الموضوع: موقف يحوي وقفة!
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-12, 06:28 AM   #8
أم العثيمين السلفية
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 18-05-2009
المشاركات: 31
أم العثيمين السلفية is on a distinguished road
افتراضي

(6)
كنتُ في خضمِّ أعمالي ومشاغلي ، وبينا أنا كذاك إذ خطرتْ ببالي شاردةٌ ، لم يسبق لي أن أتنبّهَ لمثلها!

هممتُ أن أتّجهَ إلى (كُنّاشي) لتدوينِها ، إلا أنّي قلت: أرجئ كتابتَها لوقتٍ لاحق!
حتّى أتتني شاردةٌ أخرى أثقلَ من الأولى!
وقد شعرتُ بثقلٍ في عقلي حينَ نزلتْ على عقلي

إلّا أنّني وبعدَ عدّةِ مُحاورات ومشاورات بيني وبينَ نفسي ؛ قلتُ : أكتبْها معَ أختِها!
وأخذتُ أردّدها هيَ وأختها ؛ لأنقشهما في رأسي ، لحين أصل إلى (الكُنّاش)!

استغرقتُ في عملي .. ثمّ ذهبتُ في زيارةٍ ، وهناك لمّا أن صلّيتُ العشاء ، وإذ بي تردُني شاردة!

حينها تذكّرتُ شأنَ (الشّوارد) ، التي انقدحت في رأسي ظُهرَ اليوم!

بدأتُ أحكُّ رأسي ؛ لأسترجعَ الأولى معَ أختِها! إلا أنّ رأسي كادَ يتفطَّرُ لشدّةِ حكّي ، وما أدركتُ شيئاً منهما!

حينها وبعدَ استسلامٍ تامٍّ منّي ، أردتُ العودَ للشّاردة التي ذكّرَتْني بالأُختين!
ففوجئتُ بكونِها قد ولّت من غيرِ رجعةٍ ، لاحقةً بأخواتِها!

حينها أطرقتُ حسيرةً كسيرة ، وعزمتُ أن أُكبّرَ لسُنّة العشاء!

وما إن بدأتُ الصّلاة ؛ وإذ بإبليسَ ينخرُ مخّي نخراً شديداً ، يلوِّحُ لي (بعرضٍ خاصٍّ) مفادُه أنّي إن شردتُ بذهني؛ سأستعيدُ شواردي التي ضاعت! : )

لكّنني لم ألتفت إلى عروضِه ، عناداً له- مع شدّة رغبتي باستعادة الفوائد-!

وازددْتُ إحاطةً أنّها فرصةٌ من فرصهِ -أخزاهُ الله ، يريدُ أن يكونَ الظّافرَ فيها ؛ فما زادني ذاكَ إلّا عناداً واستغناءاً عن الشّواردِ الثّمينة!

وتذكّرتُ حينَ ذاك قولَ الإمامِ أبي حنيفة حينَ جاءهُ أحدهم مُخبراً عن عدمِ تمكّنه من معرفةِ مكانِ (كنزه) إلّا حينَ أخذَ بمشورته بـ(الصّلاةِ إلى الصُّبح)!
قال لهُ أبو حنيفة: "لأني علمتُ أنَّ الشيطانَ لن يتركَكَ تُصلِّي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك"!

//
//

فهلّا اعتناءاً بالفوائدِ والشّواردِ وتعجيلاً بتقييدِها دونما تسويف

هلّا عِناداً لأبليسَ ؛ ينكسُ رأسَهُ في الثّرى ، ويدفن قرونَه الطّويلةَ تحتَ الأقدام
أم العثيمين السلفية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس