عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-12, 01:44 AM   #6
أم أبي تراب
نفع الله بك الأمة
افتراضي

صــور مــن محاســبة الصالحيــن لأنفســهم


علـى كـل مسـلم أن يقـف مـع نفسـه وقفـة يحاسـبها فـي الدنيـا علـى كـل فعلـة فعلهـا وعلـى كـل كلمـة قالهـا ، فـإن مـن حاسـب نفسـه فـي الدنيـا خـفَّ عليـه الحسـاب فـي الآخـرة .
ولقـد كـان سـلفنا الصالـح يحاسـبون أنفسـهم حتـى عنـد سـكرات المـوت !!! .....
* عـن ابـن شُمـاسـةَ المَهْـرِيِّ ، قـال : حَضَرْنَـا عمـرو بـنَ العـاصِ وهـو فـي سـياقةِ المـوتِ ، فبكـى طويـلاً وحـوَّلَ وَجْهَـهُ إلـى الجـدار . فجعـل ابنُـهُ يقـول : يـا أبتـاهُ أمـا بشـركَ رسـولُ اللهِ بكـذا ؟ أمـا بشـرك رسـول الله بكـذا ؟ . قـال : فأقبـل بوجهـه فقـال : إن أفضـلَ مـا نُعِـدُّ شـهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمـدًا رسـولُ اللهِ ، إنـي قـد كنـتُ علـى أطبـاقٍ ثـلاثٍ ، لقـد رأيتُنِـي ومـا أحـدٌ أشـدَّ بُغضـًا لرسـول الله مِنِّـي ، ولا أحــبَّ إلـيَّ أن أكـونَ قـد اسـتمكَنْـتُ مِنـهُ فقتلتُــهُ ، فلـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لكنـتُ مـن أهـل النـار . فلمـا جعـل اللهُ الإسـلامَ فـي قلبـي أتيـتُ النبـيَّ فقلـتُ : ابْسُـطْ يمينَـكَ فَـلأُ بايِعْـكَ ، فبسـط يمينـه . قـال : فقبضـتُ يـدي .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " مـا لَـكَ يـا عمـرو ؟ " .
قـال : قلـت : أردتُ أنْ أشـترطَ .
قـال : " تشـترط بمـاذا ؟ " . قلـتُ : أن يُغْفَـرَ لـي .
قـال : " أمـا علمـت أن الإسـلام يهـدمُ مـا كـان قَبْلَـهُ ؟ وأن الهجـرةَ تهـدمُ مـا كـان قبلهـا ؟ وأن الحـجَّ يهـدمُ مـا كـان قبلـه ؟ " .
ومـا كـان أحـدٌ أحـبَّ إلـيَّ مِـنْ رسـول الله ولا أجَـلَّ فـي عينـي مِنْـهُ ، ومـا كنـتُ أُطِيـقُ أنْ أمـلأ عينـي منـه إجـلالاً لـه ، ولـو سُـئِلْتُ أن أصِفَـهُ مـا أطَقْـتُ ، لأنـي لـم أكـنْ أمـلأُ عَيْنَـىَّ منـه ، ولـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لرجـوتُ أن أكـون مـن أهـلِ الجنـة .
ثـم ولينـا أشـياءَ مـا أدرِي مـا حالـي فيهـا ، فـإذا أنـا مُـتُّ ، فـلا تَصْحَبْنِـي نائحـةٌ ولا نـارٌ ، فـإذا دفنتمونـي فَشُـنُّوا علـيَّ التـرابَ شَـنّاً . ثـم أقِيمـوا حـول قبـري قَـدْرَ مـا تُنْحَـرُ جـزور ، ويُقْسَـمُ لحْمُهَـا ، حتـى أسـتأنِسَ بكـم ، وأنظُـرَ مـاذا أُراجِـعُ بـه رُسُـلَ ربِّـي .
صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 54 ) ـ باب : كون الإسلام يهدم ماقبله ..... / حديث رقم : 192 ـ ( 121 ) / ص : 39 .

* عـن أبـي عثمـان النهـدي ، عـن حنظلـةَ الأسـدي قـال : ( كـان مـن أصحـاب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ) قـال : لقينــي أبـو بكـر فقــال : كيـف أنـت ؟ يـا حنظلــة ! قـال : قلـتُ نافـق
حنظلـة . قـال : سـبحان الله ! ما تقـول ؟ قـال : قلـتُ : نكـونُ عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يذكرنـا بالنـار والجنـة حتـى كأنـَّـا رأيَ عيـنٍ . فـإذا خرجنـا مـن عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، عَافسـنا الأزواج والأولاد والضيعـات ، فنسـينا كثيـرًا . قـال أبـو بكـر : فواللهِ إنَّـا لنلقـى مثـل هـذا . فانطلقــتُ أنـا وأبـو بكــر ، حتـى دخلنـا علـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . قلـتُ : نافـق حنظلـة ، يـا رســول الله ! فقـال رسـولُ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا ذاك ؟ " . قلـت : يـا رسـول الله ! نكـون عنـدَك ، تذكرنـا بالنـار والجنـة ، حتـى كأنـا رأيُ عيـنٍ ، فـإذا خرجنـا مـن عنـدِك ، عَافسـنا الأزواجَ والأولاد والضيعـاتِ ، نسـينا كثيـرًا . فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" والـذي نفسـي بيـده ! إنْ لـو تدومـون علـى مـا تكونـون عنـدي ، وفـي الذكـر ، لصافحتكـم الملائكـة علـى فُرُشِـكُم ، وفـي طُرُقِكُـم ، ولكـن ، يـا حنظلـة ! سـاعة وسـاعة".ثـلاث مـرات .
صحيح مسلم . متون / ( 49 ) ـ كتاب : التوبة / ( 3 ) ـ باب : فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة ، والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا / حديث رقم : 12 ـ 2750 / ص : 695 .

* * * * *
أم أبي تراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس