عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-13, 12:24 AM   #285
مشتاقة للفردوس
|طالبة في المستوى الثاني 1|
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,, الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذا تلخيص للدرس الاول،، و الحمد لله

مؤلف الاصول الثلاثة هو الامام بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ,
قال المؤلف رحمه الله : اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ; الأولى : العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالأدلة .
الشرح : الواج على كل مسلم و مسلمة أن يتعلم من دينه ما يتعبد به لربه على بصيرة لأن العبادة توقيفية ( أنه لا يجوز التعبد لله تعالى بعبادة إلا إذا كانت هذه العبادة قد ثبت في النصوص الشرعية (الكتاب والسنة) أنها عبادة شرعها الله تعالى . ولا بد للعبادة من معرفة كيفية أدائها الصحيح و لا يتم ذلك الا عن طريق العلم الشرعي
والناس يتفاوتون في الادراك تفاوتا كبيرا فمنهم العالم الذي يعلم و يتقن دقائق المسائل و منهم العامي الذي لا يعلم الا ما يتقن واجبات الشرع و المسائل التي أوردها المؤلف مما يجب أن يتعلمها كل مسلم كل بحسبه و لا شك ان العالم يتميز عن غيره بالفضل و الرفعة ; و من بين فضائل العلم نذكر :
أنه طريق للجنة و الدليل قوله صلى الله عليه و سلم ".....من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة ...
أن الله أمر نبيه بطلب الاستزادة منه و الدليل قوله تعالى (وقل ربي زدني علما ,,)
أنه ميراث الانبياء و الدليل ; "و ان العلماء ورثة الأنبياء و ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر "

قوله : الأولى: العلم، وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة : هذه أول مسألة يتعلمها المسلم ، وهي العلم بالله ورسوله ودينه
معرفة الله : العلم بالله سبحانه وما يستحقه من عبادة ، هو أعظم العلم وأشرفه ، إذ هو طريق الإيمان به سبحانه وتعالى ، ومن لم يعرف الله لم يوحده ، ومعرفته سبحانه لا تتوقف على الإيمان بأنه الخالق الرازق ، فكل البشر يؤمنون بذلك ، قال تعالى : {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61 . وقال سبحانه : {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63
فالمعرفة بالله تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة : الربوبية والألوهية والأسماء والصفات
قوله : ومعرفة نبيه ، باسمه ، وأنه آخر الأنبياء ، ومعرفة حقوقه على الأمة ، ومنها :
اتباع سبيله وهديه ، وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه ، قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }
الإيمان بأنه رسول من عند الله تعالى ، وأنه خاتم النبيين
الإيمان بما جاء به من عند الله وأنه حق

قوله : الثانية ، العمل به ، والعمل ثمرة العلم ، ومما يسأل عنه المسلم يوم القيامة (وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ) رواه الترمذي وغيره عن أبي برزة الأسلمي وهو صحيح
فالعلم حجة على المسلم ، وإذا كان الله تعالى وجه عتابه للرعيل الأول فقال سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3} سورة الصف . فكيف بمن بعدهم من القرون ؟ بل فكيف بوقتنا الحاضر ؟!
ولبيان خطورة عدم العمل بالعلم نسوق بعض الأمور التي تبين عظمه ، فمن ذلك :
ادعاء العمل .
الرياء .
العمل على غير هدى ، كمن يتعبد لله تعالى على جهل ، وهذا يكثر عند عامة الناس ، وخصوصاً في تلك الأماكن التي يقل فيها أهل العلم .

قوله : الثالثة الدعوة إليه ، والدعوة سبيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فهي مهنتهم ومهنة أتباعهم من العلماء وطلاب العلم ، وإذا كانت الدعوة على علم وعمل كانت أكمل ، قال الله تعالى : {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108 . وأجر الداعية مضاعف ، فله أجر الدعوة كعبادة لله تعالى ، وله أجر الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم حين قال : بلغوا عني ولو آية . رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، وله أجر استجابة الدعوة ، كما ثبت عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء . رواه مسلم
وما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام من قوله لعلي رضي الله عنه : لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم . متفق عليه

قوله : الرابعة، الصبر على الأذى فيه ، والصبر زاد الداعية الأعظم ، ولابد لكل داعية من أذى يلحق به ، وطريق الدعوة مليء بالمنغصات والمعوقات ، وبالصبر يعلو الإيمان وتزكو النفس ويقرب الفرج ، ولو كان طريق الدعوة سهلاً يسيراً لسلكه كل الناس ، لكن شرف الدعوة لا يتناسب مع أصحاب الهمم الوضيعة
والصبر وصية الله لعباده المؤمنين : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200 . وهي وصية من وصايا الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال سبحانه : {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }النحل127 . وجزاء الصبر الجنة بغير حساب ، قال جل وعز : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10

قوله : والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].
قال الشافعي رحمه الله تعالى: ( لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ).


والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته



توقيع مشتاقة للفردوس

التعديل الأخير تم بواسطة وداد بنت محمد ; 25-11-13 الساعة 05:13 PM
مشتاقة للفردوس غير متواجد حالياً