وصايا
*الوصية الأولى
إذا وفـق الله العبـد ويسـر لـه إدراك رمضـان ؛ فليكـن
* أول مـا يكـون منـه أن يحمـد الله سـبحانه وتعالـى
علـى نعمتـه وجميـل فضلـه وجليـل منتـه ، ويسـأله
سـبحانه أن يبـارك لـه فـي هـذه النعمـة ؛ لأنـك إذا
شـكرت نعمـة الله ؛ بـارك الله لـك فيهـا ، ولمـا
غفـل النـاس عـن شـكر الله ؛ سـلب الله الكثيـر
بركـة النعـم . فاحمـد الله إذا بلغـت رمضـان فانظـر
إلـى مقـدار نعمـة الله عليـك حتـى تحـس بفضـل
هـذا الشـهر ، ويمكنـك بعـد ذلـك أن تقـوم بحقـه وحقوقـه .
تذكّـر الميـت الـذي كـان يتمنـى بلـوغ رمضـان في حياته ،
والله أعطـاك الحيـاة ، وأمـد لـك فـي العمـر ..!!
وتذكّـر المريـض الـذي يتـأوه مـن الأسـقام والآلام
والله أمـدك بالصحـة والعافيـة لتغنم ..!!
**الوصية الثانية
أن تدخـل هـذا الشـهر باسبشار وبنيـة صادقـة
خالصـة وعزيمـة قويـة علـى الخيـر ، فكـم مـن
عبـد نـوى الخيـر فبلّغـه الله أجـره ولـم يعمـل بـه ،
حيـل بينـه وبيـن العمـل العـذر ، فقـد يكـون الإنسـان
فـي نيتـه أن يصـوم ويقـوم فتأتـي الحوائـل أو تأتـي
آجـال أو تأتـي أقـدار تحـول بينـه وبيـن مـا يشـتهي ،
ويسـأل الله العظيـم يكـون فـي قلبـه وقرارتـه أن
ينـوي الخيـر وأن يفعـل الخيـر وأن يكـون هـذا الشهر
صفحـات بـر وإقبـال علـى الله وإنابـة إليـه ، وإذا
نويـت ذلـك وحـال بينـك وبيـن ذلـك شـيء مـن الأقـدار
والآجـال ؛ كتـب الله لـك الأجـر ، وكتـب الله لـك
الثـواب ؛ كمـا ثبـت فـي الحديـث الصحيـح أن
النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال : " حبسـهم العـذر " .
* قـال أبـو داود فـي سـننه :
حدثنـا موسـى بـن إسـماعيل ، قـال : حدثنـا حمـاد ،
عـن حميـد ، عـن موسـى بـن أنـس بـن مالـك ،
عـن أبيـه أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
" لقـد تركتـم بالمدينـة أقوامًـا مـا سـرتم مسـيرًأ ولا
أنفقتـم مـن نفقـة ولا قطعتـم مـن واد إلا وهـم معكـم
فيـه " قالـوا : يـا رسـول الله وكيـف يكونـون
معنـا وهـم بالمدينـة ؟ فقـال : " حبسـهم العـذر " .
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : الجهاد / باب : في الرخصة
في القعود من العذر / حديث رقم : 2508 / صحيح .
***الوصية الثالثة
بشرى لمـن اسـتقبل هـذا الشـهر بالتوبـة
إلـى الله والإنابـة إلى الله ، فـإن الله يحـب التوابيـن ، والله
يفـرح بتوبـة عبـده فيدخـل إلـى شـهر رمضـان ،
منكسـر القلـب ، منيبًـا إلـى الله ـ جـل وعـلا ـ يحـس
بعظيـم التقصيـر والتفريـط فـي جنـب الله ، ويقـول
بلسـان حالـه ومقالـه : يا حسـرتا علـى ما فرطـت فـي
جنـب الله ، فإذا اسـتقبلت رمضـان وأنـت منكسـر القلـب ؛
غيـرت مـا بـك فغيـر الله حالـك { لَـهُ مُعَقِّبَـاتٌ مِّـن
بَيْـنِ يَدَيْـهِ وَمِـنْ خَلْفِـهِ يَحْفَظُونَـهُ مِـنْ أَمْـرِ اللهِ إِنَّ
اللهَ لاَ يُغَيِّـرُ مَـا بِقَـوْمٍ حَتَّـى يُغَيِّـرُواْ مَـا بِأَنْفُسِـهِمْ
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَـوْمٍ سُـوءاً فَـلاَ مَـرَدَّ لَـهُ وَمَـا لَهُـم
مِّـن دُونِـهِ مِـن وَالٍ } .
أنـه قـال : " إذا دخـل رمضـان فتحـت أبـواب الرحمـة " .
قـال النسـائي فـي سـننه :
أخبرنـا محمـد بـن خالـد ، قـال : حدثنـا بشـر بـن
شـعيب ، عـن أبيـه ، عـن الزهـري ، قـال :
حدثنـي ابـن أبـي أنـس مولـى التيمييـن أن أبـاه
حدثـه أنـه سـمع أبـا هريـرة يقـول : قـال رسـول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" إذا جـاء رمضـان فتحـت أبـواب الرحمـة وغلقـت
أبـواب جهنـم وسـلسـلت الشـياطين " .
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : الصيام / باب : ذكر
الاختلاف على الزهري فيه /حديث رقم : 2100 / التحقيق صحيح .
أي أن الله يفتـح أبـواب رحمتـه فيرحـم مـن يشـاء
بفضلـه ومنـه وكرمـه ، فإذا أريـت الله مـن نفسـك التوبـة
والإقـلاع وأنبـت إلـى الله سـبحانه فأنـت أحـرى برحمـة الله
وأحـرى بـأن يلطـف الله سـبحانه وتعالـى بـك ، وأن
يبلغـك فـوق مـا ترجـو وتأمـل مـن إحسـانه وبـره .
فنستقبل هذا الشهر الفضيل
بالتخلية قبل التحلية