ما يتوهم أنه إخلاص وليس كذلك
1_ قد يمتزج بالإخلاص شيء من حظوظ النفس، كالذي يعلم ويشتغل بالتدريس ليفرح بلذة الكلام، أو يغزو ليمارس الحرب ويتعلم أسبابها، فهذا ليس من تمام الإخلاص لله تعالى.
2_ وربما كره العبد الرياء، ولكنه عندما يتذكر أعماله ويثني عليه، لا يقابل ذلك بالكراهة، بل يشعر بالسرور ويشعر أن ذلك روح عنه شيئا من عناء العبادة، فهذا نوع من دقيق أنواع الشرك الخفي.
3_ وقد يقع المرء بالرياء لا بإظهاره بالنطق تعريضا أو تصريحا، ولكن بالشمائل، كإظهار النحول، والصفار وخفض الصوت، وآثار الدموع وغلبة النعاس الدالة على طول التهجد.
4_ وقد يختفي المرء بحيث لا يريد الاطلاع عليه، ولكنه إذا رأى الناس أحب أن يبدؤوه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وينشطوا في قضاء حوائجه ويسامحوه في المعاملة، ويوسعوا له في المجلس، فإن قصر في ذلك مقصر، ثقل ذلك على قلبه كأن نفسه تتقاضى الاحترام على الطاعة التي أخفاها.
5_ قد يعتاد العبد التهجد كل ليلة ويثقل عليه، فإذا نزل عنده ضيف نشط له وسهل عليه.
6_ إعجاب المرء بأعماله ورؤية الإخلاص الشديد فيها:
قال صلى الله عليه وسلم:" لو لم تكونوا تذنبون، لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك، العجب العجب" صحيح الجامع 5176، وسيمر معنا ذلك القول الجميل ( من شاهد في إخلاصه الإخلاص فقد احتاج إخلاصه الى الإخلاص).
7_ ربما تحصل رغبة في إستجابة دعوة الداعي الى الطعام، لمعرفة أن الطعام كما هو متعارف عليه في هذه الدعوات ـ سيكون طيبا وأفضل من طعام بيته في ذلك الوقت، فيدفعه حب الطعام، ولا يستحضر طاعة الله تعالى في إجابة الداعي.
8_ وربما تحصل رغبة في زيارة بعض إخوانه، ممن يحبهم الله حبا شديدا في الله تعالى، ولكن في نفسه شهوة خفية من نية الزيارة، بأن يستمتع على أصناف الشراب والطعام والحلوى التي تقدم له.
9_ قد يقدم المرء أصناف الطعام والشراب لامرئ كان قد دعاه من قبل، فيقدم أصناف الطعام ومختلف أنواع الشراب، على ضوء ما قدم له أخوه أو يزيد، ولربما يهدي لأخيه هدية ثمنها مقارب ـ أو يزيد ـ لهدية أهديت له من أخيه.
المصدر
كتاب الإخلاص
تأليف حسين العوايشة
التعديل الأخير تم بواسطة شـروق ; 02-07-07 الساعة 09:14 AM
|