هل تقوم كما كان يقوم رسولك الكريم؟
هل تقوم بكل جوارحك وبحب وتستشعر مناجاة الله
* عـن عطـاء ، قـال :
دخـلت أنـا وعبيــد بـن عميـر علـى عائشـة ـ رضي الله عنها ـ فقالـت
لعبيـد بـن عميـر : قـد آن لـك أن تزورنـا ؟ ! فقـال : أقـول : يـا أمـه ،
كمـا قـال الأول : ( زرغَبًّـا تَـزدَد حبـًا )
قـال : فقالـت : دعونـا مـن رطانتكـم هـذه . قـال ابـن عميـر :
أخبرينـا بأعجـب شـيء رأيتـه مـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قـال فسـكتت ثـم قالـت : لمـا كـان ليلـة مـن مـن الليالـي قــال :
" يـا عائشـة ، ذرينـي أتعبـد الليلـة لربـي "
قلـت : " والله إنـي لأحـب قربـك ، وأحـب مـا سـرك ، قالـت : فقـام
وتطهـر ثـم قـام يصلـي ، قالـت :
فلـم يـزل يبـكي حتـى بـل حجـره ، قالـت : ثـم بكـى فلـم يـزل يبكـي حتـى
بـل لحيتـه ، قالـت : ثـم بكـى فلـم يـزل يبكـي حتـى بـل الأرض ،
فجـاء بـلال يؤذنـه بالصـلاة فلمـا رآه يبكـي قـال :
يـا رسـول الله ، لـم تبـكي وقـد غفـر الله لـك مـا تقـدم ومـا تأخـر ؟
قـال : " أفـلا أكـون عبـدًا شـكورًا ، لقــد نزلـت علـي الليلـة آيـة
ويــل لمـن قرأها ولـم يتفكـر فيهـا :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ }آل عمران190
رواه ابن حبان . وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في : الجامع الصحيح مما ليس في
الصحيحين / ج : 2 /( 4 ) ـ كتاب : الصلاة / ( 173 ) ـ باب : البكاء في
قيام الليل / ص : 174 ... هذا
هنا
*---- *
*قال البخاري في صحيحه
وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ،
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ ، قَالَ :
بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنْ اللَّيْلِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ إِذْ
جَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ فَقَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَسَكَتَ وَسَكَتَتْ
الْفَرَسُ ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ الْفَرَسُ فَانْصَرَفَ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا
فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا
فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
" اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ"
قَالَ فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا ،فَرَفَعْتُ
رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا
أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لَا أَرَاهَا .
قَالَ :"وَتَدْرِي مَا ذَاكَ؟ " قَالَ لَا . قَالَ:" تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ
وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ "
صحيح البخاري " متون " / ( 66 ) ـ كتاب : فضائل القرآن /( 15 ) ـ باب :
نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن / حديث رقم : 5018 / ص : 610
هنا
وقفات مع الحديث من فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قَوْله : ( اِقْرَأْ يَا اِبْن حُضَيْر )
أَيْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَسْتَمِرّ عَلَى قِرَاءَتك , وَلَيْسَ أَمْرًا لَهُ بِالْقِرَاءَةِ فِي حَالَة
التَّحْدِيث , وَكَأَنَّهُ اِسْتَحْضَرَ صُورَة الْحَال فَصَارَ كَأَنَّهُ حَاضِر عِنْده
لِمَا رَأَى مَا رَأَى , فَكَأَنَّهُ يَقُول :
اِسْتَمِرَّ عَلَى قِرَاءَتك لِتَسْتَمِرّ لَك الْبَرَكَة بِنُزُولِ الْمَلَائِكَة وَاسْتِمَاعهَا لِقِرَاءَتِك ,
وَفَهِمَ أُسَيْد ذَلِكَ فَأَجَابَ بِعُذْرِهِ فِي قَطْع الْقِرَاءَة ,
وَهُوَ قَوْله " خِفْت أَنْ تَطَأ يَحْيَى "
أَيْ خَشِيت إِنْ اسْتَمْرَيْتُ عَلَى الْقِرَاءَة أَنْ تَطَأ الْفَرَس وَلَدِي ,
وَدَلَّ سِيَاق الْحَدِيث عَلَى مُحَافَظَة أُسَيْد عَلَى خُشُوعه فِي صَلَاته لِأَنَّهُ
كَانَ يُمْكِنهُ أَوَّل , مَا جَالَتْ الْفَرَس أَنْ يَرْفَع رَأْسه , وَكَأَنَّهُ كَانَ بَلَغَهُ حَدِيث
النَّهْي عَنْ رَفْعِ الْمُصَلِّي رَأْسه إِلَى السَّمَاء فَلَمْ يَرْفَعهُ حَتَّى اِشْتَدَّ بِهِ الْخَطْب ,
وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون رَفَعَ رَأْسه بَعْد اِنْقِضَاء صَلَاته فَلِهَذَا تَمَادَى بِهِ
الْحَال ثَلَاث مَرَّات
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن أَبِي لَيْلَى الْمَذْكُورَة " اِقْرَأْ أَبَا عَتِيك " وَهِيَ كُنْيَة أُسَيْد
ا.هـ