المفتاح الأول / حب القرآن
إن القلب آلة الفهم والعقل , وهو بيد الله وحده سبحانه وتعالى
قال تعالى { أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها .. الآية }(3)
وقال { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } (4 )
فتذكر وأنت تحاول فهم القرآن أن القلوب بيد الله تعالى وأن الله يحول بين المرء وقلبه فليست العبرة بالطريقة والكيفية بل الفتح من الله وحده , وما يحصل لك من التدبر فهو نعمة من الله تستوجب الشكر
علاقة حب القرآن بالتدبر : معلوم أن القلب إذا احب شيئاً تعلق به واشتاق اليه وشغف به وانقطع عمّا سواه , والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق , وبالعكس .
عليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر .
علامات حب القلب للقرآن :
1)الفرح بلقائه
2)الجلوس معه أوقاتاً طويله دون ملل
3)الشوق إليه متى بعد عنه العهد
4)كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة .
5)طاعته , أمراً ونهياً
فمتى وجدت هذا العلامات فإن الحب موجود , ومتى فقدت فحبه مفقود .
فإنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا أحب القرآن ؟
قال أبو عبيد " لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله "
وسائل تحقيق هذه المحبة :
1)التوكل على اله والاستعانة به .. وسؤاله سبحانه أن يرزقك ( حب القرآن ) ويكرر ذلك ويتحرى مواطن الاجابة ويجتهد في السؤال بتضرع وإلحاح وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى .
2)فعل الأسباب : وخير الاسباب في هذا المقام ( العلم ) ووسيلته : القراءة .. أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة وأقول السلف في تعظيمهم وحبهم للقرآن
|