عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-12, 04:47 PM   #22
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي

الاستشارات الخاصة
وسنقسمها قسمين:
1- الأسئلة المحرجة المشروعة
2- الأفعال غير المشروعة: كالعشق المحرم، ارتياد المواقع الإباحية، العلاقات المحرمة...الخ

ونبدأ بالقسم الأول:
(59)
تعلم الأحكام الشرعية التي نحتاجها يوميا
وهو أمر لا يخص المستشارين فحسب بل لابد من نشر هذا العلم
فأحكام الحيض والنفاس والعلاقة الزوجية وأسباب الغسل ونواقض الوضوء وفقه الطهارة بالكامل هو مما ينبني عليه صحة الصلاة التي هي ركن الإسلام وعموده.
فإن كان فقه هذا الباب مهم للجميع فهو لمن يتصدر للاستشارات أهم.

(60)
الرد على هذه الأسئلة ليس مثار سخرية ولا تنقص من السائل ولا تندر عليه، ولا يبنغي أن يتخذ كوسيلة للضحك واللعب
ولا هو سبب للحرج
ففي رواية البخاري : أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض . فأمرها كيف تغتسل ، قال : خذي فرصة من مسك فتطهري بها .


قالت : كيف أتطهر ؟

قال : تطهري بها

قالت : كيف ؟

قال : سبحان الله ، تطهري .

فاجتبذتها إلي ، فقلت : تتبعي بها أثر الدم .
وفي رواي مسلم قالت: "نعم النساء نساء الأنصار ! لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "

ولعل هذا الحديث يؤكد أهمية أن يكون المستشار من جنس المستشير.

(61)
الإجابة لابد أن تكون مفصلة بقدر الحاجة ويؤكد على حسن فهم السائل للإجابة
وهذا وإن كان عاما في جميع الأسئلة لكن حاجته ها هنا أشد

(62)
إجابة رزينة هادئة بنبرة طبيعية
يزاد فيها ما يحتاج إليه السائل دون أن يطرحه ..فلعله لم يطرحه حياء
وأتذكر قول إحدى الأخوات تمدح الأستاذة نبيلة زوج الشيخ عمرو عبد اللطيف تقول: "سألت عن حكم الإفرازات داعيات كثيرات، وكن يتهربن من الإجابة وكنت أحاول صياغة السؤال بأساليب مختلفة لعلي أظفر بإجابة
فجئت إليها وسألتها حديث الماء من الماء؟
فأجابتني إجابة مفصلة واضحة وزادت على السؤال وكأنها عرفت ما أسأل عنه دون أن أفصح، وكان صوتها طبيعيا جدا وتتحدث في المسألة بأسلوب علمي بحت، مما أزال حرجي فسألت حتى شفيت جهلي." اهـ

(63)
يراعى استخدام الألفاظ الشرعية فهي غير خادشة للحياء




القسم الثاني:
(64)
أول شيء لابد من تكرار التنبيه عليه هو ربط المدعو بالاستعانة بالله وحسن الافتقار إليه، وأن يكرر الدعاء ألا يكله الله إلى نفسه طرفة عين
فالبعض قد يحاول دعم ثقته بنفسه بزعم أن هذا الشخص بعد أن وقع في هذا الجرم سيكون بحاجة لدعم الثقة بالنفس والشعور أنه قادر على ترك هذه الأفعال المشينة
في الواقع هذا هو أقصر طريق للفشل!

(65)
لابد أن يكون المستشار عالما بحكم ما يتحدث عنه من الناحية الشرعية
فإن لم يكن فلا يخض في الأحكام الشرعية دون علم، والأفضل تعلم ذلك لمن لا يعلم.

(66)
لابد من معرفة المضار البدنية والنفسية والمجتمعية المتعلقة بكل فعل وتوضيحها بأسلوب لائق
وأفضل الأساليب هو الحوار بحيث ينطق بها المستشير بنفسه ويستنبطها بنفسه فيكون وقعها عليه أشد

(67)
لا نصل بحد الرجاء إلى التمنى
ولا نصل بالتشنيع إلى القنوط واليأس
فنحن بحاجة إلى بيان شناعة كل "فعل" وحكم الشرع فيه ومضاره، مع التذكير بباب التوبة والرجاء المفتوح "للفاعل"

(68)
إخراج صاحب المشكلة من العوالم الافتراضية
من خيال وانترنت ....الخ
ودفعه إلى الدور والمساجد والمساهمة والمشاركة في الأعمال الخيرية العملية وليس مجرد دفع المال.

(69)
حثه على بذل جهد عضلي يومي مناسب يساعد على الخروج من العوالم الافتراضية لا سيما الخيال
بحيث لا يدخل فراشه ليلا إلا وهو نائم فعليا

(70)
مساعدته على اختيار الصحبة الصالحة، والبعد عن الصحبة السيئة التي تعرقل طريق التوبة
ولنا في حديث قاتل المئة أسوة حسنة

(71)
التنبيه على التدرج وهذا خاص بالمستشار فلا يدفعه دفعة شديدة متحمسة ثم يفتر سريعا
لأن الغالب على الحالات أن يحدث فيها انتكاسات
فلابد للمستشار أن يعي ذلك جيدا ولا يحاول اللعب على أوتار العاطفة فحسب فيكون الشخص معه متحمسا ثم يفتر بعد الحديث. فيسبب له إحباط شديد.

(72)
التوطئة لمنع الانتكاس لا تكون بالتنبيه على المستشير أنه سينتكس...هذا يسبب إحباط
ولكن يكون بغرس مستمر للمراقبة والمحاسبة والخوف من الله تعالى في نفس المستشير
مع دعم الرجاء
في لحظات معينة قد نحتاج إلى رواية أحاديث المرتد في توبته مع شرحه ولكن لا ننصح بالبدء في ذلك قبل حدوث الانتكاس الفعلي.

إن إثارة حب الله في القلوب، والشوق إلى لقائه والكلام على الجنة من الأمور التي تعلي الهمم وتعين على عدم الانتكاس
كذلك قصص التائبين وحسن خاتمتهم، والأمل في أن التائب قد يكون حاله أفضل منه قبل التوبة.

(73)
غير مسموح بالاستفاضة في تفاصيل الأحداث مما لا يعين على المساعدة
فهذا لا يزيد عن كونه تهييج للمستشير وتذكير للمعصية ومباهاة بها وهو من قبيل المجاهرة ولا شك
كذلك فهذا يقربها ويسهلها ويجعلها مألوفة عادية مما يسرع عملية الانتكاس
وهو يضر أيضا المستشار ضررا بالغا في دينه.

(74)
لابد أن يكون للمستشار نظرة ثاقبة يستعين فيها بربه، وينظر هل المستشار بحاجة إلى عطف أو توبيخ؟ رجاء أم تخويف؟
وليكن هذا بعيدا كل البعد عن الهوى والنظرة الشخصية والغضب أو الشفقة الصادرة تلقائيا من المستشار.
وفي الاستشارات المكتوبة يكون من السهل أن يقرأ المستشار المشكلة عدة مرات ثم إن وجد في نفسه إنفعال من غضب أو شفقة يتركها قليلا ثم يعاود القراءة أو الرد.

(75)
عند معرفة أن الانتكاس قد تكرر أكثر من مرة لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الانتكاس ودراستها ووضع اليد على نقاط الضعف وترميمها
إذا لم يكن في المقدرة فعل ذلك، فيعلم صاحب المشكلة كيف يضع يده بصدق على هذه الأسباب ويرممها إن كان يريد فعلا الخروج من المشكلة.
أما إن كان السبب هو أن المستشير لا يريد الخروج من مشكلته.. فلا يلومن إلا نفسه.. ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.

(76)
كثيرا ما يقع أصحاب هذه الاستشارات في الكذب لمداراة حجم المشكلة، إن كان التعامل لا يضره ذلك والعلاج يسير بسلاسة فلا بأس وقد ذكرنا هذا سابقا... لا تريق ماء وجهه
لكن في حالة تكرر الانتكاس فلابد من معرفة الأبعاد المتعلقة بالمشكلة بصورة أدق ومن المهم عندها دعم وتأكيد أن المستشار غرضه المساعدة وأنه لا يمكن أن يحتقره أو يفضحه، وأن المستشير ليس بحاجة أن يرتدي أمامه أقنعة تظهره بمظهر جيد لأن هذا لا يساعد كليهما على الوصول للحل.

(77)
في هذا المجال لابد أن يعرف أن هذا الحديث عمدة في المسألة:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." متفق عليه
فلا ينبغي أن يقع المستشار في زلة الحديث عن أن الشهوات أمر دنيء أو أن الذي لديه شهوة هو شيطان مما هو أقرب لدين النصارى منه إلى الإسلام
الإسلام راعى الشهوة وجعلها مقننة وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع هذه الأمور بأسلوب واقعي
فمن التشريع للزواج بأكثر من امرأة
إلى تشريع الطلاق وإمكانية التزوج مرة أخرى بشخص آخر
إلى الصيام لمن لم يستطع
إلى حيوية هذا الدين بحيث يظل الشباب دائما نساء ورجال في همة وجهد للعمل على رفعة هذا الدين مما يهذب الشهوات

يتبع بـــ مطالعة كتب علم النفس ودورات التنمية



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس