ولدي خارج البيت ... مع من؟! وماذا يفعل ؟!
أميمة الجابر
الأبناء في صغرهم في قبضة الأبوين , يحيطونهم من كل جانب خوفا عليهم , ويوما فيوما يبدأ الأبناء في الخروج من القوقعة التي كانوا يعيشون فيها منبهرين بالعالم الجديد خيره وشره ...
وهنا تبدأ الأخطار
وقد تتكدس الشوارع بالشباب , منهم من يتجمع بالنواصي , ومنهم من يتجمع بالمقاهي , غير الذين يتجمعون بالنوادي والصالات وغيرها..
ولا يطمئن قلب الأبوين ولا يهدأ لهم بال إلا عندما يعود الابن للبيت ... ويظل التفكير شارد .. ماذا فعل خارج البيت ؟
ومع من كانت سهرته الليلة ؟ .
فإذا أكثرا عليه الأسئلة - من باب الاطمئنان عليه - وجدوا في نظرات ابنهم الضيق والتأفف وبعض التمتمة الغير مفهومة التي تدل على الضجر
وههنا باختصار نقدم لك بعض الملاحظات التربوية التي يرجى أن تغرس لدي الأبناء وينتبه إليها الوالدان ,
فإذا نسجت تلك الخطوات داخل الابن منذ الصغر نسيجا متآلفا قد تساعد الأبوين لحد كبير للاطمئنان عليه.
1- يجب أن نربيه على الإيمان
أي لابد أن نجعل قلبه دائما متصلا بالله تعالى ودائما ما نذكره بتلك النعم التي تغمره من كل جانب فضلا من الخالق عليه ومنة منه , ولابد أن نوطد حب الابن بربه الذي يستوجب له الطاعة ...
فإن المحب لمن يحب مطيع , و نعرفه أن الإيمان ليست كلمة لسان ولكن تصديق القلب وعمل الجوارح ,
وقد وضح لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ألا وأن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب "
2- يجب أن نربيه على حب ذكر الله تعالي , فنعوده الأذكار اليومية ,التي تبقي القلب حياً سعيداً ,ونعلمه تعظيم كتابه الكريم ,
ونعلمه أن كثرة الذنوب و المعاصي و المخالفات التي نهى عنها الله تعالي هي التي تقف حاجزاً بين العبد و خالقه , ونعلمه فور الخطأ إتباع التوبة .
3- يجب أن نربيه على عدم حب الدنيا فلا يتأثر الابن بزخارفها , فإن زينتها زينة مصطنعة , ولابد له من مفارقتها ,
كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له جبريل عليه السلام " عش ما شئت فإنك ميت , وأحبب من شئت فإنك مفارقه , واعمل ما شئت فإنك مجزى به ....."
4- يجب أن نربيه أيضا على مراقبة الله تعالى في السر والعلن فيتأسس الابن ويعلم أن الله تعالى مطلع عليه في كل وقت , فهو الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام ,
فقبل أن يبطش برجليه ويده وبصره وسمعه يشعر برؤية الله تعالى له وبمراقبته سبحانه , فيعود بدفعه من نفسه السليمة التي أسست على ذلك .
5- ولنعلمه كيف ينتقي الصديق الصالح , ونعرفه أن الصديق هو رفيقه الذي يحبه وقد يستأمنه على الكثير من أسراره أكثر ما يستأمن أبويه , فإن كان الصديق سيئا فسوف يكون على شاكلته ,وإن كان خيّرا فقد يحشر معه ,
بل وقد يكون سبيلا له إلى الجنة فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال "المرء مع من أحب " رواه البخاري .
وقد يكون الصديق معينا له على المسارعة في الخيرات يذكره دائما بالله تعالى فيطمئن الأبوان في رفقته .
6- يجب أن ننبهه من خطر وضرر الواقع الخارجي , ونقدم له نماذج سلبية في ذلك و التي قد زج بها التيار العكسي حتى غرقت في دوامته .
7- على الأبوين مصاحبة الابن والتقرب منه وقضاء معه بعض الوقت الأسري المرح حتى يخرج الأبوان من هذا اللقاء بكل ما يريدانه من معرفه عن ابنهم عن طريق الدردشة .
8- كما يجب على الأبوين متابعة الابن بألا يفقدانه الاعتزاز بنفسه , وتكون المتابعة داخل البيت حيث تتركز على مدى انتظامه في مذاكرته وسلوكياته الموجهة تجاه إخوانه وأخواته ,
أما خارج البيت عن طريق السؤال عنه بالمدرسة أو عن طريق معلميه , ومتابعة مدى انتظامه في صلاة الجماعة في المسجد .
9- على الأبوين استغلال المناسبات لدعوة أصدقاء الابن المقربين له والجلوس معهم لتقييمهم ومعرفة أخلاقهم فهم يلازمون ابنهما كثيرا خارج البيت , والمرء على دين خليله .
10- الأبوان هم القدوة فيجب إن أرادوا إصلاح الابن أو تربيته في الصغر على طاعة الله .... عليهما أولا أن يلتزما بنفسهما فالابن يقلد الأب و البنت تقلد الأم .
11- على الوالدين الاجتهاد في الدعاء مع الأخذ بكل الأسباب السابقة بأن يحفظ الله تعالى ابنهما من كل سوء ومن أصدقاء السوء و أن يجعل ابنهما قرة أعينهما, فالله تعالى قريب مجيب , يجيب دعوة الداع إذا دعاه .
منقول بتصرفٍ يسير
والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد