السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
حياك الرحمان أخيتي الحبيبة,
بداية,أسأل الله الكريم رب العرش العظيم,أن يفرج كربك,ويبدد همك,وييسر ويقدر لك الخير حيث كان ثم يرضك به.انه ولي ذلك والقادر عليه.آمين.
ثم أما بعد ,يا غالية,
الحياة جعلها الله على ما يبدو من نعيمها الزائل,دار امتحان, وابتلاء,وهموم,وعناء,يكابد الانسان منا على مر اوقاته,العديد من المشاكل,والعثرات,وأصنافا من الابتلاءات.فنحن نريد الحياة في هذه الدنيا بلا هذا ولا ذاك,وهذا من باب المحال,ذلك أن الله يقول{لقد خلقنا الانسان في كبد}لذلك حبيبتي كان من علامات صدق حب الله,الرضى بالمقدور,والصبر على الابتلاء,وأنت حبيبتي في امتحان أشد ما يكون على الزوجة أن تتعرض له,لكن يكفي أن أذكرك أن عظم الأجر مع عظم البلاء,وأن الصبر مفتاح الجنة.
حبيبتي الغالية,
من خلال عرضك للمشكل-وألتمس منك عذرا-لا حظت عليك بعض الملاحظات ,أرجو أن يتسع صدرك لها,منها,كلمة{جعلته}بدا لي من خلالها,وكأنك تتحدثين عن طفل لا يدرك ما يفعل وانت من يحدد ويوجه أفعاله,ومنها{جعلته يصلي,يطيل لحيته,....}لذلك أقترح عليك حبيبتي,أن تحاولي ان تطرحي على نفسك هذه الأسئلة,فلربما كان سبب المشكل,بين احداها,
-هل كان التزام زوجك بدافع رغبة منه؟لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الله أعلم
-هل كان بناء الأسرة والزواج,بدافع أن يعف نفسه,ويتقرب به الى الله؟
الدافع الزواج فقط لا غير
-هل سألت الله أن يهديه أولا,ثم يعينك انت ثانيا على أن تكوني السبب؟
دائما ولله الحمد والمنة والفضل
-الى من تنسبين التزامه؟الى جهدك الجهيد؟أم الى فضل من الله ورحمة؟
لله وحده عز وجل
-ما ذا فعلت حتى تشكري الله على نعمة استقامة زوجك؟
أسأل الله العفو والصفح نقطة جدا غفلت عنها ولم أرعى لها إنتباهي جزاك الله خيرا
-هل تداومين الالحاح في الدعاء سائلة الله أن يحفظ لك هذه النعمة من الزوال؟
لله الحمد والمنة
-لماذا فارق رفاق السوء عند الزواج؟ولما عاد الآن لمخالطتهم؟
للإنشغال باالأعمال لكل منهم وعاد لصحبة أخرى بسبب عمله أنتقل الى فرع آخر في نفس المدينة
-هذه الأجهزة ألم تكن معه قبل الزواج ؟ألم يكن في استطاعته أن يستعملها قبل انتقاله؟فلما الآن؟
هي هذه المشكلة أجهزة الهاتف الذكي توفرت وسائل االإتصال في كل مكان
-هل التزامه كان ندما على ما فات؟أم ارضاءا لرغبات زوجته وتلافيا للمشاكل؟
الله أعلم
-هل مكسبه طيب حلال؟أم عمله مشبوه؟
الحمدلله أحسبه حلالا
-وهل انت انتقلت حيث انتقل هو؟أم أن رفقاء السوء انفردوا به؟
اللقاء في العمل ومحدود به ولله الحمد بالعكس لا سهر ولا غيره ولله الحمد بعض االأحايين تكون خرجات الى إستراحات قليلة حبيبتي الغالية,
كان مما ذكرت انك تتجملين ولا تهملين مظهرك,وهذا مما ينبغي للزوجة الاهتمام به فمن علامات يمن الزوجة أن تسر زوجها اذا نظر اليها,لكن هل الزينة الخارجية,هي ما يحقق لنا السعادة ببيوتنا؟أكيد تتفقين معي انه لا,اذن كيف ؟
أخيتي اليك بعض النصائح من أخت محبة,أرجو أن تعينك ولو بالقليل,على تجاوز ما انت فيه,
-الالحاح في الدعاء وطلب العون من الله,لا يجب ان تمليه,
-الدعاء له بظهر الغيب,والصلاة في جوف الليل,سهام لا تخطئ أبدا بمشيئة الله,
-مقابلة الأذى بالاحسان,وعدم انتظار الجزاء,فادفعي بالتي هي أحسن,يصبح الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم,فكيف ان كان زوجك؟
-الالمام بحاجيات الزوج في كل الجوانب ضرووري,جدا,ومن علامات الزوجة الذكية,
-الكلمة الطيبة,والاسلوب الجميل في الحوار ,وخفض الصوت,واللين,والهدوء تبلغك مرادك{ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}
-الندية في المعاملة,وكثرة الجدال,والحدة في الكلام,ورفع الصوت أسلحة من الشيطان,فلا تكوني عوانا له عليكما,
-أريه أنك معه وان ضل وزل,وانك سكنه,ومستقره الذي يأوي اليه,
-لا تتوقفي عن ارشاده والأخذ بيده,فمن هذا الذي ما ساء قط,ومن له الحسنى فقط؟
-تذكري أن له أيادي عليك بيضاء,فلا تتنكري لحسن صنيعه معك,
-ارحميه,ومن رحمتك به,الا تدعيه صيدا سهلا لقرناء السوء,وهواه,والشيطان,
-لا تنسي أن الله ما أنزل داء الا وأنزل له دواء,فابحثي له عن دواء يناسبه,
-كوني كالنبتة,تمتص هواءنا الفاسد,وتنشر لنا هواءا نقيا نستعين به على الحياة,
-تذكري ان له والدين,ودعوة الوالد مستجابة,
فعلا هو له والده ووحيدها الذي يقوم بخدمتها ورعايتها أسأل الله أن يحفظه لها ولأولاده ولي ويهديه
وفي الأخير,همسة,في أذنك,

عند المحن يظهر صدق الادعاء,فان كنت حريصة عليه,فلا تدعي الشيطان يرفع علم الفوز فوق شرفات بيتك,ولا حفنة من الضلال الجهال تتخطفه من بين يديك.

حبيبتي,عذرا على الاطالة,وآسفة ان أكثرت اللوم والعتاب,لكن الله يشهد,أنه من باب {رحم الله عبدا أهدى الينا عيوبنا}وأنه نابع من حب في الله صادق,وحرص على سلامة بيت أختي الغالية.
أسأل الله أن يعجل لك بالفرج,مع أصدق دعواتي لك بالتوفيق يا أخيه.
من أختك المحبة بشرى
