07-06-11, 01:55 PM
|
#2
|
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
06-02-2010
المشاركات: 280
|
و الأحاديث التي أوردها كلها لا تصح عن النبي r قولاً ولكن تصح عنه فعلاً ،كما في مراسلاته ،إلى الملوك كان يبدأ فيها« بسم الله الرحمن الرحيم».
1-« كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع»2-«كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أو بالحمد فهو أقطع »3-« كل أمر ذى بال لا يفتتح بذكر الله فهو أبتر أو أقطع»4-« كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع »
اقتصر المصنف في بعض نسخه على البسملة، فقط وبعضها فيها البسملة والحمدلة وهذا اقتداء بكتاب العزيز، (وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي وبالحمدلة نسبي إضافي،)(فالابتداء بالبسملة حقيقي) المعنى: أن أول لفظ في الكتاب« بسم الله الرحمن الرحيم». فالبداية بالبسملة هنا بداية حقيقية.
(وبالحمدلة نسبي إضافي،) المعنى:بالنسبة والإضافة لما يأت خلفه فهي بداية، يريد الجمع بين الأحاديث فالنبي،كان يبدأ خطبه( إن الحمد لله) فهو جمع بين الاثنين بداية حقيقة بسم الله الرحمن الرحيم وبداية إضافية نسبية ، أي أن الكلام الذي سيأتي بعد الحمد لله، الحمد لله بالنسبة له بداية، .
وقال( إن الباء في بسم الله الرحمن الرحيم متعلقة بمحذوف هذا محذوف اختار كثير من المتأخرين كونه فعلا خاصا متأخرا،).
1-( أما كونه فعلا ، فلأن الأصل فى العمل للأفعال) .أي أبدأ هذا الكتاب ببسم الله أو أصنف هذا الكتاب بسم الله، كأن هناك فعل محذوف تعلق به حرف الجر، وفعل الأصل في العمل الأفعال.
2_(وأما كونه خاصاً ، فلأن كل مبتدىء بالبسملة فى أمر يضمر ما جعل البسملة مبدأ له) .وخاص بمعنى أن كل مبتدأ بالبسملة يضمر في نفسه أمرا خاصا، كمن يأكل يقول بسم الله الرحمن الرحيم وكمن يفتح الباب يقول بسم الله الرحمن الرحيم فهذا أمر خاص يخص كل شخص يبقى فعل خاص يعني يخص كل شخص.
3-(وأما كونه متأخراً ، فلدلالته على الاختصاص ، وأدخل فى التعظيم ، وأوفق للوجود ، ولأن أهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى .) أي أنالتأخر في مثل هذا دل على الاختصاص، وأدل على التعظيم.
يقول ابن القيم رحمه الله ذكر فوائد لحذف العامل: الذي هو الفعل يعني تراجع في موضعه، قال( وباء (بسم الله) للمصاحبة أو الاستعانة أو للتبرك)،
(والاسم مشتق من السمو وهو العلو . وقيل : من الوسم وهو العلامة ، لأن كل ما سمى فقد نوه باسمه ووسم ).فالاسم إما مشتق من السمو أو من الوسم، السمو بمعنى العلو، والوسم بمعنى العلامة، على كل ممكن يصح هذا ويصح هذا ،كله أمور لغوية مردها إلى أهل اللغة.
قوله ( الله ) خلاصة ما قاله أن لفظ الجلالة الله، مشتق أم غير مشتق؟ لو قلنا مشتق فيكون هو مشتق له مصدر يشتق منه، أو ممكن تقول أن هذا الاسم يدل على صفة، هذا معنى كلمة مشتق، ضد مشتق جامد، أو غير مشتق، و جامد أي لا يدل على معنى أو على صفة.
وذكر أن الخلاف بين أهل اللغة في ذلك وقول الجمهور رواه كما هو قول سيبويه وأصحابه أنه مشتق، وبعض أهل العلم يقول أنه غير مشتق والذي قال إنه غير مشتق ،نظر إلى معنى معين، هذا المعنى كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى يعني الذي نفى الاشتقاق نفاه خوفا من أن يكون هذا الاسم له أصل يشتق منه، فخوفا أنه يشتق من بعض الأسماء وهو الاسم الجامع لكل معاني الجمال والكمال.
والذي يقولون بالاشتقاق لا يعنون بالاشتقاق إلا مجرد تلاقي الأصل والفرع في أصل الحرف ، مجرد لهم أصل لغوي يتفرعوا منه، وطبعا الكلام هذا كلام مشهور كلام ابن القيم وابن تيمية إنه مشتق، لكن ابن تيمية له كلام في كتابه أو في جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول إن اسم الله تبارك وتعالى مشتق باعتبار وغير مشتق باعتبار، يعني هو مشهور من كلام ابن تيمية إنه يقول بالاشتقاق، ولكن في بعض المواضع من كتبه الذي هو كتاب جامع المسائل قال فيه أنه مشتق باعتبار وغير مشتق باعتبار، فالاعتبار أن له مصدر ودل على صفة هو مشتق، وباعتبار التالي لهذا الاسم والقارئ له والذاكر له لما يقول الله في غالب استعمالات الناس لا يتطرق ذهنهم إلى الاشتقاق، يعني هو مجرد يعني في غالب استعمال الناس لما يقول الله هو يستعمله كعلم على ذات الله تبارك وتعالى. ولكن من حيث اللغة له أصل وله مصدر مستقل.
ابن تيمية كأنه يجمع بين الأقوال هل هو مشتق باعتبار وغير مشتق باعتبار، فمن حيث أنه ليس له أصل أو دل على صفة أو فعل فهو مشتق، من حيث استعمال الناس يقول إن غالب من يستعمل هذا الاسم لا يتطرق الذهن إلى موضوع الاشتقاق، هو مجرد أن يقول الله كأنه علم على ذات الله تبارك وتعالى، الذين قالوا مشتق؟ مشتق من ماذا؟ أو ما هي الصفة التي دل عليها، أغلب كلام أهل اللغة وكلام أهل العلم أنه مشتق من الألوهية، دل اسم الله على الألوهية، بمعنى العبادة، يبقى فالإله بمعنى مألوه بمعنى معبود، فدل على صفة الألوهية، مثلما قلت مثلا العزيز دل على صفة العز، الحكيم دل على صفة الحكمة، فكذلك أيضا اسمه تبارك وتعالى الله دل على صفحة الإلهية أو الألوهية لله تبارك وتعالى.
يقول(فإن هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب ، وهى قديمة فالذي نفى الاشتقاق لما ينفيه؟ ومن أشهر من قال بعدم الاشتقاق الشافعي رحمه الله، يعني من أشهر من قال بعدم الاشتقاق لهذا الاسم الشافعي رحمه الله لماذا؟ لأنك اسم الله قديم، يرد على هذا الكلام قال: ( ونحن لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى)، الاشتقاق هذا مصطلح لغوي نحوي معناه أن الأصل والفرع متفقين في المعنى وغالب حروف اللفظ يعني أكثر الحروف متفقة ومشتركين في نفس المعنى، لأنها متولدة منها متولدة الفرع من أصله (وتسمية النحاه للمصدر المشتق منه أصلا وفرعا ليس معناه أن أحدهما متولد من الآخر وإنه باعتباره أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة.)
ثم ذكر كلام أبو جعفر بن جرير: صاحب التفسير المشهور، وطبعا ابن جرير كان مفسر لغوي يعني هو مرجع في اللغة، أتى بأصل الكلمة إن (الله) كان أصلها (الإله) ثم أسقطت الهمزة والتقت اللام مع اللام الزائدة وأضغمت، المهم وصلنا في النهاية أن (الإله) أصبحت(الله)،.
ذكر بيت شعر لرؤبة بن العجاج قال:
لِلَّه دَر الْغَانِيَات الْمُدَّهِ
سُبْحَن وَاسْتَرْجَعْن مِن تَأَلُّهِي تَأَلُّهِىتألهى
يريد أن يقول: يقول أن( التأله أو الألوهة أو الألوهية) معناه في اللغة معروف عند العرب (التأله) بمعنى التعبد.
ذكر بعض الآثار عن ابن عباس: أنه قرأ ﴿ويذرك وإلهتك﴾، قال: وعبادتك، ويقول: ( إنه كان يُعبد ولا يَعبُد،) وساق بسند آخر عن ابن عباس ﴿ويذرك وإلهتك﴾هذا من قول فرعون، يقول أن فرعون كان
( يُعبد ولا يعبُد) وبعدين بعد ذلك أورد أثرًا عن عيسى u (أن عيسى أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه . فقال له المعلم : اكتب بسم الله . فقال عيسى : أتدرى ما الله ؟ الله إله الآلهة ) . هذا الأثر من حيث السند موضوع، .
وبعد ذلك أورد كلام بعض الكلام لابن القيم رحمه الله خصائص هذا الاسم العظيم، خصائصه كلفظ ، لا تجد به نقطة مثلا، أول حرف فيه ألف وآخر حرف الهاء، وهكذا، خصائص لفظية،مرجعها للغة ،من جملة الأعجاز في هذا اللفظ، وفيه خصائص معنوية في هذا الاسم، أورد كلاما جميلا ،قال العلامة ابن القيم رحمه الله : (لهذا الاسم الثسريف عشر خصائص لفظية وساقها . ثم قال : وأما خصائصه المعنوية فقد قال أعلم الخلق r: ( لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وكيف نحصى خصائص اسم لمسماه كل كمال على الإطلاق ، وكل مدح وحمد ، وكل ثناء وكل مجد ، وكل جلال وكل كمال ، وكل عز وكل جمال ، وكل خير وإحسان ،)خلاصة ما يريد قوله: أن اسم الله يسمونه الاسم الجامع لكل معاني الأسماء الحسنى ما من معنى تجده في اسم آخر إلا تجد هذا المعنى في اسمه الله، هذا يسموه الاسم الجامع لمعاني الأسماء فتخيل أي معنى من معاني أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته تجدها في هذا الاسم
يقول: (له: وكل جلال وكل كمال ، وكل عز وكل جمال ، وكل خير وإحسان ، وجود وفضل وبر فله ومنه ، فما ذكر هذا الاسم فى قليل إلا كثره ، ولا عند خوف إلا أزاله ، ولا عند كرب إلا كشفه ، ولا عند هم وغم إلا فرجه ، ولا عند ضيق إلا وسعه ، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة ، ولا ذليل إلا أناله العز ، ولا فقير إلا أصاره غنياً ، ولا مستوحشاً إلا آنسه ، ولا مغلوب إلا أيده)يذكر أفعال الله تبارك وتعالى وصفاته متضمنة في هذا الاسم، هذا فكرة كلام ابن القيم رحمه الله، قلنا هذا المعنى المشهور عند أهل العلم، أن الله مشتق من الألوهية أو من الإلهة بمعنى العبادة فيه.
معاني أخرى موجودة عند أهل اللغة للفظ الجلالة: أن هذا الاسم مشتق منه، من جملة هذه المعاني أن اسم الله مشتق من التحير( أًله يأله) عبد يعبد، أًله بالفتح بمعنى تحير، فيقول إن جملة معاني في اللغة بمعنى تحير، يقولوا أن الله U تحار فيه العقول لا تدركه العقول سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11] هذا معنى من جملة المعاني،.
معنى آخر: الذي هو من الاشتياق يقولون مثلا وله الفصيل إلى أمه بمعنى اشتاق إليه، يقولون :هذا المعنى أيضا حق في حق الله تبارك وتعالى، فالله U تشتاق إليه النفوس، تتعلق به القلوب سبحانه وتعالى، فطر النفوس والقلوب على ذلك،فالمعنى الأشهر الذي هو الإشفاق من العبادة.
معني آخر أقل شهرة: وإن كانت أقل شهرة إما من التحير، ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى، المعنى الثالث من الاشتياق والحب والوله إلى الله سبحانه وتعالى طبعا هذه المعاني كلها معاني حقة.
قوله: ( الرحمن الرحيم،) هذا يتكلم عن اسم الرحمن الرحيم، والرحمن الرحيم دل على صفة الرحمة لله تبارك وتعالى،فالرحمن إذا قلنا( الله) من أسماء الله U باتفاق أهل العلم أنه من أسماء الله الحسنى، اسمه الله سبحانه وتعالى،( الرحمن الرحيم) أيضا باتفاق أهل العلم أنها من أسماء الله U،فيقول: ( الرحمن الرحيم،) هذين الاسمين دلا على صفة الرحمة، فالكلام هنا في أمرين:
الأمر الأول: معنى الرحمة، الأمر الثاني: الفرق بين الرحمن والرحيم يعني دل على الرحمة، دل على الرحمة، مالفرق بينهم، فبالنسبة للرحمة معناها هي لا تعرف، معناها كل أحد يدركه في نفسه لأن فيه معاني مشهورة في النفوس وبين الناس لا يستطيع أحد أن هو يعرفه وكل ما تعرف تبعد أكثر مثلا السمع والبصر، كل الناس يفهم معنى السمع، يقولون سمع فلان سمع فلان، فهذا أمر يدرك أمر يحس ولكن لا تستطيع التعبير عنه وكل ألفاظه التي تعبر عنه بعد ذلك تقرب المعنى، ولذلك لما تجد في تعريف المحبة، في كتاب مدارج السالكين لابن القيم :سيجد في الغالب كما يقول ابن القيم: أن كلها أمور إما يتكلم عن الأسباب الجالبة للمحبة أو عن أسفار المحبة ، يحوموا حول الاسم أو اللفظ ولكن لا يدلوا على معناه.
فخلاصة الكلام: أن المحبة أو الحب يذاق ويعرف هذا شيء يجرد، لذلك طريقة القرآن والسنة في مثل هذه الأسماء هي الكلام على الآثار الإيمانية مثلا قريب منها صفة العلم، معنى العلم: إدراك الأمور على ما هي عليه كما يقولون، القرآن ما قال ذلك، القرآن يذكر لك معلومات الله أنه يعلم ما الجبال ما في البحار ما في الرمال، يعلم عدد كذا وكذا، يعدد ما يعلمه الله تبارك وتعالى بحيث أنك في النهاية لما تقرأ هذه الآيات ،يتحقق في نفسك الأثر الإيماني المطلوب، فهذا الأمر الأول أن الرحمة تجرد أو معناها معروف معلوم،.
فيما يفيدنا هذا الكلام المتعلق بمعنى الرحمة؟: يقول:أهل البدع في باب (الأسماء والصفات،) ما يسمى بالتأويل فهم يؤولون صفة الرحمة يقولون ليس هناك ما يُسمي رحمة ، أقول لك لا الرحمة لله تبارك وتعالى اسمها إرادة الخير أو إرادة الثواب، فيفسر الرحمة بصفة أخرى، يفسر الرحمة بالإرادة مثلا أو بغير ذلك، ليه، يقولون لأن الرحمة عبارة عن رقة وضعف يجده الإنسان من نفسه والله U منزه عن ذلك،فقد وضع أصل وبنى عليه، نقول له : أصلك ضعيف أنت حاولت تعرف الرحمة والرحمة لا تعرف بأوضح وأبين وأظهر من لفظ الرحمة وكل واحد يعرف الرحمة.
المسألة الثانية هي الفرق بين الرحمن والرحيم،: وخلاصة الكلام أو الأقرب في ذلك أن الرحمن دل على الرحمة التي هي الصفة ذات لله تبارك وتعالى والرحيم دل على الرحمة التي هي صفة فعل لله تبارك وتعالى.
الفرق بين صفة الذات وصفة الفعل:،صفة الذات باختصار: صفات الله تبارك وتعالى إما صفات ذات أو فعل، بمعنى ، أن صفات الله تبارك وتعالى صفات ذاتية لا تنفك عن ذات الله وبمعنى آخر كمالها ألا تتعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى مثل: صفة الحياه، فلا يجوز أن أقول ربنا يحيا إذا شاء ويموت إذا شاء،لأنها صفة ذات، كمالها ألا تتعلق بالمشيئة، صفة الفعل كمالها أن تتعلق بمشيئة الله تبارك وتعالى وقدرته، مثل الاستواء قال الله U ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: 54] بعد ما ذكر خلق السموات والأرض قال: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ قبل خلق السموات والأرض لم يكن مستويا على العرش، إذا استوي في وقت معين لما شاء وأراد، هذه نسميها صفة فعل، .
نرجع مرة أخرى للرحمة: أحيانا تجد أن الرحمة منها ما هو صفة ذات لله رحمة الله تبارك وتعالى صفة من صفاته منها ما هي صفة ذات ومنها ما صفة فعل، صفة الذات لا تتعلق بمشيئة الله بمعنى آخر أن كل ما سوى مرفوض، لا تتعلق بالمشيئة لا تتعلق بمعنى هي تنال كل أحد المؤمن والكافر والطائع والعاصي والبر والفاجر، الرحمن دل على هذا النوع من الصفة، ، دل على صفة الرحمة وصفة الذات بمعنى تنال الكل ..
الرحيم دل على صفة الرحمة صفة فعل بمعنى أنها خاصة بأناس معينين كأنها خاصة بالمؤمن فقط ، هذا ترجيح ابن القيم وذكره الشيخ عبد الرحمن بن حسن في الشرح، قال ابن القيم رحمه الله: (الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه الصفة القائمة به التي هي صفة ذات، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم) وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43]، الرحيم خاصة بالمؤمن ﴿ ، إنه بهم رءوف رحيم﴾، ولم يأت قط رحمان بهم. ثم قال: (إن أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت)، أي أسماء وصفات، أسماء بمعنى أعلام، لما أقول لك مثلا ،اسمك محمد هذا علم أو اسمك جميل، اسم جميل هذا علم عليه عل هذا وصف له لا، لا يلزم أن يكون جميلا، أسماء الله أعلام دالة على ذات الله وفي نفس الوقت هي دالة على صفة الله تبارك وتعالى لذلك هي كانت أسماء حسنى ، بالغة في الحسن كما لها فهي أعلام وأوصاف.
قال (فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية، فالرحمن اسمه تعالى ووصفه) الرحمن اسم بمعنى علم على ذات الله، تقول يا رحمن، وفي نفس الوقت دل على صفة الرحمة، فمن حيث هو صفة جرى تابعا لاسم الله، الله الرحمن، فالرحمن صفة لله، (ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورد الاسم العلم كقوله تعالى:﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5] الرحمن هنا اسم وفي نفس الوقت دل على صفة،لكن الأصل هنا أنها اسم.
ثم قال: قال المصنف رحمه الله تعالى : الحمد لله .
(ومعناه الثناء بالكلام) باللسان (على الجميل) المعروف( الاختياري على وجه التعظيم، فمورده
|
|
|