الموضوع
:
~ مِن شَرح [ القواعِـدِ الأربَع ] للشيخ : عُمَر العِيد ~
عرض مشاركة واحدة
21-03-14, 04:03 PM
#
10
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
تاريخ التسجيل: 22-04-2008
الدولة: رياض الجنة
المشاركات: 5,432
يقولُ العلماءُ:
مسائِلُ العُبوديَّةِ ومسائل التَّوحيدِ لا يَحدُثُ فيها نَسخٌ أبدًا.
أمَّا مسائلُ الحلال والحرام والأوامِر والنَّواهي والواجبات والمُستحبَّات،
فالأنبياءُ- عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ- يختلفون فيها.
ولهذا نحنُ في شريعتِنا جُعِلَت
لنا الأرضُ مَسجِدًا وطَهورًا، أمَّا في الشَّرائِع
السابقة فليس لهم هذا الأمرُ،
لا يُمكن أن يُصلَّيَ إلَّا في الكنيسةِ
أو في مَواطِن التَّعبُّدِ عندهم.
ثُمَّ قال المُؤلِّفُ رحِمَه الله:
[ فإذا عَرفتَ أنَّ اللهَ خَلَقَكَ لِعِبادتِهِ ]
.
فاللهُ- سُبحانه وتعالى- قد خلَقَنا للعُبوديَّة، والمقصودُ بها العُبوديَّة
الخاصَّة، وأنَّكَ ما خُلِقتَ لأجل أن تأكُلَ وتشربَ وتتوظَّفَ وتبنيَ بيتًا وتشتريَ
أرضًا إلى غيره، إنَّما خُلِقتَ لتحقيق هذه العُبوديَّةِ. هذه الأمورُ سَخَّرَها اللهُ
تعالى
للعَبدِ؛ ليَصرِفَها في عِبادةِ اللهِ تعالى.
ثم يقولُ:
[ العِبادة لا تُسمَّى عِبادةً إلَّا مع التَّوحيد ]
.
وكأنَّه يقولُ: هذا من شروطِ قبول العِبادة. ولن تكونَ عَبدًا للهِ تعالى العُبوديَّةَ
الخاصَّةَ التي فيها التَّشريفُ للعَبدِ، إلَّا أن تكونَ مبنيَّةً على التَّوحيد.
قال العُلماءُ رَحِمَهم اللهُ تعالى:
العِبادةُ لا تُقبَلُ من العَبدِ إلَّا بشَرطين
،
ومنهم مَن قال:
لا تُقبَلُ إلَّا بثلاثةِ شروطٍ
:
- الشرطُ الأول:
أن تكونَ العِبادةُ خالِصةً لوَجه اللهِ تعالى؛ بمعنى ألَّا يكون
فيها شِرك.
فأنتَ حين تُصلِّي، أتُريدُ أن ينظُرَ اللهُ إليكَ، ويَعلمُ ما في قلبِكَ
من الصِّدق؟
أم تقومُ تُزيِّنُ صلاتَكَ من أجل أن يَراكَ الناسُ؟ أقرأتَ القُرآنَ
ليُقالَ: قارئ؟
أأنفقتَ المالَ ليُقالَ: هذا جَواد؟ أجاهَدتَ في سبيل اللهِ ليُقالَ:
هذا جَريءٌ
(يعني: شُجاع)؟ أم أنَّكَ عمِلتَ هذا العَملَ خالِصًا لوَجه اللهِ تعالى؟
ولهذا العِبادةُ إذا قارنها شيءٌ من الشِّركِ، أفسدَها مُباشرةً. واللهُ قد قال لرسولِهِ
صلَّى الله عليه وسلَّم:
﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾
الزمر/65
.
فإذا كان مُحمدٌ- وهو أفضلُ الخَلْقِ- سيَحبَطُ عَملُهُ بالشِّركِ، فمَن دُونَه مِن بابِ
أَوْلَى أن تحبَطَ أعمالُهم.
- الشرطُ الثاني:
المُتابعةُ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: وأيُّ عِبادةٍ لا يُتأسَّى فيها
بالرسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فلَيست مقبولةً.
(( وصلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي ))
رواه البُخاريُّ
،
(( خُذُوا عَنِّي مناسِكَكم، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بعد عامِي
هذا ))
صحيح الجامع
.
- الشرطُ الثالث:
أن يكونَ العَملُ مبنيًّا على عَقيدةٍ صحيحةٍ.
وهُنا يقولُ المُؤلِّفُ رَحِمَه اللهُ تعالى:
[ كما أنَّ الصَّلاةَ لا تُسمَّى صلاةً إلَّا
مع الطَّهارة ]
، ولذلك إذا أحدَثَ الإنسانُ في أثناءِ صلاتِهِ فَسَدَت صلاتُه.
المُؤلِّفُ- رَحِمَه الله تعالى- بعد أن بيَّنَ العِبادةَ والتَّوحيدَ، جاء لَكَ بالمُقابِل.
ويُقالُ: وبِضِدِّها تتبيَّنُ الأشياءُ.
والمُؤلِّفُ- رَحِمَه الله تعالى- أرسَى لنا قاعِدةً؛ وهِيَ:
أنَّكَ خُلِقتَ للعِبادةِ
.
وأعظَمُ ما يَجِبُ أن يُهتمَّ به هو التَّوحِيد.
توقيع
رقية مبارك بوداني
الحمد لله
أن رزقتني
عمرة
هذا العام ،
فاللهم
ارزقني
حجة
،
اللهم
لا تحرمني فضلك ، وارزقني
من
حيث لا
أحتسب
..
رقية مبارك بوداني
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها رقية مبارك بوداني