
📩 رحلة ( حج قلب❤)
2⃣1⃣ آية (17)
لما اشتملت الآيات السابقة على بيان أحوال المترددين في قبول الإسلام كان ذلك مثارا لأن يتساءل عن أحوال الفرق بعضهم مع بعض في مختلف الأديان . وأن يسأل عن الدين الحق لأن كل أمة تدعي أنها على الحق وغيرها على الباطل وتجادل في ذلك .
🎈فبينت هذه الآية أن الفصل بين أهل الأديان فيما اختصموا فيه يكون يوم القيامة . إذ لم تفدهم الحجج في الدنيا.
🎈و بين - سبحانه - أن مرد الفصل بين الفرق المختلفة إليه وحده . إذ هو العليم بكل ما عليه كل فرقة من حق أو باطل ، فقال - تعالى - : ( إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ . . . ) .
🎈فى هذه الآية الكريمة حدثنا القرآن عن ست فرق من الناس :
1⃣ أما الفرقة الأولى ، فهى : فرقة الذين آمنوا ، والمراد بهم : الذين آمنوا بالنبى - صلى الله عليه وسلم - وصدقوه واتبعوه .
وابتدأ القرآن بهم ، للإشعار بأن دين الإسلام هو الدين الحق ، القائم على أساس أن الفوز برضا الله - تعالى - لا ينال إلا بالإيمان والعمل الصالح ، ولا فضل لأمة على أمة إلا بذلك ، كما قال - تعالى - : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ الله أَتْقَاكُمْ )
2⃣وأما الفرقة الثانية فهى فرقة الذين هادوا أى : صاروا يهودا . يقال : هاد فلان وتهود أى : دخل فى اليهودية .
وسموا يهودا نسبة إلى " يهوذا " أحد أولاد يعقوب - عليه السلام - ، وقلبت الذال دال عند التعريب . أو سموا يهودا حين تابوا من عبادة العجل مأخوذ من هاد يهود هودا بمعنى تاب . ومنه قوله - تعالى - : ( إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ) أى : تبنا إليك .
3⃣والفرقة الثالثة هى فرقة " الصابئين " جمع صابئ ، وهو الخارج من دين إلى آخر .
يقال : صبأ الظِّلْف والناب والنجم - كمنع وكرم - إذا طلع .
والمراد بهم : الخارجون من الدين الحق إلى الدين الباطل . وهم قوم يعبدون الكواكب والملائكة ويزعمون أنهم على دين صابئ بن شيث ابن آدم .
4⃣والفرقة الرابعة هى فرقة " النصارى " جمع نصران بمعنى نصرانى كندامى وندمان . والياء فى نصرانى للمبالغة ، وهم قوم عيسى - عليه السلام - ، قيل : سموا بذلك لأنهم كانوا أنصارا له : وقيل : إن هذا الاسم مأخوذ من الناصرة ، وهى القرية التى كان عيسى قد نزل بها .
قدم سبحانه في سورة البقرة النصارى على الصابئين ، وأخرهم عنهم هنا . فقيل وجه تقديم النصارى هنالك أنهم أهل كتاب دون الصابئين ، ووجه تقديم الصابئين هنا أن زمنهم متقدم على زمن النصارى.
5⃣وأما الفرقة الخامسة فهى فرقة " المجوس " وهم قوم يعبدون الشمس والقمر والنار . وقيل : هم قوم أخذوا من دين النصارى شيئاً ، ومن دين اليهود شيئاً ، ويقولون : بأن للعالم أصلين : نوراً وظلمة . . .
6⃣وأما الفرقة السادسة والأخيرة فهى فرقة الذين أشركوا . والمشهور أنهم عبدة الأصنام والأوثان ، وقيل ما يشملهم ويشمل معهم كل من اتخذ مع الله - تعالى - إلها آخر .
📶وذكر المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين تقدم في آية البقرة وآية العقود .وزاد في هذه الآية ذكر المجوس والمشركين ، لأن الآيتين المتقدمتين كانتا في مساق بيان فضل التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر في كل زمان وفي كل أمة . وزيد في هذه السورة ذكر المجوس والمشركين لأن هذه الآية مسوقة لبيان التفويض إلى الله في الحكم بين أهل الملل ، فالمجوس والمشركون ليسوا من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر .
وقوله - سبحانه - : ( إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) بيان لما سيكون عليه حالهم جميعاً يوم القيامة ، من حكم عادل سيحكم الله - تعالى - به عليهم .
أى : إن الله تعالى يحكم بين هؤلاء جميعاً بحكمه العادل يوم القيامة ، إنه - سبحانه - على كل شىء شهيد ، بحيث لا يخفى عليه شىء من أحوال خلقه .
#⃣ قيل : الأديان ستة . واحد للرحمن وهو الإسلام . وخمسة للشيطان وهى ما عداه .
وقوله : ( إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) تعليل لقوله : ( إِنَّ الله يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ . . ) وكأن قائلاً قال : أهذا الفصل عن علم أو لا؟ فقيل : إن الله على كل شىء شهيد . أى : علم به علم مشاهدة " . فإنه تعالى شهيد على أفعالهم ، حفيظ لأقوالهم ، عليم بسرائرهم ، وما تكن ضمائرهم لا يعزب عنه شيء منها .
💤 وفى الآية وعيد وتهديد فعلى العاقل ان يذكر يوم الفصل والقضا ويجتهد فى الأعمال التي يحصل بها الرضى .
💤وأن يستحضر عند كل قول وفعل وخطرات يستحضر
( إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) شهيد على أعماله يراه ويسمعه ويحفظ له جميع أعماله دقها وجلها .
وأنه سوف يشهد عليه يوم القيامة ويقيم له شهود عليه من نفسه وهي جوارحه وكل من حوله أهله مصحفه مصلاه صيامه قيامه وحتى الأرض التي يدرج عليها والتي لا تفارقه أبدا ليلاً ونهاراً.
فإين المفر ؟؟؟ فأجعل كل ما حولك شهود لك لا عليك
🌴اللهم احفظنا بالاسلام قائمين وبالاسلام قاعدين وبالاسلام راقدين ولا تشمت بنا الاعداء ولا الحاسدين🌴
سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِكَ, أشْهَدُ أنّ لا إلهَ إلّا أنْتَ, أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إليْكَ .،