" اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم "
"أن الحنيفية ملة إبراهيم " حين قال سبحانه " ملة إبراهيم حنيفا " بمعنى مائلا عن الشرك إلى التوحيد.و تاركا للشرك و أشكاله.
أن تعبد الله وحده "بمعنى أن تعبد الله وحده دون غيره " مخلصا له الدين " بمعنى أن تخلص دينك لله و ألا تشرك معه أحدا في عبادته كما قال تعالى" و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون "في الآية "و ما " و "إلا" و هي من أشهر أساليب القصر و التخصيص أي أنه سبحانه نفى أي غاية من خلق الجن و الإنس إلا العبادة
" فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة "
" العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد " لأنه سبحانه لا يقبل الشرك كما في الحديث القدسي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قال الله تبارك وتعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )
مسألة : ما الفرق بين الشرك و الكفر ؟
*الشرك:من التسوية : نقول مثلا فلان شريك مع فلان في مشروع أي أنهم لهم نفس الحقوق أو بنسبة.
بمعنى أنه شيء من خصائص الله سبحانه و تعالى فيما يجب أن ينفرد به عز و جل أُشرك معه فيه غيره
*الكفر : من التغطية يعني المناقضة أو النفي للتوحيد .
1- قول القلب أي علمه فلو نقضه فقد كذب نسأل الله العافية فهذا يسمى كفر التكذيب.
2- عمل القلب من محبة وخضوع فلو نقضه فقد نافق وهذا يسمى كفر نفاق
3-قول اللسان أن يخضع بلسانه يظهر للناس أنه خاضع لله فلو ناقض ذلك فهذا يسمى كفر الجحود كما قال الله تعالى عن فرعون ((وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ))
والفرق بين المنافق والجاحد :
المنافق يظهر بلسانه وأعماله خلاف ما يبطنه
الجاحد أظهر ما في قلبه من كراهية
1- عمل الجوارح فمناقضتها يعتبر كفر إستكبار كإبليس
قول القلب مثل التصديق.....إلخ.
عمل القلب مثل المحبة ,الخضوع و التذلل لله سبحانه و تعالى....إلخ.
قول اللسان مثل الذكر و القرآن........إلخ.
عمل الجوارح مثل الصلاة و الصيام .....إلخ.
فإذاً الكفر هو مناقضة أحدى أركان الأيمان
الشرك إشراك الله مع غير الله في التوحيد أو الأيمان
3.قول اللسان 3.قول اللسان
4.عمل الجوارح 4.عمل الجوارح
فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت كالحدث إذا دخل في الطهارة.
نحن نعرف أنه إذا أحدث إنسان فسدت طهارته فلا تجوز له الصلاة ,كذلك الشرك إذا دخل في العبادة فسدت كما تفسد الطهارة إذا دخل عليها الحدث.
قال الشيخ رحمه الله :فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها و أحبط العمل و صار صاحبه من الخالدين في النار ,عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك ,لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة و هي الشرك بالله الذي قال تعالى فيه :
((إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) 116 النساء.
سمى الشيخ الشرك بالشبكة في المتن أي كأن الشيطان ينصب لنا الشرك في الأرض فإذا وقع فيها الإنسان أخرجه الشيطان من الطريق وهذا تشبيه جميل .
كيف نتخلص من الوقوع في الشرك؟
بمعرفة التوحيد وكذلك الشيخ و ضع لنا أربع قواعد لنعرف الشرك كي نتجنبه.
تتبع العلماء ما ينبغي إفراد(يعني توحيد) الله تعالى به من الكتاب و السنة ما هي المعاني المجملة التي أنفرد به الله عن غيره يعني هو المستحق لها فوجدوا أنها تدور حول ثلاثة معاني ,فهناك من قسمها إلى إثنين و هناك من قسها إلى ثلاث لكن بنفس المعنى.
توحيد علمي خبري توحيد قصد و طلب
الأسماء و الصفات توحيد الإرادي طلبي
توحيد الربوبية توحيد الألوهية
تدور حول 4 معاني =
-إفراد الله في العبادةتوحيد عبادة
- إفراد الله في الرزق
- إفراد الله في الملك
-إفراد الله في التدبير
سمي التوحيد الأول بتوحيد الوسيلة لأنه وسيلة لتوحيد الغاية, أي أنه وسيله تبين أن الله وحده المستحق للعبادة.
هو توحيد وسيلة لأنه فيه معنيان : الربوبية والأسماء والصفات هما وسيلة واستدلال واستشهاد على توحيد الغاية .
هو توحيد وسيلة لأننا سنجد طريقة القرآن في تناول توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء والصفات من أجل أن يدلل طالما أن الله سبحانه وتعالى هو القوي والقادر والحكيم .......... إلخ , التي هي صفات الله وربوبيته سبحانه وتعالى , إذن نتيجة منطقية أنه هو المستحق للعبادة . "ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله"
هو توحيد علمي خبري لأنه قائم وأغلبه على مسائل علمية وكله خبري أي على الأخبار أي الكتاب والسنة , فهو في الأصل علمي يؤدي إلى العملي الذي هو توحيد الألوهية .الأخبار لن نستطيع ان نتكلم على صفة من صفات الله تعالى إلا بنص من القرآن.
-----------------------------
توحيد الغاية لم سمي توحيد الغاية ؟
لأن توحيد الألوهية هو الغاية من إرسال الرسل " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون" يعني الغاية من إرسال الرسل أنهم يعلموا الناس أنه لا إله إلا الله فعليكم أن تعبدوا الله , " وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الغاية من خلق الخلق العبادة , الغاية من إرسال الرسل العبادة أي توحيد العبادة , ليس مجرد أي عبادة إنما العبادة مع التوحيد فهي الغاية , الغاية ليست توحيد الربوبية الغاية توحيد الألوهية يعني ان نتبرأ من كل معبود من دون الله.
سمي توحيد قصد وطلب لماذا ؟
من أجل أن يكون قصدي وإرادتي وقلبي كله لله , العمل لا يُعمل لله ولغير الله , إنما يُعمل لله وحده , فأوحد قصدي هذا , أطلب وجه الله عز وجل , أطلب رضا الله سبحانه وتعالى , أطلب منه الجنة , فتوحيد القصد و الطلب كله يسير في طريق واحد لا يتوزع , يعني لا أطلب رضا شيخ الطريقة ورضا الله , أنا أطلب رضا الله وحده , لا أطلب رضا اللات والعزى مع الله.
مثلها توحيد إرادي طلبي , مثلها القصد والإرادة واحدة , توحيد لألوهية لما نأتي ننسبه لله عز وجل يعني هو الإله الواحد , توحيد عبادة أو توحيد عبودية يعني أنا العبد لله الواحد العبد لله الواحد أوحد عبادتي لله سبحانه وتعالى , ومن جهة الألوهية يكون هو الإله الواحد أي لا يوجد إله غيره مستحق للعبادة عندي .
التوحيد العلمي الخبري,هو توحيد الوسيلة هو توحيد الربوبية والأسماء والصفات , قائم على العلوم قائم على المعلومات لهذا نسميه علمي , وقائم على الأخبار من الكتاب والسنة ,لن أؤلفه من عندي.
توحيد الربوبية هو إفراد الله سبحانه بالخلق والرزق والملك والتدبير .
قال ابن القيم " ما منعك إلا ليعطيك وما حرمك إلا ليعافيك " فلنفهم توحيد الربوبية.
إلا الله : أي نتبرء من كل الشرك ونوحد لله سبحانه وتعالى