(2)
أعرفُ أختاً تقدَّمَ لها (طالبُ علمٍ نحسبهُ عندَ الله من أهلِ الخير والصّلاح)! ولكنّهُ يسكنُ في إحدى المخيّمات الفقيرة!!
والمخيّمات عندنا معروفٌ عن جلِّها أو كلِّها -إن صحَّ ظنّي- أنّ حالَها يُرثى له!
أتى هذا الشابُّ طالباً يدَ تلكَ الفتاة ؛ فما كانَ من أمِّها إلّا أن رفضت هذا الشابّ وبشدّة ، واعترضت على تزويجِ ابنتها منه ؛ لكونه يسكنُ مُخيّماً!
تقلّبت الأيّامُ على الأيّام والشّهورُ على الشّهور ؛ إلى أن تقدّمَ لتيكَ الفتاة شابٌّ ثريٌّ غنيّ ؛ يسكنُ في حيٍّ ومدينةٍ راقية!
وافقت والدةُ الفتاة على هذا الشاب!!
ولكنّ هذا الشّاب مع الوقت ، لم يُطِق العيشَ مع هذه الفتاة ؛ لكثرةِ تدخُّلِ أمِّها في حياتها الخاصّة!
حينَها : فارقَها فراقاً لا رجعةَ بعدَه!
في هذه الأثناء : تزوّجَ ذاكَ الشّابُّ (رثُّ المسكن)!! وحصلَ على الدّكتوراه! وسافرَ هو وزوجته إلى بلادِ الحرمين ؛ مقيماً هناك ومدرِّساً في إحدى جامعاتِها!
بينا هذه البنتُ المسكينة عادت لأمِّها الحنون! يتقاسمانِ كأسَ النّدامةِ (معاً) ليلَ نهار!
//
//
فهلّا تجرُّداً من اللهثِ وراءِ هذه الدُّنيا وزبائلِها!؟
هلّا انصرافاً عن الانخداعِ بالمظهر ، وتأمُّلاً عادلاً في الجوهر!