عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-07, 02:45 AM   #21
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
c8


:: بســـــــــم الله الرحمــــــــن الرحيــــــم ::

الوقفـــــــــة الثالثـــــــــــــة

اجتماع الفتوة والإقبال على الله لأصحاب الكهف

قال ابن الكثير ـ رحمه الله ـ كان أكثر المُستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباباً، وأمّا المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يُسلم منهم إلا القليل، فذكر الله عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شباباً وهم أقبُل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل .

ومرحلة الشباب مظنة غلبة الشهوة، ومُتابعة الهوى، فمُلازمة العبادة مع ذلك أشد وأدل على غلبة التقوى , ولذا جاء في حديث السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله، (وشاب نشأ في عبادة ربه..)



الوقفـــــــــــة الرابعـــــــة

أصحاب الفطرة السليمة يستدلون بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية

فهؤلاء الفتية نظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم، فعرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها لا ينبغي إلا لله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما، نظروا إلى تلك الأوثان والأصنام التي لا تخلق ولا ترزق، ولا تملك نفعاً ولا ضرَّا، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوزاً، فاستدلوا بتوحيد الربوبية على توحيد الإلهية، ولهذا قالوا: {لن ندعو من دونه إلها} وهذا دليل على كمال معرفتهم بربهم، وزيادة الهدى من الله لهم.



الوقفــــــــــة الخامســـــــــة

الاعتزال تارةً يكون بالأديان، وتارةً يكون بالأبدان، وقد حصل لأصحاب الكهف كليهما.

قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ عند قوله تعالى: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف} (الكهف آية 16) أي وإذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ففارقوهم أيضاً بأبدانكم.

الوقفـــــــــة السادســـــــة

معية الله لعباده المؤمنين، وقُربة ممن يتقرب إليه، واستجابته لمن دعاه وأناخ رحالة ببابه.



فهؤلاء الفتية دعوا ربهم {ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً} فلمّا جمعوا بين التبري من حولهم وقوتهم، والالتجاء إلى الله في صلاح أمرهم، وبين الثقة بالله أنّه سيفعل ذلك، لا جرم أن الله نشر لهم من رحمته، وهيأ لهم من أمرهم مرفقاً، فحفظ أديانهم وأبدانهم ويسر لهم كل سبب. والله عند ظن عبده به، فلمّا طلبوا الرحمة والرشد، نشر لهم من رحمته {ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً}.

يتبع ان شــــــــــــــــــاء الله....؛
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس