عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-12, 10:30 PM   #5
سارة بنت محمد
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 09-05-2009
المشاركات: 663
سارة بنت محمد is on a distinguished road
افتراضي

لا جرم أنه قد جرى العرف على التقديم بأهمية العلم المطروح للمدارسة

ولا جرم أنني أهوى مخالفة ما اعتاده الناس!

فلن أتحدث عن أهمية علم الأسماء والصفات وأهمية معرفة أقسام الناس فيه...ولكني أتعهد بإذن الله أنه بعد عرض أقسام الناس ومذاهبهم في فهم صفات الله، سنعرف جيدا أهمية هذا العلم وتوغله في أكثر من محور ..وكذلك تأثيره على طريقة فهمنا وتفسيرنا ليس فقط للنصوص الشرعية بل كذلك واقعنا في الحياة اليومية!

فلكل متابع .....فكّر ودوّن...اقرأ بتمعن ..كل لفظ وكل حرف..
ثم صبرا! لا تسارع بالإضافة ..
سنجمع هذه الفوائد في نهاية المشاركات

وسنرى مدى أهمية هذا العلم الثمين ..

إذن فليتنح العصف الذهني جانبا!! إنه الآن "عصر" ذهني : ))

لنبدأ والله المستعان ...

اللهم إليك نبرأ من كل حول لنا وقوة ولجأنا إلى حولك وقوتك اللهم لا تخذلنا فإنه إن كان ثمّ خطأ فمنا ومن الشيطان، وما كان من فضل وصواب فمنك وحدك لا إله إلا أنت عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة بنت محمد

1-المثبتون للمعاني الظاهرة





إن المتصور لكل كلمة تقال أن يكون لها معنى وكيفية

فعندما تقول كلمة "برتقال" مثلا فالمتبادر للذهن أننا نتحدث عن فاكهة، فمعنى الكلمة أنها فاكهة لها طعم طيب ...لها رائحة طيبة...فذاك علم

وأما من لمس البرتقال ورآه فهو يستطيع وصف شكله ولونه ...وذاك رؤية

وأما من تذوق البرتقال فهو يعرف أن طعمه الطيب هو كذا وأن لونه هو كذا وأن شكله هو كذا...الخ وهذه هي الكيفية ...وتلك معاينة

فأما المقام الأول فهو يعتمد على معلومات بلغة مفهومة...وأما المقامين الثاني والثالث فلابد فيهما من استخدام حواس كالنظر واللمس.

إذن هي قاعدة عامة لكل لغات العالم وليست خاصة باللغة العربية

أن لكل لفظ مدلول يسمى المعنى ، ومدلول يسمى الكيف


فحديثنا الآن عمن أثبت المعاني في أسماء الله وصفاته ثم نقسمه إلى قسمين

1- قسم أثبت المعنى الظاهر الصحيح وأثبت كيفية وكّل علمها إلى الله

2- وقسم أثبت المعنى الظاهر وأثبت كيفية مثّلها بشيء من الموجودات أو صورها بشيء من التخيلات


وتفصيل ذلك يحتاج إلى شيء من التقديم...

فلا شك أن من له شيء من الاهتمام بعلم الأسماء والصفات يعرف جيدا أن القرآن لما نزل وتلقاه الصحابة بالإيمان لم تكن لديهم أي إشكالات في فهم أسماء الله تعالى وصفاته فهم عرب والقرآن عربي نزل بلغتهم خاطبهم بما يفهمون

إنما نشأ الاضطراب عندما اختلط العرب بالعجم وبدأ يتوافد على العرب وعلى الإسلام الفكر الفلسفي الموجود في الأديان الأخرى.

فبداية الأزمة لم تكن فقط متمثلة في "الجهم بن صفوان" الذي كان نكالا على الأمة في الكثير من مسائل العقيدة..بل يمكننا أن نقول أن أستاذه "الجعد بن درهم" ومن تلقى عنهم العلم كانوا لبنة أساسية في ظهور المشكلة على يد هذا الشقي الجهم بن صفوان

فيالها من سلسلة إسناد مظلمة ساقطة لم ينل من ينهل العلم عنها إلا ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا ...فما له من نور

نسأل الله تعالى أن ينور قلوبنا وبصائرنا بالإيمان به

ولأن كل تطرف لابد أن يقابل بمثله...نشأ عندنا صنف غالوا في نفي الصفات وصنف غالوا في إثبات الصفات...وهدى الله أهل السنة إلى الحق الذي عليه الصحابة ..وهو إثبات بلا تمثيل ولا تعطيل

يتبــــــــــــــــــع بإذن الله تفصيل ذلك


سارة بنت محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس