تلخيص الدرس الرابع:
(الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ
أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ظَهَرَ عَلَى أُنَاسٍ مُتَفَرِّقِينَ فِي عِبَادَاتِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْمَلائِكَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَارَ وَالأَحْجَارَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ) [الأنفال: 39]. وَدَلِيلُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )
[فصلت: 37]. وَدَلِيلُ الْمَلائِكَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى:( وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً... ) الآية [آل عمران: 80]. وَدَلِيلُ الأَنْبِيَاءِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) الآية [المائدة: 116].
وَدَلِيلُ الصَّالِحِينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ... ) الآية [الإسراء: 57]. وَدَلِيلُ الأَشْجَارِ وَالأَحْجَارِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى )
[النجم: 91، 20].
وَحَدِيُث أَبِي وَاقِد اللَّيْثِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ، يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ، يُقَالَ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ.)
لمذا أتى الشيخ بهذا الكلام في القاعدة الثالثة؟
في القاعدة الأولى تحدث : عن تحقيق الربوبية فقال أن من حقق الربوبية فقط لم يحقق التوحيد كاملا لأنهم لم يؤمنوا بتوحيد الألوهية فأمر الرسول بقتالهم.
في القاعدة الثانية تحدث : عن أن اتخاذ هذه المعبودات لتشفع لهم عند الله لن ينفعهم لأن الشفاعة لا تكون إلا برضى الله.
في القاعدة الثالثة تحدث : أن هناك من يعبد الله بتوحيد الألوهية والربوبية لكن بواسطة ليس بالأصنام كالكفار بل بعباد صالحين ولكن يوضح لهم الشيخ أن اختلاف أنواع المعبودات لا يؤثر فكلها شرك وأمر الرسول أيضا بقتالهم.
(دليل الأنبياء قَوْلُهُ تَعَالَى: ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ))
ذكر هنا أن النصارى اتخذوا مريم وعيسى عليهم السلام إلهين فكيف ذلك وهم يعبدون عيسى فقط؟
يشركون عيسى مع الله في العبادة ويشركون مريم عليها السلام في الشفاعة أي يطلبون منها أن تشفع لهم.
وَدَلِيلُ الصَّالِحِينَ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ... ) الآية
الدعاء:
1. دعاء مسألة وهو أنواع:
أ. دعاء بأسماء الله وصفاته.
ب. التوسل بالعمل الصالح.
ت. التوسل بدعاء الحي الصالح وهذا ينافي كمال التوكل ولكنه جائز.
2. دعاء عبادة:
أيُّ عبادة تتعبد بها فهي دعاء قال تعالى:( وقال ربكم ادعوني) فالدعاء هو العبادة.
فمعنى الآية: ان هؤلاء الصالحين يسألون الله ويرجونه ويدعون فكيف ترفعونهم يا من تعبدونهم إلى مستوى الألوهيه وهم يدعون الله ويرجونه ليغفر لهم فكيف يكونوا آلهة؟
- أي شيء يتعلق الإنسان به أو يعبده أو يصرف له شيء من العبادة فهذا شرك ولكن العبادات التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الطواف وتقبيل الحجر هي عبادات أمرنا الله بها على كيفية يرضاها سبحانه ففعلها ليس بشرك .
(الْقَاعِدَةُ الرَّابِعَةُ
أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانِنَا أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الأَوَّلِينَ، لأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ، وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، وَمُشْرِكُو زَمَانِنَا شِرْكُهُمْ دَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَّة؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )[العنكبوت: 65]. )
الفرق بين مشركي العرب قديما ومشركي زماننا:
1. الأولين كان عندهم انحراف في شرك الألوهية ولكنهم مقرون بتوحيد الربوبية فيعلمون أن الله هو الخالق والرازق والمدبر والمالك.
أما مشركو زماننا : فلا يؤمنون بتوحيد الربوبية.
مثال: الصوفية يقولون: أن الأقطاب هي التي تدير المور وأن الله أوكل إليها الأمور.
2. مشركو العرب كانوا: يسمون الأصنام بأسماء الله المحرفة.
مشركو زماننا: الصوفية يسمون الله بأسناء لا تدخل العقل.
3. مشركو العرب :كانوا يفهمون العربية ويعلمون الأسماء و الصفات.
ومشركو زماننا: الصوفية الآن يحرفون العربية.
4. مشركو العرب كانوا يفهمون معنى لاإله إلا الله فلذلك لم يؤمنوا بها لأنها تقتضي أمورا منها ترك الشرك.
ومشركو زماننا: لا يفهمون الشهادة ويقولون أنها قول باللسان فقط.
5. مشركو العرب: عبدو الجن لاعتقادهم بقوتها والملائكة لأنهم خلق نوراني وعباد صالحين ليقربوهم إلى الله.
ومشركو زماننا: يعبدون من لا يستحق ذلك ويفعلون أفعال لا تدخل العقل وتخالف الفطرة السليمة.
6. مشركو العرب: أنكروا البعث وكانوا يعبدون للدنيا فقط.
ومشركو زماننا: يقولوان أقولا مختلفى في البعث ويفسرونه كيف ما شاؤو.
هل إذا وقع أحد في الشرك نطلق عليه لفظ مشرك؟
لا ، لأن العلماء من يحكمون فقط وعلى طالب العلم فهم القواعد وعلى العالم إطلاق الأحكام.
تم والحمدلله وهذا ما تيسر لي فإن كان صوابا فمن فضل الله وإن كان فيه خطأ فمن نفسي والشيطان .
وأرجوا إن أمكن أن تراجعة المعلمة لعلها تصحح شيئا أو تزيد أو تنقص
وجزاكم الله خيرا