عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-06, 08:33 PM   #3
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

سابعاً : طريقة تسهيل الاسترجاع:
**************************

إننا بقدر ما نحتاج إلى جمع المعلومات نحتاج أيضاً بنفس القدر إلى استرجاعها لأنه لا فائدة من معلوماتنا طالما لا نستطيع استرجاعها في الوقت الذي نحتاج إليها.

إذن فما هي قوانين الاسترجاع أو العوامل المساعدة له؟ هذه العوامل التي اتفق عليها علماء التربية نلخص أهمها في النقط الآتية:

1. المؤثرات الاجتماعية والمادية تساعد على الاسترجاع مثل إلقاء المحاضرات أو المناقشة مع الآخرين في موضوع ما يساعدان على استرجاعه فيما بعد، وكذلك التأثير المادي مثل رؤية صورة ما أثر ثباتاً من سماع وصفه فقط.

2. الاهتمام بموضوع ما أو مادة معينة من عوامل المساعدة على الاسترجاع وقدر اهتمام الإنسان بالمادة يجد السهولة في استرجاعها . ومن هنا نرى أن الأفكار والأحداث التي تلقى الاهتمام منا نجدها في أذهاننا دائماً ولا ننساها.

3. قانون التردد : فبقدر تردد الإنسان على فكرة معينة يجد السهولة في استرجاعها .

4. قانون الأولية: أي أن المعلومات التي يكتسبها الإنسان في بدء مذاكرته في كل يوم ، وفي بداية قراءة مادة جديدة فهذه المعلومات أكثر ثباتاً من المعلومات اللاحقة بها ما عدا الأخيرة وبالتالي فإنها أسهل في الاسترجاع .

5. قانون الحداثة : أي أن أحدث المعلومات التي اكتسبها الإنسان في حياته وفي يومه فإنها أسهل في الاسترجاع من غيرها .

6. قانون الشدة : ويقصد بها الخبرات القوية ذات التأثير الشديد على الفرد إذا لقي من الصعوبة الشديدة في اكتسابها . (2)

ثامناً : طريقة مقاومة الفشل:
***********************

هناك أسباب كثيرة قد تؤدي إلى الفشل في ميدان العلم لا بد من أن يعرفها الشخص حتى يستطيع مقاومة الفشل عن طريق تجنب هذه الأسباب ومعالجتها بطريقة من الطرق نذكرها في السطور القليلة الآتية :

1. قد يعود أسباب الفشل إلى نكسة في أحد الامتحانات فييأس الشخص من النجاح بعد ذلك وبالتالي ييأس من العلم ثم يتركه وينصرف عنه. وهذا يقع بكثرة نشاهده في واقع حياتنا من حين إلى آخر ويمكن مقاومة مثل هذا الفشل بالإرشاد وتبصير جوانب النقص في مذاكرته أو طريقة أدائه الامتحان وإن كان يعتقد أنه أتقن كل الإتقان القراءة والمذاكرة ، وإن كان سب سقوطه لأمر قاهر كمرض أصابه أو عائق آخر حال دون أدائه الامتحان فإن هذا قد يصادف كل إنسان وليس من النطق أن ينصرف الإنسان عن العلم الذي هو حياته من أجل هذه الظروف القاهرة فإن زمام الأمور ليس بيد الإنسان دائماً حتى يستطيع أن يفعل كل شيء كما يريده وتجري الأمور حسب رغبته دائماً وأبداً .

2. وقد تعود أسباب الفشل:

إلى عدم ثقة الشخص بنفسه على أنه يستطيع أن يتعلم كما يتعلم الناس وخوفه من الفشل واستهزاء الناس به وهذا السبب قد يعود إلى معاملة الوالدين أو الأساتذة أو غيرهم وهو صغير فيخوفونه من الإقدام على أي عمل اجتماعي أو مغامرة أو مسابقة موعزاً إياه بأنه لا يستطيع أن يقوم بأي عمل يماثل أعمال أقرانه ونتيجة لهذه المعاملة تتأثر الشخص وتضيع الثقة في نفسه بشعور أو بغير شعور ومن ثم لا يستطيع أن يقوم بعمل فيه نشاط وحيوية وشجاعة من شأنه أن يؤدي إلى النجاح أو حل مشكلة من المشكلات.

ويمكن معالجة مثل هذا السبب بإعادة الثقة في نفسه وتشجيعه على الإقدام على مذاكرة جدية . وأنه لا ضير على الإنسان إذا سقط أو فشل مرة أو مرتين ثم إثارة الشجاعة في نفسه بأنه ذكي وشجاع وما إلى ذلك من التشجيعات التي تزيل آثار المعاملة السابقة التي أدت إلى ضياع الثقة في نفسه هذا ويمكن أن يقوم الشخص نفسه بإرشاد نفسه بهذه الأمور فإن خير مرشد للإنسان العارف أن يرشد نفسه.

3. ومن أسباب الفشل :

عدم ميل الطالب إلى دراسة معينة قد أرغم عليها إرغاماً وهذا يمكن معالجته إما بالتحول عن هذه الدراسات إلى الدراسات التي يميل إليها وينسجم معها. وأما إذا لم يستطع التحول فإنه يمكن أن يحبب الإنسان إلى نفسه أي علم من العلوم بطريقة من الطرق مثل إحصاء منافع هذا العلم التي تعود عليه فيما بعد ويصرف عقله عن الدراسات الأخرى ونسيانها.


4. وقد يعود سبب الفشل إلى العلاقات السيئة بين الشخص ومدرسته أو أساتذته أو أقرانه وهذا يمكن معالجته بإقامة العلاقات الطيبة بينه وبينهم أو بالتحول عن هذه المدرسة أو الكلية وانصرافه عن هؤلاء الناس إلى ناس آخرين وأصدقاء طيبين يشجعونه على الدراسة من جديد بنشاط فعال.

5. وأخيراً قد يعود سبب الفشل إلى ضعف العقل وهذا المرض قسمان قسم وراثي أو خلقي . وهذا لم يتفق العلماء على إمكان معالجته . والآخر ليس وراثياً لا خلقياً وإنما نتيجة حادثة من الحوادث أو نتيجة نقص بيولوجي أو نتيجة خطأ طريقة المذاكرة وقد ذكرناها في الفصل السابق أو يكون نتيجة اضطراب نفسي أو فسيولوجي وهذا القسم يمكن معالجته في مستشفيات خاصة يعالجه علماء النفس فيها .
كما يمكن معالجة بعض الأنواع من مرض ضعف العقل ببعض الأدوية.
الدكتور/ مقداد يالجن

الهوامش :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ارجع في ذلك إلى المراجع الآتية:
أ . علم النفس التربوي ـــ للدكتور أحمد زكي صالح.
ب. سيكولوجية التعلم ـــ للدكتورة رمزية الغريب .
ج. الإنسان معجزة الخلق ـــ للدكتور جاك فرج جودة.
(2) من شاء أن يتوسع في ذلك فليرجع إلى كتاب علم النفس التربوي للدكتور ــ أحمد زكي صالح ص 757 – 774.


..المصدر ..

المركز العلمي الأول لتعليم القرءان والسنة



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس