02-07-12, 05:33 PM
|
#14
|
|تواصي بالحق والصبر| مسؤولة الأقسـام العامة
|
تفسير قوله صلى الله عليه وسلم " إتقوا الله وأجملوا في الطلب "
جمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". بين مصالح الدنيا والآخرة, ونعيمها ولذاتها إنما يُنال بتقوى الله .
وراحة القلب والبدن , وترك الاهتمام والحرص الشديد والتعب والعناد والكد والشقاء في طلب الدنيا, إنما ينال بالإجمال في الطلب,
فمن اتقى الله فاز بلذة الآخرة ونعيمها, ومن أجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها,
فالله المستعان .
قد نادت الدنيا على نفسها *** لو كان في ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكتـه *** وجـامع فرقت مـا يجــمع

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } العنكبوت 69.
علق سبحانه الهداية بالجهاد, فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا,
وأفرض الجهاد جهاد النفس, وجهاد الهوى, وجهاد الشيطان, وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته, ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد : والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص, ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا, فمن نُصر عليها نُصر على عدوه, ومن نُصرت عليه نُصر عليه عدوه
العداوة بين الشيطان والملك والعقل والهوى والنفس والقلب
ألقى الله سبحانه العداوة بين الشيطان وبين الملك, والعداوة بين الهوى وبين العقل, والعداوة بين النفس الأمارة وبين القلب .
وابتلى العبد بذلك وجمع له بين هؤلاء, وأمد كل حزب بجنود وأعوان, فلا تزال الحرب سجالا ودولا بين الفريقين, إلى أن يستولي أحدهما على الآخر, ويكون الآخر مقهورا معه.
فإذا كان الفوز للقلب والعقل والملك فهنالك السرور والنعيم واللذة والبهجة والفرح قرة العين وطيب الحياة وانشراح الصدر والفوز بالغنائم .
وإذا كان الفوز للنفس والهوى والشيطان فهنالك الغموم والهموم والأحزان وأنواع المكاره وضيق الصدر وحبس الملك.
|
|
|