26-08-07, 08:12 AM
|
#5
|
جُهدٌ لا يُنسى
تاريخ التسجيل:
30-04-2007
المشاركات: 513
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الحبيبة أم البراء
أبدأ معك اليوم بإذن الله قراءة هذا الكتاب ..
وكنت قد نويت أن ألخص ما قرأت ولم أجد نفسي إلا وقد كتبت مقال
فربي يعينك على قراءة كلامي ..
::::::::::::
لكل أمر في هذه الدنيا درجة الاعتياد إن لم نجدد فيه .. والإيمان في القلب دوماً يحتاج إلى تجديد وتنشيط حتى نقوم بأمر العبادة لله سبحانه وتعالى على أكمل وجه . مستعينين بذلك بالله سبحانه وتعالى في رغبة صادقة وهمة عالية .
فالله سبحانه وتعالى يحثنا إلى التقرب إليه وطلب عونه واللجوء له وحده .. كما ذكر الحديث القدسي : " إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً .. وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً .. وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة " .. وهنيئاً لمن تقرب لله فتقرب الله له ..
يحثنا الله أن نسأله ليجيب .. فتقسوا قلوبنا وتغفل .. فمتى نبدأ الله بالسؤال حتى يجب لنا الرب عز وجل ؟.. فأحدنا يعجز أن يتوضأ ويصلي لله ركعتين يسأله العون والفرج .. إما كسلاً أو يأساً بالفرج .. والله المستعان .
ونتأمل هذه الآية الدالة على المسابقة للوصل أولاً لرضا الرب والفوز بما عنده .. [قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى] {طه:84} حين سأل الله نبيه موسى عليه السلام .. [وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى] {طه:83} رد عليه ، عليه السلام : هم في طريقي سائرين يا الله ولكن شوقي لطاعتك والفوز برضاك وجنتك .. جعلاني استعجل خطى التقوى وحسن العبادة لك يا رب فاسبقهم .. فمن منا سيسبق للفوز برضا الله .. من سيشمر للطاعة في رمضان ؟ من يبدأ من الآن في المسارعة والاجتهاد بتعويد النفس على القيام والإكثار من تلاوة القرآن !..
فلا نبقى أسيري التسويف والتأجيل .. ونردد في كل حين الذنوب أقعدتني ومنعتني من الخير .. فعلاج هذا هو الاستغفار والتوبة .. ليس القعود والانتظار .. فلنسارع إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ..
ولنعمل إلى شحذ الهمم بالتأمل في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته ولنتدبرها ونتدارسها حتى نعلم أن شديد العقاب هو الرحمن الرحيم .. فنخشاه ونرجو ما عنده من رحمة وعفو .
ولنهب النفس لمن خلقها ولنجعلها معلقة به .. ترجو ما عنده فهو الخير كل الخير .. ولنترك ما عند الخلق ولا ننتظره .. فالخالق هو الرزاق العليم وحده لا أحد سواه .
ولنتأمل نعم الله علينا .. ألا يكفينا أننا مسلمون له .. لو لم ينعم علينا إلا بها لكفتنا في هذه الحياة .. ولتتأمل كل أخت ما رزقها الله من نعم ولتتدبر ما وهبها الله من خير حتى تحسن الشكر والحمد له سبحانه وتعالى ..
ويكفينا ما ذهب من عمر في لهو وضياع .. ولنعلن أنه من اليوم نحن وهبنا النفس لخالقها ووكلانه أمرها واستعنا به على قضاء حوائجها ..
فلنسارع في أمر التوبة وتجديد النية لله ولنحسن من العبادة .. فلنؤدي الصلاة على أحسن وجه .. ولنتدبر كتاب الله ونعي أوامره وزواجره ونعمل بها .. ولنتصدق ولنؤدي حق الله كاملاً .. فمن يدري متى يحين الأجل ؟ وتقبض الروح ؟..
فلنعد النفس للشوق إلى لقاء الله والفوز برضوانه .. ولنمنيها برؤية وجهه الكريم .. ومصاحبة النبيين والصالحين في فردوسه الأعلى .. حتى تسمو عن كل دنيء في هذه الحياة وترتفع لكل خير أمرنا به الله ..
فلا تفتننا الدنيا بزخرفها عن الفوز بالآخرة ..
فحيَّهلا إن كنت ذا همةٍ فقدْ حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
ولا تنتظر بالسير رفقة قاعدٍ ودعُه فإن العزم يكفـيك حاملـــاً
|
|
|