أسئلة على الدرس الثالث عشر
ترجمة مختصر ة لراوي الحديث الثامن والعشرين
كنيته: أبو نَجيح
اسمه العرباض بن ساريةَ السلميّ
كان من السابقين في الإسلام، وكان يقول أن رابع الإسلام
صحابيّ جليل من أهل الصُفّة ، اشتهر برقة القلب وكثرة البكاء، نزل الشام ومات في فتنة ابن الزبير سنة 75 ه في عهد عبد الملك بن مروان
روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم 31 حديثًا
1- بيّني معاني الكلمات التالية :
الموعظة – النصحية والتذكير بعواقب الأفعال الحسنة والسيئة، مع بيان أحكامها
وقيل أن الموعظة التذكير بالخير وما يرقّ له القلب من الثواب والعقاب ليتعلق بالله ويتذكر الآخرة
الوجل – الخوف مع اضطراب وقلق
الوصية – الوصل بكلام فيه خير ونفع
جُنَّة – ستر ووقاية
السنام – الجزء المرتفع من ظهر الجمل
2- لو قال لك طالب علم " أنا أموري مستقيمة ولا أحتاج للوعظ " ما تعليقك على هذا الكلام، مع بيان أعظم الأمور التي يحصل بها الوعظ ؟
نقول له إن القلوب تصدأ، وأن طالب العلم أحوج من غيره للموعظة التي فيها تذكرة له ،، لأن الشيطان يعترض طريقه ويترصّده لعظم فضل طلب العلم، فكلما ازداد عظم ما عليه المرء ازداد كيد الشيطان له
وأعظم ما تحصل به الموعظة القرآن وما فيه من ذكر لصفات الله وأسمائه الحسنى، ونعمه وآلائه العظيمة، وما فيه من تذكير بأحوال الأمم السابقة وأمراضهم ومآلهم
3- ماهي الأمور التي ينبغي مراعاتها أثناء إلقاء محاضرة أو خطبة أو موعظة عامة ؟
1- سهولة ووضوح العبارة ليُفهم المقصود، وعدم التكلف والسجع في الكلام
مع إعطاء الموضوع حقه من الإطالة والبسط أو الاختصار بما يقتضيه المقصود
2- مراعاة حال السامع، فالموعظة لضعيف الإيمان تختلف عن موعظة قوي الإيمان، وموعظة الرجال تختلف عن موعظة النساء، والكبار عن الصغار، والعالم عن الجاهل
3- أن تناسب الموعظة أضعف الحضور فهما واستيعابا
4- الموعظة بالشفقة واللين، فيكون هدف الواعظ إصلاح قلب السامع لا مجردّ إقامة الحجة عليه، غير مبال بانتفاعه منها
4- لو قال لك قائل " السمع والطاعة إنما هو للخليفة العام للمسلمين ، وهو الآن غير موجود ؛ إذن فلا سمع ولا طاعة " ما تعليقك على هذا الكلام مع التعليل والتدليل ؟
هذا الكلام غير مقبول لا نقلا ولا عقلا
أما من حيث النقل فلوجود الدليل الصحيح الصريح بذلك
فقوله صلى الله عليه وسلم (( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد ))
فقوله صلى الله عليه وسلم (( وإن تأمّر عليكم عبد )) يشمل غير الخليفة العام للمسلمين ، حيث أنه من نصوص وأدلة أخرى لا بد أن يكون قرشيا أو على الأقل لا بد أن يكون حرّا
بينما في هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم (( وإن تأمّر عليكم عبد )) وكلامه صلى الله عليه وسلم وحي من الله تعالى ،، يوجب التصديق والإذعان والامتثال دون تردد ، ودون تمييز بين أوامر دون أخرى
وفي هذا الامتثال سلامة في الدنيا والآخرة
وقد ذمّ الله تعالى في كتابه من يأخذ ببعض الدين ويترك بعضه فقال { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشدّ العذاب }
فالذي أمر بالصلاة والصيام والصدقة والحج وغيرها من الأعمال الصالحة هو الذي أمر بالسمع والطاعة لولي الأمر ،، وهو كل من تولى أمرا من أمور المسلمين ،، سواء تأمّر عليهم بالبيعة أو بالغلبة
مع الإشارة أن الطاعة المقصودة في الحديث هي الطاعة في غير معصية الله، أما الطاعة في غير ذلك من واجبات أو مندوبات أو مكروهات أو مباحات فكلها واجبة ، لأن الطاعة واجبة في غير المعصية
أما من حيث العقل، فلا يخفى على كل عاقل ما في الاجتماع على كلمة واحدة من السلامة من الفتن وحفظ مصالح المعيشة واستقرار المجتمع وحقن الدماء
6- هناك أمور ثلاثة ينجو بها العبد من الفتن ، ماهي ؟
تقوى الله، السمع والطاعة لولي الأمر ، والتمسك بالسنة التي تتضمن اجتناب البدع وعدم اتباع الهوى
7- وضحي هذه العبارة " نحذر من طغيان العلم ، ونعرف المقصد منه" ؟
طغيان العلم هو أن يصير تحصيله مقصدا في حد ذاته لا وسيلة توصل إلى هدف أسمى منه، ألا وهو مرضاة الله، فينشغل طالب العلم بصورة العلم ولا ينتفع به حقيقة
أما المقصد الذي ينبغي أن يكون لطالب العلم من علمه هو تحصيل الخشية التي تدفعه لطاعة ربه واجتناب نواهيه، فإذا حصّل ذلك فقد انتفع بعلمه ، والعكس بالعكس
8- في قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ (لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ) تحتمل معنيين ، اذكريهما ؟
المعنى 1: أنه سأل عن أمر نتيجته عظيمة، من أجله خلق الله الخلق وأرسل الرسل ونزّل الكتب، وعمل العاملون
المعنى 2: أنه سأل عن أمر عظيم لا يتيسر لكل أحد إلا بتيسير الله ، ألا وهو دخول الجنة والبُعد عن النار
9- ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم (الصَّوْمُ جُنَّةٌ)؟
أي وقاية من الشرّ وأبوابه
والأصل في الكرار الإنشاء لا التأكيد، فلا يُعتبر ذكره صلى الله عليه وسلم للصوم ثانية تكرارا ، وإنما يُحمل هذا على صوم النافلة، والموضع الأول على الفريضة
10- ما معنى الجهاد في سبيل الله ؟
هو بذل الجهد لإعلاء كلمة الله، سواء كان ذلك باللسان أو المال أو السنان، وهو آخر مراحلها وأعظمها مرتبة،
والأصل أن يكون بما تقتضيه مصلحة الدعوة إلى الله وما يكون أنفع لنشر الدين
11- ما معنى قولهم (ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ) ، ولماذا قالها النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ؟
عبارة تستعملها العرب للتنبيه والتأديب، وليس الظاهر منها هو المراد
وقالها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه استغرب مثل هذا السؤال من معاذ الذي يعدّه من أعلم الصحابة، وكان أعلم الصحابة بالحلال والحرام
12- هاتي خمس فوائد استفدتيها من الحديثين ؟
1- يغلب علينا ( طلبة العلم ) وخصوصا المبتدئين كأمثالي ، أن نقدم النوافل على الفرائض، فنطلب الغنيمة قبل تحصيل السلامة ،،
فيجب أن نصحح ترتيب أولوياتنا فالسلامة لا يعدلها شيء ، ويجب أن تُقدم على الغنيمة
2- كلما تقدم سير طالب العلم، في طريقه، وجب عليه أن يتحقق من المسار ويراجعه ويصوّب الوجهة وينظر في علمه الذي تعلمه أحصّل به المقصود ففعل المأمور واجتنب المحظور ؟
فإن كان نعم، حمد الله وتابع
وإن لا، استغفر وتاب وأناب وصحح
3- من الغفلات والزلات التي يقع فيها طالب العلم، شدة تعلقه بمعلمه وثقته الغير محدودة بقوله وفعله، التي قد تعميه عن الرجوع للسنة والتمسك بها والعمل وفقها وعدم مخالفتها
فيصير يعتبر كلام معلمه صوابا لا يقبل الخطأ ، ويقدمه على قول الرسول صلى الله عليه وسلم
فأقول أن طاعة المعلم والثقة به وقبول كلامه مطلوب، بلا خلاف، لكن على المسلم عموما وطالب العلم خصوصا أن يرجع إلى المصدر : الكتاب والسنة ويعض عليهما بالنواجذ
فلا يأخذ كلام معلمه نصا محكما ،، يقدمه على الوحيين
ومن ناحية أخرى، أن لا تصير مواعظ معلمه وكلامه أوقع على قلبه من كلام الله تعالى، فيأنس بكلام الخلق ولا يأنس بكلام خالق الخلق سبحانه
وهذا كثير مشاهد ،، من يوجل قلبه وتذرف دموعه للموعظة ولا يجد ذلك عند سماع القرآن
4- عمود الدين، الصلاة، كما في حديث معاذ رضي الله عنه
وما أكثر ما فرطنا فيها فرضا ونفلا، وفي خشوعها ، بحجة طلب العلم وأنه مقدم على باقي العبادات
خصوصا مع الدراسة على النت، ننقرها نقر الديك، ولا نقيم ركوعها ولا سجودها ،، استعجالا وحرصا على عدم فوات الدرس،،
وإنا لله وإنا إليه راجعون
فكيف يصلح قلب لا تصلح صلاة صاحبه ولا يقيمها
5- علينا بإمساك اللسان، فإنه يجرّ إلى المهالك
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
نفعنا الله وإياكم بهذه الدروس
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
جزاكم الله خيرا معلمتنا الغالية أم سعد، وبارك الله فيك
وجزى الله شيخنا الفاضل ،، وأحسن إليه ،، ونفع به وبعلمه ،، اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته