عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-12, 04:48 PM   #7
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

حياكن الله أخواتي الحبيبات


فائدة

سورة الفاتحة تضمنت كمال الإنسان وسعادته




للإنسان قوتان: قوة علمية نظرية, وقوة عملية إرادية.
وسعادته التامة موقوفة على استكمال قوتيه العلمية والإرادية .

واستكمال القوة العلمية إنما يكون بمعرفة فاطره وبارئه ومعرفة أسمائه وصفاته ومعرفة الطريق التي توصل إليه ومعرفة آفاتها ومعرفة نفسه ومعرفة عيوبها. فبهذه المعارف الخمسة يحصل كمال قوته العلمية. وأعلم الناس أعرفهم بها وأفقههم فيها.

واستكمال القوة العملية الإرادية لا تحصل إلا بمراعاة حقوقه سبحانه على العبد, والقيام بها إخلاصا وصدقا ونصحا وإحسانا ومتابعة وشهودا لمنّته عليه, وتقصيره هو في أداء حقّه.
فهو مستحيي من مواجهته بتلك الخدمة لعلمه أنها دون ما يستحقّه عليه ودون ذلك. وأنه لا سبيل له إلى استكمال هاتين القوتين إلا بمعونته. فهو مضطر إلى أن يهديه الصراط المستقيم الذي هدى إليه أولياءه وخاصّته, وأن يجنّبه الخروج عن ذلك الصراط, إما بفساد في قوته العلمية فيقع في الضلال, وإما بفساد في قوّته العملية فيوجب له الغضب.
فكمال الإنسان وسعادته لا تتم إلا بمجموع هذه الأمور, وقد تضمنّتها سورة الفاتحة وانتظمتها أكمل انتظام.

فإن قوله تعالى :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }الفاتحة(2-4) , يتضمّن الأصل الأوّل وهو معرفة الرب تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.
والأسماء المذكورة في هذه السورة هي أصول الأسماء الحسنى, وهي اسم ( الله والرب والرحمن). فاسم (الله) متضمّن لصفات الألوهيّة, واسم (الرب) متضمّن لصفات الربوبية, واسم (الرحمن) متضمن لصفات الإحسان والجود والبر. ومعاني أسمائه تدور على هذا.

وقوله :{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } الفاتحة5, يتضمّن معرفة الطريق الموصلة إليه, وأنها ليست إلا عبادته وحده بما يحبّه ويرضاه, واستعانته على عبادته.

وقوله :{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }الفاتحة 6, يتضمّن بيان أن العبد لا سبيل له إلى سعادته إلا باستقامته على الصراط المستقيم, وأنه لا سبيل له إلى الاستقامة إلا بهداية ربه له كما لا سبيل له إلى عبادته إلا بمعونته ، فلا سبيل له إلى الاستقامة على الصراط إلا بهدايته .

وقوله :{ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } الفاتحة7, يتضمّن بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم, وأن الانحراف إلى أحد الطرفين انحراف إلى الضلال الذي هو فساد العلم والاعتقاد, والانحراف إلى الطرف الآخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل .


فأوّل السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة.
وحظ العبد من النعمة على قدر حظّه من الهداية, وحظّه منها على قدر حظّه من الرحمة, فعاد الأمر كلّه إلى نعمته ورحمته.والنعمة والرحمة من لوازم ربوبيّته, فلا يكون إلا رحيما منعما وذلك من موجبات الهيّته, فهو الإله الحق, وإن جحده الجاحدون وعدل به المشركون.


فمن تحقّق بمعاني الفاتحة علما ومعرفة وعملا وحالا فقد فاز من كماله بأوفر نصيب, وصارت عبوديّته عبوديّة الخاصّة الذين ارتفعت درجتهم عن عوام المتعبّدين, والله المستعان.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس