/glow]
- لذا كانت وصية الحبيب المصطفي
صلي الله عليه وسلم الجامعة النافعة في كلمتين –
اتق الله حيثما كنت . أي على كل الأحوال أوصاها لسيدنا معاذ وهو يقسم له أنه يحبه , يا معاذ والله إني لأحبك. اتق الله حيثما كنت
ومن هو معاذ ؟ هو من كبار الصحابة وسادات القوم وأعلم الناس بالحلال والحرام وكان يشبه بسيدنا إبراهيم عليه السلام وكان ابن مسعود يقول إن معاذ كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين .
اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
منزلة التقوى :
1- هي خير لباس للمرء .قال تعالى:
( يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سؤاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير) ( الأعراف 26) .
وصدق القائل:
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقي
تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
وخير لباس المرء طاعة ربه
ولا خير فيمن كان لله عاصياً
2- خير زاد - قال تعالى : ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وإتقون يا أولي الألباب ) (البقرة 197) .
3 - صفة أولياء الله . قال تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون ) (يونس62) .
4- هي ميزان التفاضل عند الله . قال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (الحجرات 13) .