حــــــــــل واجب اللقـــــــــــــاء الاولـــــــ
1-أيوب عليه السلام (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) أي وذكر عبدنا ورسولنا أيوب مثنيا ومعظما له رافعا لقدرة حين ابتلاة ببلاء شديد فوجدة صابرا راضيا عنه وذلك ان الشيطان سلط على جسدة فنفخ في جسدة فتقرح قروحا عظيمة ومكث مدة طويلة واشتد به البلاء ومات أهله وذهب ماله فنادى ربه :رب (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فتوسل الى الله بالاخبار عن حالة في نفسه وانه بلغ الضر منه كل مبلغ وبرحمة ربه الواسعة العامة فستجاب الله له فذهب مابه من الاذى (واتيناه أهله) أي رددنا عليه اهله وماله (ومثلهم معهم )بأن منحة الله مع العافية من الاهل والمال الشيء الكثير (رحمة من عندنا )به .حيث صبر ورضي فأثابة الله ثوابا عاجلا قبل ثواب الاخرة (وذكرى للعابدين ) أي جعلناه عبرة للعابدين الذين ينتفعون بالعبر فاذا رأوا مااصابة من البلاء ثم أثابة الله بعد زواله ونظروا اللسبب وجدوه الصبر ولهذا أثنى الله عليه به (أنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )
2-زكريا عليه السلام (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين) أي وذكر عبدنا ورسولنا زكريا منوها بذكرة ناشرا لمناقبة وفضائلة التي من جملتها هذه المنقبة العظيمة المتضمنة لنصيحة الخلق ....وانه لما تقارب اجله خاف ان لايقوم احد من بعدة مقامه في الدعوة الى الله والنصح لعباد الله وأن يكون في وقته فردا ولايخلف من يشفعة ويعينه على ما قام به (وأنت خير الوارثين ) أي خير الباقين وخير من خلفني بخير وانت ارحم بعبادك مني ولكني اريد ما يطمئن به قلبي وتسكن له نفسي ويجري في موازيني ثوابه (فستجبنا له ووهبنا له يحيى ) النبي الكريم الذي لم يجعل له من قبل سميا
3-يونس عليه السلام (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا إله إلا انت سبحانك أني كنت من الظالمين )أي وذكر عبدنا ورسولنا ذا النون وهو يونس أي صاحب النون وهي الحوت بالذكر الجميل والثناء الحسن .... فركب في السفينة مع اناس فاقترعوا من يلقون منهم في البحر لما خافوا الغرق إن بقوا كلهم فأصابت القرعة يونس فالتقمة الحوت وذهب به الة ظلمات البحار فنادى في تللك الظلمات (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )فأقرلله تعالى بكمال الاولوهية ونزهة عن كل نقص وعيب وآفة واعترف بظلم نفسة وجنايتة ولهذا قال هنا ( فستجبنا له ونجيناه من الغم )أي الشدة التي وقع فيها (وكذلك ننجي المؤمنين)وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقه في شدة وغم أن الله سينجيه منها ويكشف عنه ويخخفف لايمانة كما فعل يونس عليه السلام
4-نوح عليه السلام (ونوحا أذ نادى من قبل فاستجبنا له ) أي اذكر عبدنا ورسولنا نوحا عليه السلام مثنيا مادحا حين ارسله الله الى قومه فلبث فيهم الف سنة الاخمسن عاما يدعوهم الى الله وينهاهم عن الشرك ويبدي فيهم ويعيد ويدعوهم سرا وجهار وليلا ونهارا فلما رآهم لا ينجع فيهم الوعظ ولايفيد لديهم الزجر نادى ربه وقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديار * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) فستجاب الله الله له فأغرقهم ولم يبق منهم أحدا ونجى الله نوحا وأهله ومن معه من المؤمنين في الفلك المشحون وجعل ذريته هم البلقين ونصر على القوم المستهزئين
5- سليمان عليه السلام ( ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا )أي ابتليناه واختبرناه بذهاب ملكه وانفصاله عنه ( ثم أناب ) سليمان الى الله وتاب فـ(قال رب إغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) فاستجاب الله له وغفر له ورد عليه ملكه وزاده ملكا لم يحصل لاحد من بعده (وإنا له عندنا لزلفى وحسن مآب) _هذا في الاخرة- أي من المقربين عند الله المكرمين بأنواع الكرامات لله .....
المرجع :تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ...للسعدي
|