الموضوع: {غرامة تأخير~
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-12, 12:13 PM   #9
خلود أم يوسف
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

(4)الواجبات أكثر:
لا شك أن واجبات المرء تجاه نفسه وزوجه وولده وأقاربه وجيرانه وأمته تستغرق أوقاتا أكثر مما تسمح به ساعات اليوم،فإذا أضيف إلى ذلك طبيعة الحياة المادية اليوم التي تستلزم قضاء الساعات الطويلة في السعي على الرزق ضاقت الأوقات أكثر وأكثر مما جعل ثمنها أغلى وأثمن.
-دخل بعض إخوة عمر بن عبدالعزيزعليه وقد أعيته أعباء الخلافة ومصالح الأمة،فقالوا له:هوّن على نفسك،فقال لهم:فمن يعمل عني عمل هذا اليوم؟!قالوا: تعمله في غد،فقال:لقد أعياني عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع عليّ عمل يومين؟!

-اسمع كلام الأموات!!
وممن وعظنا بعد موته ونال أجر الإرشاد إلى الخير _بإذن الله_بعد ما بليت عظامه:المحدّث الرحّال أبو محمد جعفر بن محمد العباسيالمتوفى سنة 598 هجرية ،فقد أوصى أن يُكتب على قبره بعد موته :"حوائج لم تُقض،وأمال لم تُنل ،وأنفس ماتت بحسراتها"
بحروف بارزة}~
كم حققت من أهدافك اليوم؟!!

(5)قرب الرحيل:
حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الأخرة:يتمنى لو مُنح مهلة من الزمن ،ليصلح ما أفسد ،ويتدارك ما فات ولكن هيهات هيهات،
فقد انتهى زمن الإمهال وجاء وقت السؤال ،وذهبت السكرة وجاءت الصحوة ،وكلما عاش العبد هذه المشاعر قصر أمله وكان أحرص على اغتنام أوقاته ،ولذا أوصاك الشاعر:
اغتنم في الفراغ فضل الركوع *** فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقم *** ذهبت نفسه العزيزة فلته


أخي،،،ماانقضت ساعة من يومك إلا بقطعة من عمرك ونصيب من جسمك.
رأيتك في النقصان مُذ أنت في المهد ** تقرِّبك الساعات من ساعة اللحد .
وأمر لا تدري متى تلقاه,,أليس من الفطنة والذكاء الاستعداد له قبل أن يفجأك؟!
-جلس عمر بن عبدالعزيز يوما للناس فلما انتصف النهار ضجر وكلّ وملّ ،فقال للناس :مكانكم حتى أنصرف إليكم ،فدخل ليستريح ساعة ،فجاء ابنه عبد الملكفسأل عنه فقالوا دخل فاستأذن عليه فأذن له ،فلما دخل قال:يا أمير المؤمنين!!ماأدخلك؟قال أردت أن أستريح ساعة.قال: أوأمنت الموت أن يأتيك ورعيتك على بابك ينتظرونك وأنت محتجب عنهم؟!فقام عمر من ساعته وخرج إلى الناس!!

الشيء وظله}~
هناك ارتباط شرطي وتناسب طردي بين طول الأمل وسوء العمل ،لاحظه صحابي جليل من تربّى في مدرسة النبوة ،وهو عبدالله بن مسعودرضي الله عنه فقال:
"ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل"
فإذا رأيت مقصرا في عمله مفرطا في حق ربه ،فاستدل بذلك على أن ذكر الموت في قلبه مضمحل .
ويبلغ التفريط أعلاه حين يصل منسوب قصر الأمل إلى صفر.

لحظة يارب....!!
لحظة يارب..أرجع فيها إلى الدنيا ..أسجد لك سجدة..أركع فيها ركعة..أذرف الدمع على ما بدر مني من ذنب..أطلب منك العفو..أُقّبِّل قدم أم ٍّ عققتها ..أو يد أب عصيته...أفعل فيها الخير ..أنصر فيها الحق...
يارب...لحظة...من ملايين اللحظات التي طالما أضعتها في دنياي طاعة لشهوتي واتباعاً لهواي وخضوعاً للشيطان...
كم من ميت هذه أمنيته ...يتمناها وهو في النيران يتلوى وفي الحميم يغلي ...وأنت والله لا زلت إلى الآن في المهلة يا محظوظ ،فمتى تصحو!!

أخي،،،
أنت الآن في أمنية ناس كثيرين ..
فكم من الموتى يتمنى حياة ساعة ولا يجدون!!وأنت غارق في الساعات بل الأشهر والأعوام!!فمتى الإفاقة؟!!
هل فهمت الآن معنى قول ربك :
﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾سبأ54



توقيع خلود أم يوسف
ربِّ اغفر لي
خلود أم يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس