عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-11, 01:11 AM   #11
أم عبادة الموحدة
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

تقوى الله ... من أهمّ الأسباب والوسائل المعينة على الثبات والحياة مع الله


من الأمور التي تثبت المرء المسلم عى دينه .. و توثق عرى المؤمن بربه هو التزام التقوى يقول الله تعالى عز من قائل عليم :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

و التقوى هو أن لا يراك الله حيث نهاك و أن لا يفقدك حيث أمرك

و لكن ما السبيل إلى التقوى ؟؟

1- المعاهدة :

و الكيفية : أن يخلو المؤمن بنفسه بينه و بين ربه و يقول : إنكِ يا نفس أعطيت العهد لله في الوقفات اليومية التي تقفين فيها بين يدي الله سبحانه و تالى و تناجيه بلسان عربي مبين .. (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ )


2- المراقبة : و هي استحضار عظمة الله سبحانه و تعالى في كل الأوقات و مراقبته جل و جلاله في السر و العلن ..

الكيفية : أن يراقب المؤمن نفسه قبل البدء بالعمل ، و في أثنائه : هل كان تحركه للعمل و الطاعة من أجل حظوظ النفس و ابتغاء الثناء و الذكر ؟ .. أم كان المحرك للنفس هو مرضاة الله ، و ابتغاء ثوابه ؟!! يقول الإمام الحسن البصري - رحمه الله - :(( رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى ، و إن كان لغيره تأخر ))

3- المحاسبة : أن يحاسب المؤمن نفسه بعد مضي العمل .

حقيقة المحاسبة .. أن ينظر المؤمن في رأس المال و في الربح و في الخسارة ، لتبين الزيادة من النقصان على عادة التجار ...

فرأس المال في هذا الدين و ما اشتمل عليه من أوامر و نواهٍ و تكاليف و أحكام .. و الربح .. فعل الطاعات و ترك المنهيات ..
و الخسارة ... ارتكاب الذنوب و المعاصي و الآثام ..

إذا حاسبت نفسك على الصغيرة و الكبيرة و عقدت العزم على أن تكون لك ساعة آخر النهار تخلو بها بينك و بين ربك لتنظر ماذا قدمت ليوم المعاد ؟!! فإنك بلا شك تخطو نحو التقوى و تسير في طريق الروحانية ، و تصل في نهاية المطاف إلى منازل المتقين الأبرار ..

4- المعاقبة : إن المؤمن إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيرا ، أو اقتراف ذنب ، فلا ينبغي أن يهملها .. فبالإهمال يسهل عليها مقارفة الذنوب ، و يعسر عليه فطامها عن المعاصي ، بل ينبغي أن يعاقب نفسه عقوبة مباحة كما يعاقب أهله و ولده ، و في ذلك زجر لها عن المخالفة ، و حمل على التقوى و أخذ بها نحو حياة فاضلة سليمة .. و مما يذكر الرواة : أن تميم الدراي - رضي الله عنهه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها لله فأصبح فألزم نفسه سنة لا ينام يتهجد فيها بالعبادة عقوبة لما صنع !!

5- المجاهدة :
المؤمن إذا أخلد بحكم الكسل و الإسترخاء و التثاقل إلى الأرض و أصبح لا يؤدي النوافل في حينها ولا الطاعات في أوقاتها ... فعليه أن يجاهد نفسه على أن يؤدي طاعة النافلة أكثر مما كان يؤديها من قبل قسرا و إلزاما .. و اندفاعا و حماسا ... حتى تصبح طاعاته في المستقبل عادة كريمة من عاداته ، و خلقا أصيلا من أخلاقه ..
لذلك يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في التقوى : فذلك التقوى ، حساسية في الضمير و شفافية في الشعور ، و خشية مستمرة و حذر دائم ، و توق لأشواك .. طريق الحياة.. الذي تتجاذبه الرغائب و الشهوات ، و أشواك المطامع ، و أشواك المخاوف و الهواجس و أشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك رجاء .. و الخوف الكاذب ممن لا يملك نفعا ولا ضرا و عشرات غيرها من الأشواك ... )

- الإنسان ما هو إلا قبضة من تراب تتكبر ، و قد نسيت أنه سيأتي من يكنسها !!!

و سميت النملة نملة لتنملها ، أي حركتها و قلة قرارها ، فلا تراها إلا و هي تمشي ليلا و نهارا صيفا و شتاء ربيعا و خريفا .. و إن وقفت في الطريق فإنما تشاور أختا لها على مواصلة الطريق أو أنها
وقعت على صيد جديد ..

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه .. إن الله لا يخلف الميعاد) .. آمين .. ربنا اغفر لنا و إسرافنا في أمرنا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين .. آمين

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ..




توقيع أم عبادة الموحدة
قال علي بن المديني : ودَّعتُ أحمد بن حنبل ، فقلت له : توصيني بشيء؟
قال : " نعم ، اجعل التقوى زادك، وانصب الآخرة أمامك" .

"طبقات الحنابلة 1/226"


التعديل الأخير تم بواسطة سنابل العلم ; 15-07-11 الساعة 01:03 PM
أم عبادة الموحدة غير متواجد حالياً