عناصِــرُ التخطيطِ الأربعــة :
أولاً : المُناخُ الأُسَريُّ ( البيئةُ الأُسَرِيَّة ) .
ثانيًا : المُرَبِّي .
ثالثًا : المُتَرَبِّي .
رابعًا : البَرامِج .

[ 1 ] المُناخُ الأُسَـريُّ :
الأُسَرةُ تُغَذِّي حاجاتٍ كثيرةً لدى الأولاد .
أىُّ أسرةٍ مُتميزةٍ تُريدُ أن تبنيَ مُناخًا مُتميزًا ، تحرصُ على الأشياءِ التالية :
1- الإيجابيةُ في عملية التأديب والتربية :
ومِن صور ذلك :
- لكي نكونَ إيجابيين في عملية التأديب والتربية ينبغي أن نُحِبَّ وأن نقبلَ أولادَنا قَبولاً غيرَ مَشروط .
مبدأ ( الأرض مُقابِل السَّلام ) في الحياة الأسرية غيرُ صحيح .
الشريعةُ لم تربِط القَبولَ بالحُبِّ المشروطِ إلَّا بقضيةٍ واحدة ، ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ المجادلة/22 .
إذًا ، المُوالاةُ والمُعاداةُ – حتى لأقربِ الناس – تكونُ على قضايا الدِّين فقط ، أمَّا مُمارساتٌ يوميةٌ يُخطِئُ فيها الولد فلا .
[ الحُبُّ المَقبولُ ، وغيرُ المَشروط ] .
2- التركيزُ على الإيجابياتِ :
يقولون في عِلم التربية : ( ما تُرَكِّز عليه ، تَحصُل عليه ) .
هذا المبدأ قال عنه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لا يَفرُك مُؤمِنٌ مُؤمنةً ، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا ، رَضِيَ منها آخَر )) رواه مسلم .
عندما تشعرُ بأنَّ ولدكَ لديه إيجابياتٌ كثيرةٌ ؛ فهو دراسيًّا مُتميز ، عِلاقتُه مع إخوانه هادِئة ، لكنَّه في يومٍ مِن الأيام نام عن صلاة الفجر ، هل الحل الآن أن تبدأ في تعذيبه ؟
لا ، هذا الأمرُ ليس بصحيح .
ولهذا – يا إخواني – تُلاحظونَ أنَّ الشريعةَ رَكَّزت على العِبارات الخطيرة ، العِبارات التي تُؤثِّرُ على هذا الولد على مَدَىً بعيد .
لَمَّا يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لا يَقُل أحدُكم : خَبُثَتْ نفسي ، ولكنْ ليَقُل : لَقِسَتْ نفسي )) رواه مسلم .
عندما تذهب لمَعاجِم اللغة تجِد : خَبُثَ ولَقِسَ واحد ، لكنْ وَقْع خَبُثَ ولَقس فيه فَرْق .
يُمكنُ أن أستبدلَ عِباراتٍ كثيرةً في تعامُلي مع زوجتي ، وتعامُلي مع أولادي ، بعِباراتٍ أَهْدَأ ، أَلْطَف ، وأُعَوِّد لِساني عليها . ومِن ثَمَّ أُرَكِّزُ على إيجابياتي ولا أُرَكِّزُ على السَّلبياتِ الموجودةِ عند الولد .
رَكِّز على الإيجابياتِ في داخِل البيت ، يَحصُل بعد ذلك إيجابيةٌ في نظرتِكَ للمُشكلة ، يَحصُل إيجابيةٌ في حَلِّكَ للمُشكلة ؛ لأنَّ كثيرًا مِنَ المشاكِل تُحَلُّ ، لكنْ تُحَلُّ انتقامًا وليس عِلاجًا .