عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-07, 05:30 PM   #2
دوحة القرآن
~نشيطة~
افتراضي

باب إثبات أن في القرآن منسوخا:

انعقد إجماع العلماء على هذا إلا أنه قد شذ من لا يلتفت إليه فحكى أبو جعفر النحاس أن قوما قالوا ليس في القرآن ناسخ ولا منسوخ وهؤلاء قوم لا يقرون لأنهم خالفوا نص الكتاب وإجماع الأمة قال الله عز وجل: " ما ننسخ من آية أو ننسها "
وأخبرنا المبارك بن علي قال أخبرنا أحمد بن قريش قال أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق قال بنا عبد الله بن داود وقال حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم عن أبيه عن نشهل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: " يمحو الله ما يشاء ويثبت ".

قال في الناسخ والمنسوخ قال ابن داود وحدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : " يمحو الله ما يشاء ويثبت " ويقول يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله وما يبدل وما يثبت وكل ذلك في كتاب.

قال ابن أبي داود وحدثنا يونس بن حبيب قال حدثنا أبي داود وقال حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال ينسخ الآية بالآية فترفع وعنده أم الكتاب أصل الكتاب.

قال وحدثنا علي بن حرب ومصعب بن محمد ويعقوب بن سفيان قالوا حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب في قوله عز وجل " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال نزلت في الناسخ والمنسوخ قال وحدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا كثير بن يحيى قال حدثنا أبي قال بنا يونس بن عبيد وهشام ابن حسان جميعا عن محمد بن سيرين " يمحو الله ما يشاء ويثبت " يرفعه ويثبت ما يشاء ، فيدعه مقرا له

قال وحدثنا موسى بن هرون قال حدثنا الحسين قال ثنا شيبان عن قتادة : " منه آيات محكمات " قال المحكمات الناسخ الذي يعمل به قال وحدثنا محمد بن معمر قال ثنا روح قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان عن عامر ابن الفرات عن أسباط عن السدي " يمحو الله ما يشاء ويثبت " ما يشاء من المنسوخ ويثبت من الناسخ قال وحدثنا " منه آيات محكمات " قال لم تنسخ ورواه سفيان عن سلمة عن الضحاك قال المحكمات الناسخ.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد قال أخبرنا إسحاق بن أحمد الكاذي قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل رضي الله عنه قال حدثني أبي قال حدثنا وكيع عن سلمة بن نبيط عن الصحابة قال المتشابه ما قد نسخ والمحكمات ما لم ينسخ.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي أعلمنا بالمنسوخ





شروط النسخ:
الشروط المعتبرة في ثبوت النسخ خمسة:
الشرط الأول أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متناقضا بحيث لا يمكن العمل بهما جميعا فإن كان ممكنا لم يكن أحدهما ناسخا للآخر وذلك قد يكون على وجهين:
الوجه الأول أن يكون أحد الحكمين متناولا لما تناوله الثاني بدليل العموم والآخر متناولا لما تناوله الأول بدليل الخصوص فالدليل الخاص لا يوجب نسخ دليل العموم بل يبين أنه إنما تناوله التخصيص لم يدخل تحت دليل العموم.

والوجه الثاني أن يكون كل واحد من الحكمين ثابتا في حال غير الحاله التي ثبت فيها الحكم الآخر مثل تحريم المطلقة ثلاثا فإنها محرمة على مطلقها في حال وهي ما دامت خالية عن زوج وإصابة فإذا أصابها زوج ثان ارتفعت الحالة الأولى وانقضت بارتفاعها مدة التحريم فشرعت في حالة آخرى حصل فيها حكم الإباحة للزوج المطلق ثلاثا فلا يكون هذا ناسخا لاختلاف حالة التحريم والتحليل.

والشرط الثاني أن يكون الحكم المنسوخ ثابتا قبل ثبوت حكم الناسخ فذلك يقع بطريقتين:
أحدهما من جهة النطق كقوله تعالى : " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " .
وقوله : " فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن " .
ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها".
والثاني أن يعلم بطريق التاريخ وهو أن ينقل بالرواية بإن يكون الحكم الأول ثبوته متقدما على الآخر فمتى ورد الحكمان مختلفين على وجه لا يمكن العمل بأحدهما إلا بترك الآخر ولم يثبت تقديم أحدهما على صاحبه بأحد الطريقين امتنع ادعاء النسخ في أحدهما .

والشرط الثالث أن يكون الحكم المنسوخ مشروعا أعني أنه ثبت بخطاب الشرع فأما إن كان ثابتا بالعادة والتعارف لم يكن رافعه ناسخا بل يكون ابتداء شرع وهذا شيء ذكر عند المفسرين فإنهم قالوا كان الطلاق في الجاهلية لا إلى غاية فنسخه قوله : " الطلاق مرتان " . وهذا لا يصدر ممن يفقه لأن الفقيه يفهم أن هذا ابتداء شرع لا نسخ.

والشرط الرابع أن يكون ثبوث الحكم الناسخ مشروعا كثبوت المنسوخ فأما ما ليس بمشروع بطريق النقل فلا يجوز أن يكون ناسخا للمنقول ولهذا إذا ثبت حكم منقول لم يجز نسخه بإجماع ولا بقياس.

والشرط الخامس أن يكون الطريق الذي ثبت به الناسخ مثل الطريق الذي ثبت به المنسوخ أو أقوى منه فأما إن كان دونه فلا يجوز ان يكون الأضعف ناسخا للأقوى.






والنسخ يندرج تحت 3 أنواع حسبما فسرها العلماء... وهي:

1. ما نسخ خطه وحكمه. ومثله:
ما روى عن أنس بن مالك أنه قال كنا نقرأ على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سورة نعدلها بسورة التوبة ما أحفظ منها غير أية واحدة وهي " لو أن لأبن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله علي من تاب " وروي عن عبد الله بن مسعود قال أقرأني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي فلما كان الليل رجعت الي مضجعي فلم أرجع منها الى شيء فغدوت الى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة .


2. ما نسخ حكمه وبقي خطه :
وهو في ثلاث وستين سورة مثل الصلاة الى بيت المقدس والصيام الأول والصفح عن المشركين والاعراض عن الجاهلين قال الشيخ أبو القاسم هبة الله : فأول ما يبدأ به من ذلك تسمية السور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ وهي ثلاث وأربعون سورة والله أعلم أولها أم الكتاب ثم سورة يوسف ثم يس ثم الحجرات ثم سورة الرحمن ثم سورة الحديد ثم الصف ثم الجمعة ثم التحريم ثم الملك ثم الحاقة ثم نوح ثم الجن ثم المرسلات ثم النبأ ثم النازعات ثم الانفطار ثم المطففين ثم الأنشقاق ثم البروج ثم الفجر ثم البلد ثم الشمس وضحاها ثم والليل ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم القلم ثم القدر ثم الانفكاك ثم الزلزلة ثم العاديات ثم القارعة ثم التكاثر ثم الهمزة ثم الفيل ثم قريش ثم أرأيت الذي ثم الكوثر ثم النصر ثم تبت ثم الإخلاص ثم الفلق ثم الناس # فهذه ثلاثة وأربعون سورة لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ منها سور ليس فيها أمر ولا نهي ومنها سور فيها نهي وليس فيها أمر ومنها سور فيها أمر وليس فيها نهي.



3. ما نسخ خطه وبقي حكمه. ومثله :ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا ترغبوا عن آبائكم فان ذلك كفر بكم الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم"

أخبرنا المبارك بن علي قال أخبرنا أبو العباس بن قريش قال أخبرنا أبو إسحاق البرمكي قال أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق قال حدثنا ابن أبي داود قال حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قال أيها الناس قد سننت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتكم على الواضحة أن لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا وآية الرجم لا تضلوا عنها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا وأنها قد أنزلت وقرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها البتة ولولا أن يقال زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي


قال وحدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال حدثني ابن أبي حميد قال أخبرتني حميدة قال أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها فكان في مصحفها إن الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون الصفوف الأولى




أريد أن أنوه في نهاية المقال حول النقطة الثالثة من المنسوخ ... هناك الكثير من دكاترة ومتخصصين في علم التفسير ينفون وجود ما نسخت تلاوته وبقيت أحكامه رغم أن هذا الحديث قد ورد صحيحا في الصحيحن وفي صحيح ابن خزيمة وفي سنن ابي داوود وفي كتب التفسير الثمانية المشهورة كالسعدي رحمه الله والبغوي وأضواء البيان والدر المنثور وابن كثير والجلالين والقرطبي والطبري وفتح القدير ...

وأما عن كتب الحديث فقد وردت في :

عن أبي بن كعب أنه سأل عن سورة الأحزاب قال فقال نعدها ثلاثا وسبعين آية فقال أبي فواللذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن كانت لتوازي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة وإن كان فيها لآية الرجم قال قلت وما آية الرجم يا أبا المنذر قال الشيخ والشيخة فارجموهما البتة
الراوي: زر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/873


لما صدر عمر بن الخطاب من منى ، أناخ بالأبطح ، ثم كوم كومة بطحاء ، ثم طرح عليها رداءه واستلقى ، ثم مد يديه إلى السماء فقال : اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط ، ثم قدم المدينة فخطب الناس ، فقال : أيها الناس قد سنت لكم السنن ، وفرضت لكم الفرائض ، وتركتم على الواضحة ، إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا ، وضرب بإحدى يديه على الأخرى ، ثم قال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، أن يقول قائل : لا نجد حدين في كتاب الله ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ، والذي نفسي بيده ، لولا أن يقول الناس : زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالى ، لكتبتها : الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة ، فإنا قد قرأناها
الراوي: سعيد بن المسيب - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح ويستند من قوله: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم: 6/495






هذا ما لدي ....

والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

كتبته أختكم في الله : بنت التوحيـــــد



توقيع دوحة القرآن
[CENTER][IMG]http://www.geocities.com/sheree_mohd/gdzbhgdfzh.jpg[/IMG][/CENTER]
دوحة القرآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس