عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-07, 02:54 AM   #22
سليمة
~نشيطة~
 
تاريخ التسجيل: 13-01-2007
المشاركات: 341
سليمة is on a distinguished road
c8


الوقفـــــــــــــة السابعــــــــــــة


تجلي آيات الله الدّالة على قدرته الباهرة ورحمته الواسعة بهؤلاء الفتية

• فقد حفظهم الله من الشمس فيسر لهم كهفاً إذا طلعت الشمس تميل عنه يميناً، وعند غروبها تميل عنه شمالاً لئلا ينالهم حرها فتفسد أبدانهم بها ، قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ عند قوله سبحانه: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال..} قال: والمعنى: أنَّهم كانوا لا تصيبهم شمس البتة كرامةً لهم، وهو قول ابن عباس، فلا تصيبهم في ابتداء النّهار ولا في آخره، فكانت الشمس تميل عنهم طالعةً وغاربةً وجاريةً لا تبلغهم لتؤذيهم بحرِّها، وتغيِّر ألوانهم وتُبلي ثيابهم، وقيل: {وإذا غربت تقرضهم} أي يصيبهم يسير منها، مأخوذ من قارضة الذهب والفضة، أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها، وقالوا: كان في مسّها لهم بالعشيّ إصلاح لأجسادهم وعلى الجملة فالمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغيُّر الأبدان والألوان إليهم، والتأذي بحرٍ أو برد .

• وحَفِظهم ـ سبحانه ـ في {فجوةٍ منه} أي: من الكهف، والفجوة المُتسع، بحيث يطرقهم نسيم الهواء، ويزول عنهم الوخم والتأذي بالمكان الضيق، خصوصاً مع طول المكث، وذلك من آيات الله الدالة على قدرته ورحمته، وإجابة دعائهم وهدايتهم حتى في هذه الأمور.

• ذكر بعض أهل العلم أنهم لما ضرب الله على آذانهم بالنوم لم تنطبق أعينهم لئلا يُسرع إليها البلى فإذا بقيت ظاهرةً للهواء كأن أبقى لها ولهذا قال تعالى: {وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود} .

• وفي قوله سبحانه {وتقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} حكمة بالغة، وقدرة باهرة، قال ابن عباس: لو لم يقلبوا لأكلتهم الأرض، قال أبو هريرة: كان لهم في كل عامٍ تقليبتان، وقيل: في كل سنة مرة، وقيل غير ذلك.

قال الشيخ ابن السعدي ـ رحمه الله ـ في الآية: وهذه أيضاً من حفظه لأبدانهم، لأن الأرض من طبيعتها أكل الأجسام المتصلة بها فكان من قدر الله، أن قلّبهم على جنوبهم يميناً وشمالاً، بقدر ما لا تفسد الأرض أجسامهم، والله تعالى قادر على حفظهم من الأرض، من غير تقليب، ولكنه تعالى حكيم، أراد أن تجري سنته في الكون، ويربط الأسباب بمسبباتها. فسبحانه من خالق حكيم.

• قال ابن جريح عند قوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}. ليحرس عليهم الباب وهذا من سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم، وكان جلوسه خارج الباب لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب كما ورد في الصحيح، ولا صورة ولا جُنُب ولا كافر كما ورد به الحديث الحسن . وهاهنا يحسن الوقوف على حال بيوت المُسلمين في هذا العصر، ونفور الملائكة منها.

• ومن دلائل قدرته ـ سبحانه ـ أن حماهم بالرُّعب وألقى عليهم المهابة بحيث لا يقع نظر أحد عليهم إلاّ هابهم، لما أُلبسوا من المهابة والذعر لئلا يدنو منهم أحد ولا تمسهم يد لامس حتى يبلغ الكتاب أجله، وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم، لما له في ذلك من الحكمة والحجة البالغة والرّحمة الواسعة. قال سبحانه {لو اطَّلعت عليهم لولّيت منهم فِراراً ولمُلئت منهم رُعباً}.



يتبع ان شـــــــــــــــــاء الله ...؛
سليمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس