لكأنّي أراكم قد تأثرتم وانتابكم ما انتابني من مشاعر حال قراءة خاطرة محبة لله -عز وجل-
وأيّ حُبٍ أعظم وأسمى من هكذا حُب ؟
كأنَّي أرى أرواحنا المتعبة السقيمة التي أوهنتها الغفلة وأتعبها البعد عن الحبيب قد نشطت وتعطشت لرحمات الله ومحبته وفضله وكرمه وإحسانه.
وأرى أن هناك أرواحاً وقلوباً قد حلّقت وهي تقرأ ، حتى غادرت الأرض واتجهت للعالم العُلوي ، حيث الحب والخوف والرجاء الحقيقي للمعبود ، حيث الطهر والراحة والسكينة والانشراح.
فإن كانت هذه مشاعركم عند قراءة أسمى معاني الحُبّ وأجملها وأجلّها
فيا لله كيف بالقُرب الحقيقي منه ؟
ومعرفته حق المعرفة وتذوق كأس الحب والخوف والرجاء ؟
وإن كان كلام بشر قد فعل بالقلب الأفاعيل حتى تاقت القلوب والنفوس والأرواح للقياه ، فكيف بأثر كلامه الذي يعرفنا به عليه ويقربنا منه والذي هو رحمة مهداة منه لنا ؟
اللهم أيقظ غفلات قلوبنا وأذقنا من نعيم القرب منك ما يسعد قلوبنا وأرواحنا المثقلة بالآلام.