عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-14, 09:35 AM   #12
رقية
معلمة بمعهد خديجة
افتراضي

فوائد المقرر الثالث :
- أخبر تعالى عن رؤساء الكفر وأئمة الضلال الذين جمعوا بين الكفر بالله والصد عن سبيل الله ، أنه اضل اعمالهم وابطلها واشقاهم بسببها ، فأبطل كيدهم للمؤمنين ورد كيدهم في نحورهم ، وأبطل عملهم الذي يرجون به ثوابا وذلك بسبب اتباعهم الباطل ، ولما كان الدافع للعمل باطل كان العمل لأجله باطلا ،
وهكذا كل عمل لا يبتغى به وجه الله ولا يسير علي هدي رسول الله ، فالنية هي الأساس وعليها مدار الأعمال فإن صلحت وقصد بها وجه الله صلح العمل المنبني عليها اذا تحققت بقية شروطه ، وان فسدت بأن كانت للرياء والسمعة أو غيرها من المقاصد الفاسدة ، فسد سائر العمل ولم يؤجر عليه صاحبة.
إضافة الى أن سبب فساد أعمالهم وبطلانها هو الكفر وانعدام شرط الإيمان الذي هو سبب في قبول الأعمال ، قال تعالى : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا".
- ضرب الله الأمثال في القرآن ليبين للناس أهل الخير والصلاح من أهل الشر والفساد وذكر لكل من الصنفين صفة بها يعرفون ويتميزون ، وهذا من أساليب القرآن في الدعوة والإرشاد ، ومن الوسائل المؤثرة في السامعين ، وكذلك ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمثال لصحابته المكرام فقال :" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما ان يحرق ثيابك وإما ان تجد منه ريحا خبيثة " ،
فهو أسلوب رباني نبوي على الدعاة أن يسلكوه ويتخذوه من وسائل دعوتهم .
- أمر تعالى عباده المؤمنين بأن ينصروه وذلك بالقيام بدينه والدعوة اليه وجهاد أعداءه بشرط أن يقصدوا بذلك وجه الله ، ووعدهم على ذلك بالنصر والتمكين وتيسير أسباب النصر من ثبات وصبر وسكينة ، فهو وعد من أكرم الأكرمين الذي لا يخلف وعدا ، وعليه فلننظر الى حالنا : هل حققنا ذلك ، وهل قمنا بنصر دين الله كما امرنا الله ؟ أم أننا لا زلنا نائمون غافلون ، نحلم أن يأتينا النصر دون أن نأخذ بأسبابه من إصلاح للحال وأداء للفرائض كاملة مستوفية أركانها وشروطها وواجباتها ومكملاتها ، وهل انتهينا عن النواهي ولم نتساهل فيها ، وهل تركنا الغفلة عن الله والدار الآخرة ، وهل قمنا بجهاد وجلاد لأعداء الله ، بالطبع قصرنا وفرطنا في جنب الله ، فلم نتأهل للنصر بعد ،
أسال الله أن يهدينا ويصلح أعمالنا وقلوبنا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته .

التعديل الأخير تم بواسطة رقية ; 14-02-14 الساعة 09:43 AM
رقية غير متواجد حالياً