عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-12, 06:30 PM   #2
طالبة الرضوان
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي


البيت المسلم يقوم على احترام الجار وإكرام الجار ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ"، ويقول: "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ". قِالَوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "من لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ"، وسئل عن حق الجار فقال: "تنصره إذا استنصرك، وتعينه إذا استعانك، وتقرضه إذا استقرضك، وتعود عليه إذا استقر، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات" كل هذا من حقوق الجار، فالجار المسلم يرعى جيرانه باحترام وكف الأذى وبذل المعروف..

ومن مميزات البيت المسلم أنه بيت فيه يشيع الرفق والطمأنينة، فإن الرفق نعمة من الله وفي الحديث: "إذا أراد الله بأهل بيت خيراً، أدخل عليهم الرفق"، فكون الأب ذا رفقِ في تعامله مع أبناءه وبناته يعاملهم بالحسنى رفيقاً بهم، ناصحاً لهم، موجهاً لهم، يفرحون به إذا رأوه ويسترون به إذا جالسوه يجد منه النفس الطيبة والروح الطيبة والكلمات الحسنة والتوجيهات الطيبة، إن أخطؤوا أصلح أخطائهم، وإن استقاموا أيدهم على أخلاقهم الطيبة فهو يحب له الخير يأنسون به ويأنسون بجلوسه لأنهم يرون أن فيه الشفقة والحنان والرفق، ليس بذيء اللسان ولا سليط اللسان ولكنه مهذب القول كاف الشر باذل للمعروف فينشأ في هذا البيت فتيان وفتيات على أحسن الأخلاق وأتمها.

أيها المسلم، ومن مميزات البيت المسلم أنه بيت قائم على ذكر الله جلَّ وعلا وطاعته، فالأذكار حصن للبيت من كل سوء من شياطين الإنس والجن، ولهذا جاءت الآداب الشرعية لتحصين البيوت وحفظها من مكائد شياطين الإنس والجن، فشرع للمسلم أولاً أن يذكر الله عند دخول منزله فيقول: "بِاسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَباسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ" ويسم الله يقول الله جلَّ وعلا: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لأنس: "يا أنس إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك تكون بركة لك وعلى أهل بيتك"، ويسن له إن يذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ ففي الحديث: "أن المسلم إذا ذكر الله عند دخول منزله وعند طعامه قال الشيطان لجنوده: لا مبيت لكم اليوم ولا عشاء، فإن لم يذكر الله قال: أدركتم المبيت، فإن لم يذكر الله على طعامه ودخوله قال: أدركتم المبيت والعشاء"..

ومما يحفظ البيت من السوء والشر والبلاء أداء نوافل الصلوات فيه، فإن السنة للمسلم أن يصلي النوافل في البيوت، فالنوافل مستحبة فعلها في البيت أفضل ليقوى الإخلاص واليقين وليتأسى بك أهل بيتك فيعملون مثل أعمالك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ، إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ"، ويقول: "أيها الناس اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِى بُيُوتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا صلى أَحَدُكُمُ فِي المَسْجِدِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلاَتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ في ذلك خَيْرًا"، فأداء النوافل صلاة الضحى أو الوتر أو بعض النوافل في البيوت نعمة عظيمة تؤديها فتراك الزوجة ويراك الأبناء والبنات فيعملون مثل عملك فتكون داعية إلى الخير..

وممن يحفظها تلاوة القرآن فالنبي صلى الله عليه وسلم رغبا في ذلك فقال: "اقْرَؤُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وقال: إِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ولا تنالها البطلة" يعني السحرة، فكتاب الله وقرأته في البيت دائما يحصن البيت ويحفظه من مكائد الشياطين فاعمروها بالنوافل، واعمروها بتلاوة القرآن، أعمروها بالخير، ومثل البيت الذي يقرأ القرآن فيه والبيت الذي لا يقرأ القرآن فيه كمثل الحي والميت.

أيُّها المسلم، عندما يكون في البيت من يصلي النوافل ويقوم آخر الليل، ومن يذكر الله، ومن يتلو القرآن، ومن يصوم النوافل كل هذه الأعمال الصالحة تجعل البيت بيت سعادة وبيت خير وبيت تقى..

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد في أقوالنا وأعمالنا إنَّه على كل شيء قدير، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولٌ قولي هذا واستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.



توقيع طالبة الرضوان
سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر ..
طالبة الرضوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس